أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن















المزيد.....

عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال انتخابات رئاسة مجلس النواب اللبناني والتي عرضت في بث مباشر، قدمت بعض الأوراق تكتب عبارات وشعارات تحمل مطلب العدالة لجرائم
اغتيال لقمان سليم وتفجير مرفأ بيروت وشرطة مجلس النواب والنساء المغتصبات، وغيرها من شعارات تكشف على العلن، وفي عقر دار الطبقة السياسي
ة الحاكمة والمتحكمة، عن جرائم حاولت هذه الطبقة وتحاول طمس التحقيق فيها و تغييبها، مراهنةً على تقادم الزمن وانشغال الشعب اللبناني بمصيره
الذي يتفاقم وبات يمس حتى بوجوده وكينونته.
أبلغ من وصّف هذا المصير هو الرئيس ميشال عون لدى إجابته على سؤال الصحفيين إلى أين سينتهي لبنان ؟ بقوله: إلى جهنم.
الرئيس نبيه بري الذي كان يدير جلسة الانتخاب بصفته رئيس السن المؤقت ريثما يتم انتخاب الرئيس الأصيل، حاول تجاوز هذه الشعارات بإعلانها أوراق
ملغاة دون قراءة مضمونها على العلن، لكن احتجاجات نواب التغيير الصريحة والعلنية، واستنادهم إلى نقطة النظام التي تنص على أن الإقتراع سري ولكن
الفرز علني، فالورقة يجب أن تقرأ أولاً ثم تلغى إذا انطبق عليها أسباب ومبررات الإلغاء المعروفة برلمانياً، والتي تنص على كتابة الاسم واللقب فقط لاعتماد
الورقة، خضع بري ممتعضاً للقانون وطلب من مساعديه قراءة الأوراق، لكن نواب التغيير طالبوا بإعادة قراءة الأوراق الملغاة كلها فتم لهم ذلك، فالقانون في
هذه المسألة واضح وعبر عنه نواب التغيير بشجاعة، ولا يموت حق وراءه’مطالب.أعيدت تلاوة الأوراق، وعلى البث المباشر استمع اللبنانيون إلى شعارات
ونداءات ثورة 17 تشرين، تذكِّر بجرائم الاغتيال المغيبة على مدى السنوات الماضية وتدعو للعدالة لها، وبصوت من شارك في حجب ملفات التحقيق!
وياله من انتصار معنوي حققه نواب التغيير والثورة.
تعرض النواب التغييريون لحملات منظمة وغير منظمة وضعتهم في موضع الاتهام بتبديد الأكثرية النيابية السيادية، وأنهم ساهموا بنجاح رئيس المجلس
النيابي ونائبه، بينما تجاهل المشاركون في هذه الحملات بقصدٍ أو غير قصد حقيقتين ساطعتين تجلت للبنانيي 17 تشرين بخبرة العرق والدم.
الحقيقة الأولى: أن نبيه بري هو المرشح الوحيد، لأن هذا المنصب من حصة الطائفة الشيعية حسب أعراف الميثاق الوطني اللبناني لعام 1943 الذي وزع
المناصب الرئاسية الثلاثة بين الطوائف اللبنانية الكبرى، ونظراً لأن الثنائي الشيعي المؤلف من حزب الله وحركة أمل قد أحكم إغلاق الطائفة أمام اي مرشح
آخر، فقد أمسى بري مرشح نواب الطائفة الشيعية الوحيد!

