أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بسام ابوطوق - جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !














المزيد.....

جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7253 - 2022 / 5 / 19 - 08:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


شاهدنا جميعاً بطولة حاملي نعش أيقونة الشهداء شيرين أبو عاقلة، وصمودهم أمام هراوات الشرطة الإسرائيلية
برؤوسهم وأكتافهم المعزولة حتى من حماية أكفهم المشغولةبحمل النعش في إصرارٍ مستميت للحفاظ على
مسيرته دون أن يسقط.
ما رأيناه، هو مشهد أسطوري يعجز عن إبداعه كبار مخرجي هوليوود السينمائية، ولكنه واقعي، حيّ، وبالألوان الطبيعية.
هو مشهد “جليات الجديد”بهيئة الشاب الفلسطيني الأعزل في مواجهة غوليات العملاق الإسرائيلي، شاهدناه وشاهده
العالم على كل وسائل الإعلام المرئية، ولم نقرأه في كتب الأساطير، وهو لم يسقط هذه المرة تحت ضربات “ديفيد” الفتى
الأشقر المحبوب الذي غدا ملكا إثر قتله جليات.
بعثة الاتحاد الأوروبي إلى الأراضي الفلسطينية عبرت في بيان لها عن استيائها من مستوى العنف في حرم مستشفى
القديس يوسف طوال مراسم الجنازة الذي مارسته الشرطة الإسرائيلية ودون طائل.
جين ساكي متحدثة البيت الأبيض، أدانت ما وصفته بأنه مقاطع مصورة مزعجة للغاية، لشرطة إسرائيلية تحمل هراوات
وتقتحم جنازة مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة،وتأسفت ساكي لاقتحام ما كان ينبغي أن تكون مسيرة سلمية.
لكن هذه الإدانات والتصريحات تجاهلت المقابل الأهم للعنف الإسرائيلي المفرط، وهو الصمود البطولي لحاملي النعش
الفلسطيني ولالتفاف الشباب الفلسطينيين العزٌل حولهم.
لوسائل الإعلام العالمية نقول، إن إسمه هو جيش الاحتلال الإسرائيلي وليس الجيش الإسرائيلي، هناك فرق شاسع بين المعنيين.
يتفوق الاحتلال الإسرائيلي على نفسه في كل مرةٍ يقوم بحصار وقمع انتفاضات الشعب الفلسطيني المتتالية وهو يدافع
عن أرضه وحياته. حالة التغول والإجرام والخرق لشرعة المجتمع الدولي، تشتد وتتفاقم بمقدار ما يزداد يأس الإسرائيليين
وعجزهم عن إخماد هذه الانتفاضات.
أقوى آلة حرب إسرائيلية وأشرس تجمعات استيطانية لم تستطع أن تخمدجذوة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، فكلما
تخبو هذه الجذوة بتأثير الرياح العاتية، تعود وتتقد، ويوماً بعد يوم يتأكد الإسرائيليين ومن يقف وراءهم ومعهم، أنه لا فائدة ..
لا فائدة من الاستمرار بالعدوان، ولا الاستمرار بالاستيطان، ولا الاستمرار بالتمييز العنصري، بالإضافة الى ما يستدعي ذلك
من أكلاف اقتصادية وبشرية وسياسية هائلة ومن دون نصر منظور في الأفق.
هذا جيل فلسطيني، يتسلم رايةً من جيل يسبقه، منسوجةً لحمتها وسداها من إرادة الحياة وذاكرة الشعب، وعبر عقود من
السنين فإن كل محاولات الإبادة والتشريد والتهجير،وإن نجحت جزئياً في الزمان الحاضر، لكنها لن تنجح في ردم التاريخ
وتغيير المستقبل، ما دامت جذوة الحياة والمقاومة والصمود تتّقد وتستعر.اربعة وسبعون عاماً مرت على نكبة 1948 المشؤومة،
وما زال جيش الإحتلال الإسرائيلي يواصل سيطرته المسلحة على أراضي فلسطين المحتلة، مرتكباً جرائمه على تضادٍ مع حركة التاريخ،
فالإستعمار العالمي إلى تراجعٍ وزوال، والاحتلال الإسرائيلي إلى تصاعد وتوسع، لكن هذا الاندفاع المعاكس لمنطق التاريخ لا يحمل
إمكانية الاستمرار، فهو يواجه شعب مقاوم فلسطيني يتمسك بأسنانه وأظافره بأرضه التاريخية، وبحقه في العيش بحرية وكرامة
وتقرير مصيره في دولته المستقلةفي إطار قرار الدولتين.إن روح الشعب الفلسطيني المتقدة وذاكرته الحية لن تموت ولن تفنى،
وهذا ليس كلام شعارات ولافتات بل هو حقائق ووقائع تثبتها الأحداث كل يوم وكل حين.
إن الجغرافيا الفلسطينية قائمة لاتزول، والتاريخ الفلسطيني حي لا يُلغى، والشعب الفلسطيني باقٍ يتوالد ويتكاثر، ورموزه هي
زيتون جنين و برتقال يافا وعنب الخليل.
لن يستمر انسداد الحلول المطروحة إلى مالا نهاية، ومحاولات إلغاء المقاومة الشعبية السلمية وتصفيرها وحصارها في حالة سكونية
ومستديمة من خذلانٍ وتعبٍ وإحباط، هذه المحاولات تثبت أكثر فأكثر فشلها، وسيصل المجتمع الدولي والنظام العالمي إلى أنه لا حل
لتبريد هذه التوترات وإخماد هذه الانفجارات، إلا بحلولٍ عادلةٍ مستديمة، تتكلل بتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة على أرضه التاريخية.
إلى الأبطال الذين حملوا نعش ايقونة الشهادة “شيرين أبو عاقلة” نردد مع نشيد اللبناني أحمد قعبور : أناديكم.. أشد على أياديكم.. وأبوس الأرض من تحت نعالكم.
ومع الشاعر الفلسطيني محمود درويش نردد: على هذه الأرض مايستحق الحياة.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية
- لا بد من فلسطين
- هكذا كتب السوريون دستورهم في العام 1950
- عن الحروب غير المشروعة ولزوم مالايلزم
- تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟
- عن كييف والتاريخ الذي لا يرحم
- قراءة في مقال
- اعادة الاعمار في سوريا هي اعادة اعمار للمجتمع
- لحراك السياسي الإلكتروني، أو حتى التحركات المؤيدة للثورة الس ...
- لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي
- عندما يترجل الفرسان
- لذكراه.. عثمان عدي
- لذكراه .. د طه حسين
- ذكريات شهد ابوطوق عن جدها عثمان عدي
- من ايقونات التنوير العربي.. د طيب تيزيني
- لذكراهم ايقونات التنوير العربي .. مي زيادة
- صادق جلال العظم .. من ايقونات التنوير العربي
- لذكراهم .. ايقونات التنوير العربي ..جورج طرابيشي
- لذكراهم .. شهداء السادس من ايار 1916 , وغيرهم .
- لذكراه.. سلطان باشا الأطرش


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بسام ابوطوق - جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !