أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بسام ابوطوق - تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟














المزيد.....

تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 21:16
المحور: حقوق الانسان
    


خلال دردشة بيني وبين ابنتي في جلسة هادئة، سألتني إذا كنت أرى أملاً في مستقبل البشرية ونحن نرى ما يقوم به جملة
المجتمعات البشرية من إفساد للبيئة وتدمير للطبيعة وبعثرة للقوانين الناظمة للحياة على سطح كوكبنا.
تسألني ابنتي: هل ترى حافزاً يدفعنا للاستمرار في التكاثر وإنجاب الأولاد وإعمار الأرض؟

ابنتي وهي في العشرينات من عمرها من الجيل الذي تفتحت مداركه وتجلت طموحاته مع بداية القرن الحالي،
يعتريها الريب والشكوك في إمكانية استمرار الحياة البشرية وبالتالي في جدوى إنجاب الأولاد، وتجديد الحياة وديمومتها.
حاولت طمأنتها وإعادة الثقة إليها بأنه ليس صحيحاً أن الجماعة الإنسانية في انحدار، بل هي في صعود حضاري، تتابع تقدمها الفكري والثقافي والعلمي والصحي والتقني.

إن الحروب والمنازعات والاستبداد والفوضى والتعدي على الطبيعة والبيئة، إنما هي آثار جانبية لتطور المجتمعات البشرية وسعيها لتنظيم مؤسسات أممية وتشريعات عالمية،
تحاصر هذه الآثار الضارة، وتحرص على تقليمها تأسيساً لاستئصالها.

إن عماد الحياة البشرية للدول والأمم والمنظومات العالمية ورأس هذه التشريعات هو شرعة حقوق الإنسان التي تعتبر
الخلاصة والتفسير لما أبدعه العقل الجمعي البشري منذ بدء الخليقة إلى الآن.

تتراوح هذه الحقوق بين الحق الأكثر جوهرية، وهو الحق في الحياة، والحقوق التي تجعل الحياة جديرة بأن تعاش، مثل الحق في الغذاء والتعليم والعمل والصحة والحرية.
وبالتحصيل تتجلى حقوق الكرامة والرأي ومكافحة أشكال التمييز العنصري والتمييز ضد المرأة وحماية
حق الطفل في الرعاية.

الهدف هو حياة أمن وعطاء وثراء، وهو جدوى هذه الحياة بجمعها البشري والإنساني وانعكاسه على باقي الأجناس الحية التي
التي تشاركنا العيش على هذا الكوكب.

لم يأت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1948، كأول وثيقة قانونية تحدد
حقوق الإنسان الأساسية تجب حمايتها عالمياً، لم يأت من فراغ؛ بل كان نتاج التعامل مع نتائج حربين عالميتين متتابعتين،
دمرتا المجتمعات، وأهلكتا البشر، وحصدتا من الأرواح حصاد المناجل في حقول القمح الشاسعة، ثم انتهت بلا جدوى ولا فائدة.

لذلك حرص المشرعون الدوليون على حبك وربط هذه الحقوق الانسانية على مبدأ العالمية، وهو ما يعني بأن كل البشر متساوون في تمتعهم بهذه الحقوق،
وهي غير قابلة للتصرف، لذا لا يجب حرمان أي شخص منها ،إلا في الحالات المحددة بالقوانين والمحاكم فهي حقوق
متآزرة وغير قابلة للتجزئة. فالتقدم المنجز في مجال الحقوق المدنية والسياسية يشمل ممارسة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومقابل ذلك ينعكس انتهاك هذه الحقوق سلباً على العديد من الحقوق الأخرى.

لقد صادقت جميع دول العالم على قوانين حقوق الإنسان، وهي ملزمة بموجب القانون الدولي باحترام الحقوق وحمايتها رعايتها لتيسير التمتع بحقوق الإنسان الأساسية
. ولكن .. “المسافة تكبر وتصغر، والواقع يتبدل ويتغير، بين التشريع والتطبيق، في دول المجتمعات
البشرية عامة وفي دول الاستبداد والديكتاتورية خاصة”، ولمزيد من التخصيص أضيء على حالة حقوق الإنسان في عالمنا العربي.

ما زلنا في عالمنا العربي نعيش عهود الاستبداد والظلم، وكلما اتسعت رؤية الإصلاح والتقدم، ضاقت بها عبارة الفساد والتخلف.
ولا زالت الفئات الحاكمة والمتسلطة تجادل بأولوية الأمن والنظام علـى الحريات الديمقراطية، وبأن المجتمعات العربية غير مهيأة
لممارسة الديموقراطية الحقة بتعريفها لحكم الشعب لنفسه وبنفسه.

معنى التحول الديمقراطي ومبناه هو الإدارة السلمية للاختلاف، الأمر الذي يسمح بالتنوع والتعدد والرأي والرأي الآخر،
وتداول السلطة والحكم تحت سقف القانون والمشاركة الشعبية بتجلياتها السياسية من أحزاب وجمعيات ونقابات مهنية ..إلخ.
فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية هو ضمان الإدارة والمساءلة والمحاسبة، وهو الوقاية من احتكار السياسة وإلغاء الآخر، وطغيان الأكثرية على الأقلية، أو تعدي الأقلية على الأكثرية.

فماذا نرى في مجتمعاتنا العربية؟ تتزايد سيطرة وشمولية العسكرة على كافة نواحي ونشاطات المجتمع، وتنتشر وتعم الأفكار المتخلفة القروسطية،
وتتلاشى إرهاصات الحداثة والتقدم. الفساد والطغيان والفشل يزيد من انفلات الأوضاع الأمنية والانهيارات المعيشية، ويدفع
الى الاستسلام والخمود، والردود اليائسة المؤدية إالى موجات اللجوء والهجرة غير الشرعية.

فأين حقوق الإنسان جمعاً وافراداً، ونحن نرى مجتمعاتنا تعود إلى المربع الصفري.
وأين هي مسؤولية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والنخب الوطنية السياسية والاقتصادية في هذا المقام؟



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن كييف والتاريخ الذي لا يرحم
- قراءة في مقال
- اعادة الاعمار في سوريا هي اعادة اعمار للمجتمع
- لحراك السياسي الإلكتروني، أو حتى التحركات المؤيدة للثورة الس ...
- لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي
- عندما يترجل الفرسان
- لذكراه.. عثمان عدي
- لذكراه .. د طه حسين
- ذكريات شهد ابوطوق عن جدها عثمان عدي
- من ايقونات التنوير العربي.. د طيب تيزيني
- لذكراهم ايقونات التنوير العربي .. مي زيادة
- صادق جلال العظم .. من ايقونات التنوير العربي
- لذكراهم .. ايقونات التنوير العربي ..جورج طرابيشي
- لذكراهم .. شهداء السادس من ايار 1916 , وغيرهم .
- لذكراه.. سلطان باشا الأطرش
- كلام في عشق الديموقراطية
- لذكراه .. د عبد الرحمن الشهبندر
- لذكراه .. عبد الرحمن الكواكبي
- لذكراه ... فخري البارودي
- يوم أعلن الاباء المؤسسون.. نخبة الوطن السوري عن الاستقلال ال ...


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بسام ابوطوق - تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