أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - عطشان تركي














المزيد.....

عطشان تركي


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


. انا اعرف يا عطشان من انك لم ترتو ، وان ذلك الماء السراب (بطون الحيات) لطالما داعب مخيلتك الندية ، وانت توغل بعد النجوم ، ترفع اعناقا مشرئبة الى العنان ، حتى اننا نبالغ في رصد السماء ونحن نخترق ديوان ابي عدوان العامر .. كان الماء ظالتك التي اقترن بها اسمك ، ولأنك تسهم بالبراءة رحت تجوب زقاق شارعكم بعجالة مترددة ، حتى انني اتعمد ان اسلم عليك لترد عليّ السلام ببعض كلمات متلعثمة ، وتعود فورا الى وجهتك التي تفتقر الى القرار .. كنت اغبطك وابصر بقايا ذلك الخيط الهلامي الذي تركته تنهداتك المتسارعة .. وجومك هذا يحيرني ويحث بي التساؤل ! يا فيصل : اصحيح ان العقل قد ناف مساحة هذا الكائن البريء ؟ انا اقرأ في عيونه اشارات عاقلة ، وايماءات راصدة لطالما ينشرها بتركيز ذهني ، يبتسم احيانا بلا مناسبة ، ولكنه يعود الى جدية يحقق من خلالها لوجود قائم شاخص .. المهم انه قد ارتضى بذلك العزل بذلك الحجر قبل ان تعلن كورونا عن جائحتها !
يوما التقى برزاق ابن (مكطوف) كان الاخير على شاكلته ، وقد غادر هو الآخر الى رحمة الاله ، كان يحدثه مبتسما ، ويرد عليه (عطشان) ذات الابتسامة ، قلت لـ (علي عبد طريم) هل يفقهان الكلام ؟ اوما اليّ مبتسما ، رافعا عينا الى السماء .. كنت راصدا للمشهد الذي حمل جدية في القول بين المجنونين ، وكنت ايضا اطيل النظر وابالغ بهذا الفضول الاستثنائي البّناء الذي حمل اليّ ملحوظات لن انساها ، حتى انني ادركت ان حوارا يجري بين دعاة الشطحات والهجرات العقلية قد يتعدى استدراكاتنا وقد يغادر هشاشة افقنا المتواضع !
مما سمعته ان امثالك هم ضيوف الرب ، وكذلك الاطفال ، حتى انني اغبطك احيانا ، واحسد عالمك البوهيمي ، ومساحتك السوداوية التي تفتق نصاعة البياض ، ايها السادر في السكون ، المجاهر في الوجوم .. لم تكن نزعات المراهقين من هواة السياسة تهمك ، ولا تبجحات ومساومات واستعراضات من ادعى الوطنية والمواطنة تثيرك ، ولا من راهن على حياة الابرياء وصال وجال ليحقق رضا الامير ويفوز بجائزته تهزك .. كنت تقرأ عيوننا ، وتبصر حيرتنا ، وتلمس ارتسامات الخنوع الممزوجة باصفرار سحنتنا ، فتدرك ان الوطن في ورطة ، وان مساحة الشرفاء صارت ضيقة لا تسع المخلصين والدعاة .. كنت تؤشر بيدك اشارة لعلي فهمت شيء من دلالتها ، نعم قد تحمل انثيالات وتعبيرات وتهويمات تبتعد عن حذاقة اللبيب العارف ، ولكنها تدلل لغد اكثر سوادا ما زال يسهم بالقدوم .
اكرر ان امثالك سيحيطون الجنان ببراءتهم ، ويرسمون سياجا من نور يبقى شاخصا لمن اراد العظة .. رحمك الله .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضات شاخصة من جلسة اتحاد الادباء والكتاب لمناسبة يوم السرد
- يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد
- الفنان الكبير ماجد عباس : الحرص المسؤول والمهنية العالية ..
- حسن زبون العنزي ( شهادة بطعم العلقم) :
- حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
- الصالون الرياضي في البصرة لجنة اولمبية ثانية ...
- الزبير .. لمحات من اصالة الماضي
- بطولة العراق للحمام الزاجل
- غودو لن يعود
- ملاحظات في الفيس بوك
- لا طيف يمر في العام الجديد
- بانتظار عام جديد
- سائر نحو الحسين
- كن كالقصب
- واحدة من قرى النمل
- مشاهد
- جعفر حنوفي
- شركة Oil Serv العراقية تستكمل ادبيات النهضة الحسينية
- خبراء نفطيون ومهندسون من جنسيات مختلفة يحيون مجلس عزاء في شر ...
- من كالعباس ؟


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - عطشان تركي