أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - (ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية














المزيد.....

(ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


(ناصر الكناني)
الرجل الذي اخترق جدار العصامية

ذلك المثقف المتنور ، والبروليتاري المتطلع الى الاعتاب النائية البعيدة ، بأدبه الجم يخوض غمارات الجدل ، ويتعدى سبل ومفازات ومضامير السجال ، وابجدية النقاش الجاد .. ليقف على مشارف الحوار ، يستشهد بمدارس اليمين واليسار ، ويعلن عن حقيقة اليمين وتجليات اليسار ، يحلق بنظراته القلقة المتوجسة في انحاء وفضاءات تلك الغرفة الحجرة غرفة التجمع الثقافي ذات الطابع الشناشيلي البصري ، ليستحضر رأياً تبلور بمصهر تفكره ، او فكرة حيرى راحت تنتقل بين مثابات روحه وازقته المغلقة المفتوحة .. اعترف انه يحتفظ ببقايا الرأي قبل الرأي ذاته ، ولكنه يتحرى ابعادا خارجة عن دائرة المنطق لينسج قولا او حكمة او تعزيز لرأي قاله احد المتحاورين ، حتى انني اتذكر و- كنت ممازحا ومشاكسا مباشرا – لأقول : ابا صباح لم تضف شيئا مما قلناه ؟ فيضحك على الناصر الذي كان يغمزني بعينين راصدتين كان الفقيد يعرف تورياتهما ليقول : هذه من مقالب ابي حسن .. كنا نقيم مأدبة للنقاش لنرصد شخصية او علما بصريا ، وكان هو ذاته من يتعمد تصدير النقاش الخلوة ليجعله مشاعيا مجهورا مطلقا .. حتى ان اعلانا بالاستقطاب يفرض نفسه داخل باحة التجمع ، ليندس الآخرون حاملين اقداح الشاي ضمن حلبة الجدل ، ليشعر هذا النقابي العتيق (عبد الكاظم دنبوس ) بنشوة وحرارة ذلك اللقاء ، وهو يحسب ان الامر جزء من نشيد وبرنامج التجمع الثقافي في العراق .. نعم ، هكذا كان يقول (رحمه الله ) ان هذا المقهى الذي انطلق من معطف اتحاد الادباء والكتاب في البصرة وانصهر بأدبيات وبرنامج التجمع الثقافي له سياسة حري بنا ان نترجمها حتى في لقاءاتنا وتجمعاتنا التقليدية ! واننا لم نحدد ذلك الفعل الثقافي على ايام الجمع والمناسبات فلطالما يشير ابو سامر وبقية الاعضاء لان نجعله فعلا ثقافيا قائما شاخصا .. قلت له يوما : ولكنني اخشى من ان تدخل النمطية التقليدية والطقسية المقيتة متطفلة على هذه الاصبوحات او العصريات ، ابتسم ليقول : نعم ، لكنه النشيد الذي نسعى اليه ، وتلك هي محاورنا واهدافنا وسياستنا الفكرية التي نصدرها الى دائرة الآخر .
واسهم سائلا مستفسرا بمشاكستي اليه وهو المنهوك دائما بعمل يعود لمصلحة التجمع الثقافي لأقول : ولكن لم نر دورا لافتا لكم ونحن نعيش هذه العزلة الاجتماعية وشبه الالغاء الدولي بعدما حلت مظاهر الفوضى ، وتفكك عرى المجتمع ، وبروز الصراع الطبقي ، وعودة القومية والعشائرية والبرجوازية ، وانتعاش النزعات البربرية بحلتها الجديدة .. وكل ما له علاقة بهذا السيناريو الاسود الذي رادف معطف الاحتلال المريب ، وهو يفشي بيننا الكوارث والتمزقات ، ويشيع بأوساطنا كل ما يخدم حالات الاستفحال والتعصب القبلي ، وانهيار مظاهر التمدن والحضارة ، والحد جهد الامكان من الحياة الفضلى التي لها علاقة برفاهية المواطن ؟ فيجيبني وهو يخفي ابتسامة شبه بائنة ، ان انبثاق مثل هذا التجمع الذي انت بين ثناياه ، والذي جعلني (اتشرف) بك ، هو واحد من المشخصات والمعالجات والحلول التي ننشدها ضمن ادبيانا واهدافنا ؟ أيُ ادبٍ جمٍ هذا !