الحقيقة الثانية: أن العمل السياسي لا يختزل بالانتخابات ونتائجها، وخاصةً إذا كانت خاضعةً للتسويات والتوافقات، بل هو عمل دؤوب ومتراكم، سيبدأ
بدخول البرلمان ويمر بالنشاط في اللجان المزمع انتخابها، حيث تفتح الملفات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والتشريعية إلخ ..
وقد افتتح نواب التغيير الموسم الانتخابي بقوة، وفرضوا إيقاعهم الخاص على آلية الانتخابات وعلى أسلوب الحوار والنقاش، كانوا متناغمين متناسقين
منسجمين مع تفويض الناخبين لهم، وأحيوا عرساً ديمقراطياً استمع اللبنانيون في الوطن والمهاجر إلى أصداء زغاريده المبشرة، فهم ليسوا أقلية مفككة
لا وزن لها كما يظن أصحاب منطق حساب الدكاكين، بل هم كتلة غالبة ومؤثرة ،تظهر فعاليتها في التمسك بالوحدة الوطنية العابرة للطوائف، والدعوة
لسيادة الدولة المؤسساتية بعقد اجتماعي جديد مع مواطنيها، والمطالبة الصادقة والصريحة بحكم القانون وتكافؤ الفرص والحياة الديمقراطية والعدالة
الإجتماعية. وعندما جادل أحد نواب الطوائف زميله التغييري بسؤاله عن أي مقعد طائفي تم انتخابه أجابه النائب الحر الشجاع : أنا منتخب عن المقعد الوطني.
عام 1943 وباتفاق تسووي بين السني رياض الصلح والماروني بشارة الخوري، تم اعتماد التوزيع الطائفي للمناصب ووظائف الدرجة الأولى بين الطوائف الستة
المكونة للبنان، وبعرفٍ غير مكتوب، يتخلى من خلاله المسيحيون عن ارتباطهم بالغرب والمسلمون عن دعوتهم للوحدة مع سوريا. هذا الاتفاق أدى إلى حصول
لبنان على الاستقلال والاعتراف الدولي، وإلى تبريد التوترات والاحتقانات بين مكونات المجتمع اللبناني، ولكنه شكل نظاماً هجيناً كان من المفترض أن يكون
مؤقتاً، واستمر الزعماء اللبنانيون يتحدثون عن إلغاء الطائفية تدريجياً بينما كانت بذورها المسمومة تنمو وتنتعش بدل أن تخبو وتندثر.
لقد تعرض لبنان للعنة التاريخ والجغرافيا، زمن لا يحتمل التسويات والتوافقات، وموقع لا يسمح بالمشاركة والسلام. وبقدر ما كان للبنانيين نصيب وافر من
الحضارة والثقافة والحيوية، بقدر ما كانوا محكومين بأشكال حكم متخلفة مموهة بطابع عصري. وبين سندان التسوية الطائفية المزعومة ومطرقة التدخلات
الخارجية الصلبة، مر المجتمع اللبناني المأزوم بحربٍ أهلية عام 1975، ثم اتفاق الطائف الذي أجرى بعض التعديلات على اتفاق 1943، لكنه رسّخ التقسيم
الطائفي باتفاق مكتوب هذه المرة، ورفّع أمراء الحرب إلى رتبة زعماء الطوائف، وأخيراً ولن يكون آخراً اتفاق الدوحة 2008 الذي تعامل بواقعية مع الاختلال
الحاد في موازين القوى الجديدة.لا زال الشعب اللبناني يعاني من ظاهر القوانين والدساتير و باطن التوزيع الطائفي والتوافقات،بينما هناك طائفتان لا ثالث
لهما في لبنان، طائفة أهل الحكم وزعماء الحرب الذين خلعوا بدلات الميليشيات وارتدوا ألبسة الحكام المدنيين ، حاربوا بعضهم وحاولوا إلغاء بعضهم واختلفوا
في الكثير من القضايا ولكنهم اتفقوا في شيئٍ واحد هو تقاسم كعكة السلطة والغنائم بينهم، أما الطائفة الثانية فهي طائفة أفراد الشعب وهم أناس ذوو حيوية
وكرامة وحضارة لكنهم يرزحون تحت أقدام زعماء الطائفة الأولى الذين كلما شعروا بالخطر الديمقراطي لجأوا إلى إثارة الفتن وشد العصب الطائفي.
كانت ثورة 17 تشرين الأول ذروة الحراك والاحتجاج الشعبي على الفساد والظلم والكذب، وقد تم امتصاصها ثم إخمادها ولكنها أوصلت 13 نائباً إلى البرلمان،
وهذه بداية جديدة ومعظم النار من مستصغر الشرر، وهؤلاء النواب التغييريون بحق سيكونون نواة للتغيير الجارف ولو كره الكارهون.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم
- بذور الديمقراطية التونسية بين رحى الإستبداد وجرن الإسلام الس ...
- جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !
- كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية
- لا بد من فلسطين
- هكذا كتب السوريون دستورهم في العام 1950
- عن الحروب غير المشروعة ولزوم مالايلزم
- تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟
- عن كييف والتاريخ الذي لا يرحم
- قراءة في مقال
- اعادة الاعمار في سوريا هي اعادة اعمار للمجتمع
- لحراك السياسي الإلكتروني، أو حتى التحركات المؤيدة للثورة الس ...
- لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي
- عندما يترجل الفرسان
- لذكراه.. عثمان عدي
- لذكراه .. د طه حسين
- ذكريات شهد ابوطوق عن جدها عثمان عدي
- من ايقونات التنوير العربي.. د طيب تيزيني
- لذكراهم ايقونات التنوير العربي .. مي زيادة
- صادق جلال العظم .. من ايقونات التنوير العربي


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن