أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد














المزيد.....

يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 00:59
المحور: الادب والفن
    



دائما ما تحتضن الخضرة سفرات ورحلات استجمام ومخيمات وكشتات .. ولا بأس ان تعزز الطبيعة روعتها وعظمة جمالها وهي تبارك تلك الخضرة المشتعلة التي تؤكد مطلق العلاقة بانفتاح وانشراح النفس الانسانية ، لاسيما اذا اشتعلت هذه الخضرة ببعضها ، واصبحت مرجا تذوب بخضرته الدهماء كل انواع واسماء الالوان لتتألق اشجار الجوز والبرتقال والتفاح والتين وغيرها .
لكننا هنا في الزبير نحج بسفراتنا ورحلاتها الى الصحراء ، امنا الرؤوم ، لنلج تجمعات الرمل والكثبان والمفازات الممتدة بالحصى الملتمع الذي يحفل بالجدب والحمض والعاقول ، ويحتضن الشوك والحنظل والغضى . . اظن ان نفوسنا تتوق الى جذورنا البدوية ، او اننا نتطلع الى مشروع جديد للتأمل مثلما تحقق يوما بالشعر الذي يكون التأمل مداده الدم ! فلعمر العربي يحج الى مناطق الجدب البيد القاحلة ليكتشف نفسه التي تؤلف له منالا بعيدا .
ثمة مقارنة اركيولوجية – طوبغرافية بين ابناء البحار وابناء الصحارى تمخضت عن ان الحكمة تستقر ها هنا ، في الشرق الكبير ، الفلسفة والمنطق وعلم الاخلاق . ولنتوقف هنا قليلا ونسأل : صحيح ان الاختراع والاكتشاف العلمي ينطلق من ابناء البحار الا انه ينصهر دائما بالحكمة التي تؤكد وجوده ! هكذا اعترف فلاسفة الغرب بهذا التقليد الازلي والذي يعيش محنة الثابت والمتحول .
كانت غابات الاثل متنفسا لأهالي الزبير ونظرية مغايرة للون الاحادي الصحراوي الجامد ، لكنما الاهالي انفسهم هموا لاجتثاث هذه الغابات ، لينعموا بدف الشتاءات بعدما اسهمت القوات الاطلسية بضرب المنشآت النفطية (المفبرك) ، وتعطيل المنظومة الكهربائية . ولم يبق لهذه لغابات الا بعض اطلال وآثار وشواخص .. اذن هم اجهزوا على آخر احتضارات الخضرة التي تتحدى جبروت الجدب الشاخص في صحراء الرميلة والنخيلة والهدامة ..
بانوراما العيون المحدقة في الافق المضبب لم تكتشف سبيلا جديدا لتغور بتورياته ، بعدما ايقنت ان اللعبة تنطلق من محور العم سام وصولا الى حبائل كيسنجر ومهزلة الشرق الاوسط الجديد .. فراحت الصواعق المواحق والبارجات النفاذات تطلق موتها البطي ، وتزرعه في احشاء الام الرؤوم ، لتحصد آلاف الاروح وبطريقة دورية تعززت ببرامج وحبائل سان جوست وفرانكشتاين ونيرون .. وتعيد مجازر دير ياسين والاراغون وصولا الى سبايكر .
لعل الفتوى المباركة لمشاطرة ومشاركة الاخوة المسيحيين اعيادهم قد حققت وقعتها ، وكيف لا ونحن نستحضر مقولة السيد المسيح (عليه السلام) الرائعة : ( ما ينفع الاعمى ضوء الشمس وهو لا يبصرها) .. ففي مستهل عام يخبئ بثناياه سيول المفاجآت ، وبعيدا عن هدايا سانت كلوز التي يحملها ببذلته الدموية الحمراء وابتسامته التي تسع قرى الصفيح ، يهب (الاهالي) صوب الام الرؤوم التي افصحت عن حيرة الابناء ، واي وفاء لأبناء يدركون ان الغاما ومنفلقات وقنابر لما تنفجر مخبوءة في ثنايا هذه الام المبتلاة .
في الوقت الذي كان فيه الشيخ احمد الشامي يخزن مشاهد الصحراء وصفائها لينقله بأمانة الى زملائه في حوزة مدرسة الصادق ، ويضمنه جزءا من خطبته في مجلس حسيني ما ، كان الاطفال الذين يستحضرون ترنيمتهم التقليدية (مع السلامة يا بر – يابو حشيش الاخضر) يوزعون العيون هناك في الرميلة ، متبركين ب(سيد ترف) عله يرزقهم ببعض كمآت ، مرددين عبارات هنا وهناك ، ويطلقون ضحكات بعد معارك حامية الوطيس رصاصها الحنظل وبارودها بعض اناشيد تؤشر على احلامهم الغضة ، ليهم الكبار بالبحث عنهم وهم يطلقون عبارات الاستغاثة قبل الانفجار الذي اخرس كل العبارات .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان الكبير ماجد عباس : الحرص المسؤول والمهنية العالية ..
- حسن زبون العنزي ( شهادة بطعم العلقم) :
- حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
- الصالون الرياضي في البصرة لجنة اولمبية ثانية ...
- الزبير .. لمحات من اصالة الماضي
- بطولة العراق للحمام الزاجل
- غودو لن يعود
- ملاحظات في الفيس بوك
- لا طيف يمر في العام الجديد
- بانتظار عام جديد
- سائر نحو الحسين
- كن كالقصب
- واحدة من قرى النمل
- مشاهد
- جعفر حنوفي
- شركة Oil Serv العراقية تستكمل ادبيات النهضة الحسينية
- خبراء نفطيون ومهندسون من جنسيات مختلفة يحيون مجلس عزاء في شر ...
- من كالعباس ؟
- الحسين سر وجودنا
- حسين العراق عراق الحسين


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد