أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بسام ابوطوق - لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي














المزيد.....

لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 18:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بمناسبة الاحتفال بالأم.. شهادة وذكرى.

لن أتكلم هنا عن والدتي منار ابوطوق الرفاعي، كأم شاركن بتأسيس عائلة وحضنت ورعت وربت، حتى نبت لعصافيرها ريش وغادروا العش.

هذه المهمة التي ألقيت على عاتق كل أمهات العالم، في كل الأزمنة والاحقاب، لصون وتطور المجتمعات البشرية، فقمن بها وما زلن،

ولعمري.. ان تضحيات الأمهات ليعلوا ويرقى على أي تضحيات أخرى نقرأ او نكتب عنها، انها خلاصة ورحيق الحياة.

بصمت واحتمال ودون منة او انتظار لرد الجميل، عطاء بلا حدود، وصبر على المشاق، محيط عباب لا قعر له.

تحملت والدتي – ومثلها كثر- عبء الأمومة وعبء العمل. قبل الزواج كان طموحها كبيرا"، متناسبا" مع امكانياتها وطاقاتها الجسدية والعقلية،

ولكنها عاشت في زمن اخر ومكان اخر، فكان هناك حدود لها، ثم اتى الزواج مبكرا" وتوابعه (حمل وولادة وتربية أطفال). هذه سنة الحياة ولكنها

مسؤولية المجتمع لتعويض التضحية التي تقدمها المرأة بإنتاجها للحياة.

ولأن طموح والدتي كان أكبر من الظروف، فقد عوضت توقفها عن التحصيل العلمي العالي بالاندفاع والابداع في عملها المهني التربوي.

فكان لعملها المميز في نشاطات مدارس دمشق، تربويا" وتعليميا" وثقافيا" وفنيا" ما عوضها عن الشهادة الجامعية (والتي حرمت منها بسبب التقاليد

وهامشية المنطقة وامكانيات العائلة المادية والزواج المبكر وقسوة الظروف).

فهي قد تقدمت بمراتب متسارعة في عملها التربوي المهني.. معلمة -مديرة مدرسة – موجهة تربوية – رئيسة مكتب التربية بدمشق –

وعندما صار هناك حدود لطموحها وتطلعاتها في ميدان التربية، انتقلت الى ميدان الصناعة، فكانت اول مديرة فعلية لشركة صناعية حكومية في سوريا.

ما أريد الإشارة اليه هنا وقد شرد معي قلمي، أنها لم تقصر في واجباتها العائلية خلال هذا النضال والجهد، فكانت خير أم تربي وتتحمل مسؤولية البيت منفردة (طعام -تنظيف – ترتيب – صيانة -تربية.. الخ).

وكانت ناجحة في ميدانها العائلي أيضا"، ولكن هذا الجهد الفوق عادي، وهذا التعب الشاق

وهذا الطموح، الذي نقلته الى أبنائها أيضا" أخذ من صحتها وعمرها. ولم يتحمل جسدها الضعيف طموحها الجبار

، فعاشت سنواتها الأخيرة بمعاناة صحية الى أن غادرت الحياة في 6 أيلول 2010

فكان جرحا: لم يندمل الا مع الزمن، وما زالت اثار الجرح باقية مع مرور السنين.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يترجل الفرسان
- لذكراه.. عثمان عدي
- لذكراه .. د طه حسين
- ذكريات شهد ابوطوق عن جدها عثمان عدي
- من ايقونات التنوير العربي.. د طيب تيزيني
- لذكراهم ايقونات التنوير العربي .. مي زيادة
- صادق جلال العظم .. من ايقونات التنوير العربي
- لذكراهم .. ايقونات التنوير العربي ..جورج طرابيشي
- لذكراهم .. شهداء السادس من ايار 1916 , وغيرهم .
- لذكراه.. سلطان باشا الأطرش
- كلام في عشق الديموقراطية
- لذكراه .. د عبد الرحمن الشهبندر
- لذكراه .. عبد الرحمن الكواكبي
- لذكراه ... فخري البارودي
- يوم أعلن الاباء المؤسسون.. نخبة الوطن السوري عن الاستقلال ال ...
- لذكراها.. نازك العابد
- لذكراها.. ماري عجمي
- عندما كتب السوريون دستورهم
- هو عرس ديموقراطي
- كلام في عشق الثقافة


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بسام ابوطوق - لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي