أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم














المزيد.....

ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنفس القادة الأوروبيون القادمون إلى قمة بروكسل الطارئة الصعداء، فقد أعادت فرنسا إنتخاب ايمانويل ماكرون رئيساً لها للأربع سنوات المقبلة،
ببرنامجه الملتزم بدعم وتنشيط الاتحاد الأوروبي في مواجهة اليمينية المتطرفة مارين لوبان المناهضة لوجود فرنسا في هذا الاتحاد، والتي وإن تراجعت
عن برنامجها المعلن في انتخابات 2017 بالخروج من منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي،فهي قد استبدلته بالبقاء داخله (لإصلاحه من الداخل)، وكانت
تدعو لتأكيد أفضلية القانون الوطني على القانون الأوروبي، والذي يعتبره منتقديها مشروع فريكست معادل للبريكست البريطاني.

ورغم أن فترة الستة أشهر لرئاسة فرنسا الدورية للاتحاد الأوروبي يناير – يونيو 2022 قاربت على الانتهاء، ولكن يبقى ماكرون أبرز القادة المؤثرين للاتحاد
للسنوات الأربع القادمة. فالملفات التي تواجه قادة الإتحاد الأوروبي شائكة ومعقدة، وأبرزها الغزو الروسي لأوكرانيا، توريد النفط والغاز، الأمن والدفاع
الأوروبي، الاتفاقية الخضراء الأوروبية، وأخيراً وليس آخراً تنشيط الإتحاد الأوروبي وإضافة دول جديدة.

لا يزال أمام ماكرون تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية 12 و19 يونيو، ولكن حتى لو تقدم يساريو لانشون أو شعبويو لوبان، وحصل أحدهم على
الأكثرية وحق تشكيل الحكومة وهو السيناريو الأسوأ في مواجهة ماكرون، فإن الدستور الفرنسي ينص على أن الرئيس هو القائد العام للقوات المسلحة
ويعطى صلاحية السياسة الخارجية والدفاع ويترك لرئيس الوزراء الجديد صلاحية العمل في السياسة الداخلية والتنفيذية. وحتى هذه تتم بالمشاركة مع
الرئيس، وهو ما أُصطلح عليه في الفكر السياسي الفرنسي بمفهوم التعايش بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقد حصل هذا في التاريخ الفرنسي
ثلاث مرات.في العقود الثلاثة الممتدة بين 1980 و2010.

إذاً فقد تم الأمر، وها هو ماكرون بعد تجديد البيعة له (حسب المصطلح المشرقي) يتوجه مباشرة إلى قمة بروكسل، مفعماً بالنشاط المتجدد، محملاً
بالمقترحات المفاجئة، حول إصلاح وتفعيل تكتل الاتحاد الأوروبي وإنشاء منظمة سياسية اوروبية، تشكل الدائرة الأوسع والأكثر مرونة من دائرة الإتحاد
الأوروبي، وعل رأس أهدافه تجاوز التعقيدات الإجرائية و إلحاق أوكرانيا بشكل أسرع بأوروبا, فمعاناتها الناشئة عن الغزو الروسي لا تحتمل ترف الانتظار.
والعنصر الثاني في الأهمية لعودة ماكرون إلى الساحة الأوروبية بتفويض فرنسي متجدد، هو الوضع الحالي للثنائي الألماني الفرنسي الذي يقود القاطرة
الأوروبية، حيث يتردد الشريك الألماني في هذه الثنائية، ولأسباب اقتصادية وجيوسياسية، عن الانخراط بدور أكبر في مواجهة الاندفاع الروسي واختراقه
للخاصرة الرخوة لأوروبا في شرقها.

تعاني ألمانيا حاضراً من الفراغ القيادي الناشئ عن تقاعد أنجيلكا ميركل وتسلم شولتز لدفة الحكم، بدعم من تحالفٍ غير متماسك مع الخضر والديمقراطيين
الأحرار، ومايزال أمام شولتز الكثير ليبني كاريزماه الخاصة كقائد ألماني جديد، وهذا إذا استطاع! وفي هذا السياق فقد تقلص وزن ألمانيا في هذه الثنائية وعلى
فرنسا ماكرون أن تعوض هذا الاختلال في الأوزان والأدوار.