ما ان يعلن الزوال عن مهيمناته حتى يتحرك من نحتفي به ليخترق العشار واسواقه المزدحمة ، كنت ابصره وهو يرافق حارس الفراشات او الرجل البلوري احمد جاسم احمد ليخترقا الخضارة قبل ان يستقل دراجة بخارية ويضع خوذه السلامة التي تعلن عن حياته العملية وتوجهاته الفنية التي تحيلك الى ادوار مبدعة هي الاخرى تنحشر ضمن هذه الشخصية الملآى بالعطاء . وهنا لا بد لي ان استحضر شيئا عن اعمال صباحية يقوم بها بتواضعه الجم ودأبه الجاد وروحيته الوقادة ..وهو يفحص ويصلح ويعالج مكبرة صوت او جهاز عاطل او منظومة كهربائية ما .. كل ذلك يتم بصمت كهنوتي بعيدا عن التغالي والاستعراض ، وكأن الامر هو ذاته يحدث في بيته !
عندما شرع الراحل يكتب مقالاته المطولة في صحف الشرارة وطريق الشعب وصوت الاهالي كانت ثقافته الحزبية هي من تتحكم بدفة هذا الموضوع او ذاك ، بعدما راحت كلمات الكاتب تعزز رؤاه ضمن دائرة التلامس مع الادبيات العالمية ليؤكد دور الكاتب وحتى القارئ بامتلاكه وجهة نظر مستقلة لا بأس ان يعطفها ضمن كتابات تحيل مثل هذه الادبيات الى الدائرة المحلية ، واظن ان الامر قد الف لأصدقاء ومقربي الراحل اشكالا كنا نظنه و- بمدرستنا العراقية الاستيعابية المتواضعة- تعديا على دائرة وحرمة الكاتب التي دائما ما نجعلها دائرة وقفية شبه مؤلهة ! وكنا عندما نحيل هذا الامر الى دائرة الفقيد يبتسم ليقول : ان لا وصاية على الرؤى ، ولا سيوف مشرعة على الآراء ، ولا بنادق راصدة عطشى تستهدف الكتابات .
رحم الله من نحتفي به ليتجدد فعله بنا .. فقائمة الكواكب التي يستحضرها شريط الزمن عامرة بالأسماء والألقاب التي تركت بصمتها ومضت بصمت العرفاء والنساك والزهاد ..
الرحمة المجللة على روح ناصر الكناني عبد الكاظم دنبوس .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ايها الزاهد :
- انطولوجيا مدينة : (القسم الاول ) الزبير قبل سبعينات القرن ال ...
- آريون
- لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)
- ثلاث محطات مربدية (المحطة الثالثة)
- لاث محطات مربدية (المحطة الاولى )
- ورقة نقدية
- عطشان تركي
- ومضات شاخصة من جلسة اتحاد الادباء والكتاب لمناسبة يوم السرد
- يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد
- الفنان الكبير ماجد عباس : الحرص المسؤول والمهنية العالية ..
- حسن زبون العنزي ( شهادة بطعم العلقم) :
- حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
- الصالون الرياضي في البصرة لجنة اولمبية ثانية ...
- الزبير .. لمحات من اصالة الماضي
- بطولة العراق للحمام الزاجل
- غودو لن يعود
- ملاحظات في الفيس بوك
- لا طيف يمر في العام الجديد
- بانتظار عام جديد


المزيد.....




- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - (ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية