أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بسام ابوطوق - عندما يترجل الفرسان














المزيد.....

عندما يترجل الفرسان


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 6828 - 2021 / 3 / 1 - 11:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المحامي عثمان عدي 1926 -2014

المحامي هشام عدي 1935—2021

يوم 14 شباط غادر هذه الدنيا الفانية، أحد فرسان العدل والنبل والشهامة، المحامي هشام عدي

بعيدا".. عن وطنه الرؤوم، مسقط رأسه وموطن شبابه، وحاضن كفاحه الوطني والمهني والاجتماعي

توفي في دولة قطر.. محاطا" بعائلته الصغيرة، أبناؤه وأحفاده، ولكن.. بعيدا" عن بلده الحبيب

فالأزمات المتلاحقة في سوريا، وخروج أولاده من قبله للعمل خارجا" في قطر، مما دعاه الى الالتحاق بهم وقضاء سنوات شيخوخته بهدوء بينهم.

عشر سنوات من العمر تفصل بين عثمان عدي وهشام عدي، ولكنهما عاشا نفس المرحلة التاريخية في سوريا.. مرحلةالاربعينيات والخمسينيات والستينيات،
مرحلة الاستقلال السياسي والصعود الوطني وبناء الوطن الاقتصادي والاجتماعي.

شارك عثمان عدي في التأسيس والبناء والممارسة، لكافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في حماة بشكل خاص.

فهو شارك في الاعمال الوطنية والسياسية، منذ مرحلة الاستقلال، وحتى داهم الركود والجمود الحياة السياسية والحزبية أواخر الستينات.

وساهم بإدارة عملية الإصلاح الزراعي أوائل الستينات (بما لها وما عليها). وكانت الرؤيا والهدف

استهاض طبقة الفلاحين ودخولها في تطوير واثراء عجلة الاقتصاد السورية، على مبدأ أن تطوير النشاط الزراعي سيؤدي الى تطوير الحياة الاقتصادية ككل

(أعود للقول إن هذه النظرية لها مؤيدون ولها معترضون.. ولكننا نتكلم في التاريخ هنا للإضاءة على مواقف وليس لتسجيل مواقف)

وقد قام عثمان عدي أيضا “بتأسيس وإدارة نادي الفتوة أحد عناوين النشاط الرياضي والاجتماعي في حماة.. وكم تخرج من هذا النادي أجيال واجيال، ساهمت في نهضة مدينة حماة.

ولدى تقدمه في العمر، وابتعاده عن العمل السياسي المباشر وتخففه من أعباء ممارسة المحاماة.. تلك المهنة الشاقة، تفرغ للكتابة وإصدار الكتب من وحي قراءاته التاريخية والفلسفية ومعاصرته للأحداث في مدينة حماة، فترك ثلاث كتب..

فكان له كتاب قراءات وقصص من تاريخنا، وهو بمثابة بروفة لما تلاه كتاب مذكرات مدينة.. واشكاليات أخرى، عن تاريخ حماة وخصوصيتها

ثم كتابه الأخير المجتمع ومكوناته.. ومسائل أخرى، حيث توسع في التحليل والتفصيل أحداث وشخصيات عايشها في سوريا عموما" وحماة خصوصا"، في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات القرن العشرين.

وكان الكتابين الثاني والثالث منهما، مفعمين بالتجربة الشخصية، والواقع المعاش، مليئين بالتفاصيل والاسماء عن اللذين كافحوا وساهموا بالحياة الحموية المعاصرة.

أما المحامي هشام عدي.. فقد شارك في شبابه بالنشاط الجماهيري والاجتماعي والسياسي، ولكن تصحر الحياة السياسية والحزبية بكل تجلياتها في سوريا مع نهاية الستينيات،

سبقت الى عمر النضوج لدى جيله، فأخرجتهم من دائرة النشاط السياسي.

وبعد سنوات عمل اتصفت بالنزاهة والأمانة والشرف، في مديريات الجمارك، توجه الى مدينة حمص حيث افتتح مكتبه الخاص كمحام مستقل، وكان له سمعة واعتبار يتحدث عنها أهالي حمص

اتصف الاثنان.. هشام عدي وخاله عثمان عدي بصفات مشتركة..

أولهما.. السمعة العطرة، والتي كانت بالنسبة لهما الإرث الذي سيتركانه لأولادهما قبل المال والعقار.. الخ. هذه السمعة تجلت في عملهما كمحاميين باستقامة وشرف وتفاني في خدمة من يلجأ اليهما.

ثانيهما.. النبل والشهامة، في العلاقات والتواصل مع الوسط الاجتماعي المحيط يهما.

ثالثهما.. تربية عائلتيهما على قيم العلم والعمل والمحبة.

رابعهما.. حب العائلة والاستمرار في عادات مجتمعنا (التي يجب ان نستعيدها ونحرص عليها) وهي اجتماع الأقارب والأصدقاء في منازل بعضهم البعض.

عثمان عدي في بيته وحديقة منزله ومزرعته المتواضعة، حافظ على هذه العادة الجميلة والجديرة بالاستمرار والتطوير، فكان البيت او المزرعة يتحول كل عطلة الى مهرجان من الأبناء والاحفاد والانسباء والأصدقاء،

حيث يتم تبادل المناقشات والنوادر والفنون، في جو صحي سليم ومضيء

وكذلك تابع هشام عدي هذا النشاط وهذا التقليد، حتى اضطرته الظروف واضطرت أولاده الى مغادرة البلد.

عثمان عدي وهشام عدي.. فارسان من فرسان الزمن الجميل، ترجلا بعد جولات وجولات، ولكن سوريا ولّادة.. وسيستمر توافد الفرسان الى الميدان .

.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لذكراه.. عثمان عدي
- لذكراه .. د طه حسين
- ذكريات شهد ابوطوق عن جدها عثمان عدي
- من ايقونات التنوير العربي.. د طيب تيزيني
- لذكراهم ايقونات التنوير العربي .. مي زيادة
- صادق جلال العظم .. من ايقونات التنوير العربي
- لذكراهم .. ايقونات التنوير العربي ..جورج طرابيشي
- لذكراهم .. شهداء السادس من ايار 1916 , وغيرهم .
- لذكراه.. سلطان باشا الأطرش
- كلام في عشق الديموقراطية
- لذكراه .. د عبد الرحمن الشهبندر
- لذكراه .. عبد الرحمن الكواكبي
- لذكراه ... فخري البارودي
- يوم أعلن الاباء المؤسسون.. نخبة الوطن السوري عن الاستقلال ال ...
- لذكراها.. نازك العابد
- لذكراها.. ماري عجمي
- عندما كتب السوريون دستورهم
- هو عرس ديموقراطي
- كلام في عشق الثقافة
- كلام في عشق النشر والصحافة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بسام ابوطوق - عندما يترجل الفرسان