العنصر الثالث والذي ازدادت أهميته أيضاً في مواجهة مستجدات الأمن والدفاع الأوروبي أمام التوغل الروسي في أوكرانيا، هو كون فرنسا الدولة النووية الوحيدة
في أوروبا بعد بريكست بريطانيا التي يعتمد عليها لموازنة التفوق النووي الروسي.

في المقلب الآخر، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا والصمود الأوكراني في مواجهته، بدأ بنقل هذه الحرب من محلية إلى إقليمية وقد تغدو عالمية. فبوتين الذي فشلت
تطلعاته إلى حربٍ خاطفة تنتهي بإسقاط حكومة زيلينسكي وتعيين حكومة مؤيدة له، قد بدأ يتحضر لحرب استنزاف طويلة الأمد، تنذر بمخاطر جمّة على الغرب
الأوروبي الطامح إلى الاستقرار والآمان بعد لوعته بحربين عالميتين لم تبق ولم تذر.

فالتكتيك الروسي الجديد المتمثل في تهديد سلاسل إمدادات الغذاء العالمية عبر حصار الموانئ الأوكرانية، وحظر الغاز الروسي على دول شرق أوروبا رداً على عقوبات
ودعوات المقاطعة الأوروبية، هو عض متبادل على الأصابع، قد تتحمله دول عظمى ولكن شرق ووسط أوروبا لا يتحمل.

وفي بروكسل لوّح ماكرون والقادة الأوروبيون بعصا المزيد من العقوبات على روسيا، ولكن ماكرون يمد الجزرة للروسي الغاضب، بالدعوة لاتفاق بشأن صادرات المواد
الغذائية الأوكرانية ورفع الحصار عن ميناء أوديسا، بموجب قرار أممي يوفر إطار لانفراج مرحلي. وهكذا تتم موازنة العقوبات الغربية القاسية مع الحلول لتوريدات الغذاء
العالمي, وتحيلها إلى مفاوضات وتسويات، بعيداً عن شرارات الحرب المستعرة.

يعوض ماكرون بنشاطاته الدبلوماسية، ومتابعته الدؤوبة للملفات العالقة، ومقترحاته المثيرة للجدل، وحواراته مع بوتين وأردوغان، عن الحضور المتراخي للرئيس الأميركي
بايدن، ويترك له ممارسة اللعبة الأميركية في تقديم المعونات والأسلحة والحرب بالوكالة.

ومن قمة بروكسل الأوروبية، سينتقل ماكرون إلى قمة الدول السبع الصناعية العالمية في إيطاليا، حيث سيخوض في ميدان آخر هو التكامل بين محلية القارة الأوروبية
وعالمية الدول الصناعية الكبرى، ولقاءاته بالزعماء العالميين ستتكلل بلقاء مع بايدن، وسيضع النقاط على الحروف حول الدور الأميركي والدور الأوروبي لإدارة هذه الأزمة
المستجدة والمتمثلة في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تتحول من محلية إلى إقليمية بل وأخطر، وبها ومعها تتغير وتتعدل ملفات توريدات النفط والغاز والغذاء العالمي
والطاقة البديلة.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بذور الديمقراطية التونسية بين رحى الإستبداد وجرن الإسلام الس ...
- جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !
- كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية
- لا بد من فلسطين
- هكذا كتب السوريون دستورهم في العام 1950
- عن الحروب غير المشروعة ولزوم مالايلزم
- تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟
- عن كييف والتاريخ الذي لا يرحم
- قراءة في مقال
- اعادة الاعمار في سوريا هي اعادة اعمار للمجتمع
- لحراك السياسي الإلكتروني، أو حتى التحركات المؤيدة للثورة الس ...
- لذكراها..منار ابوطوق الرفاعي
- عندما يترجل الفرسان
- لذكراه.. عثمان عدي
- لذكراه .. د طه حسين
- ذكريات شهد ابوطوق عن جدها عثمان عدي
- من ايقونات التنوير العربي.. د طيب تيزيني
- لذكراهم ايقونات التنوير العربي .. مي زيادة
- صادق جلال العظم .. من ايقونات التنوير العربي
- لذكراهم .. ايقونات التنوير العربي ..جورج طرابيشي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم