أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - آريون














المزيد.....

آريون


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


( ان الحياة لا تساوي شيئا ... انني لا اساوي شيئا ! ) :
(1)
الانسان غاية الانسانية .. فسمو الذوق ونبل الشعور ورفعة الاخلاق يكمن بأصغائك الحقيقي لمن يحاورك ، دون اعتماد الالغاء والتهميش والتجاهل .. ايها الانسان السوبرمان الاعلى المتفوق الخارق ، قد يغيضك من ينهض بالإنسانية ويحسنها ، ويرتقي بالإنسان الى دلالات الوعي ومراتب التألق ومكانة التطور ، نعم يغيضك ذلك لأنك تردد وتقول وتؤكد ان الرقي والتألق والرفعة جميعها مخصوصة بك ، وموقوفة بعنوانك ، ومثبتة بشخصك ! وان الآخرين طارئون متطفلون طفيليون يزحفون ببطء السلاحف وفضول السحالي ومشاكسة الذباب امام تلال العسل ، لا تجمل حدبة البعير فهو لن يبصرها

(2)
بعيدا عن الانتخاب الطبيعي وفوضى تعارض الفرد الشاذ ، راح الالمان يمطرون الاجناس الاخرى بسلسلة طويلة من التجنيات والنعوت والعنوانات التي تسافل الآخرين عن وجودهم ، وتجعلهم في عداد الدرك الأدنى . فامطروا الشعوب بسيول من التسميات التي جعلتهم بمصاف القردة والخنازير ، وتغالوا في مشروع اصلاح الانسانية ، وهم يقرون في موضع آخر ان لا وجود للإنسانية على الاطلاق ، الامر الذي اغاض شعوب وحكومات اوربا التي استدرجت اللعبة الامريكية ، التي راحت تمنهج مسلسلها الانتقامي اعلاميا وسينمائيا .. الامر الذي تمخض عن عزلة الفرد الالماني وانزوائه ، وجعله ضمن خانة الانسان المتجني المنبوذ الحاقد .. والانكى من كل ذلك راحت كبرى شركات السينما الهوليودية تصب عليه دراما جائرة راصدة لا تشفع لسوبرمانيته ولا لآريته المفلسة .. الا ان مرحلة ما بعد تأسيس الاتحاد الاوربي اعادت شيئا من وجود ذلك الآري !
(3)
الزعيم الاوحد (الفوهرر) كان مهووسا بالفن ، الفن الذي ارتهن بالرايخ الثالث ومبدأ غسيل الادمغة ، الامر المحير الذي لا يتناسب ومعطيات الحب والجمال والتي وجدناها ماثلة في رسائل ومذكرات الفوهرر . الحملة المركزة التي قادها هتلر تحددت باقناع الناطقين بالالمانية وانطلاقة شرارة العرق الآري متفوقا عمن سواه ، فالشعار المنقوش الذي حمله نهر ايلان في لينز ومكتوب في اروقة برونو كان يقول : لا لليهود والسود والغجر والمعاقين والمتخلفين عقليا .. ذلك هو الحل الاخير الذي افتتح الآريون من خلاله ابواب حرب تكمل مأساة الحرب البشرية الطاحنة الاولى .
(4)
هم يقولون ان الجنس الآري (Aryans) هو ارقى شعوب الارض ، بل ينبغي ان يسود العالم ، هم يؤكدون ويتغالون بـ : التميز الغلبة التعالي على كل اصناف البشر ، وان الفضل الاول على البشرية كان لهم باكتشاف المنجزات البشرية الكبيرة ، هم يثقفون على وطن قومي واحد بعيدا عن افعال وترهات كل البشر .. ذلك ما قرأناه في ثبوت قوات العاصفة (ذات القمصان الرمادية) الذي توج بمفهوم الوحدة النازية التي اكدها في بافاريا العريف الفوهرر في (كفاحي) كتابه الذي خط تنظيراته في السجن ذلك الامل الذي يبحث عن يوتوبيا المانيا الجديدة ، ذاك ما نشره الفوهرر نمساوي الاصل الذي عشق ميونخ ، واسس فيها منظمته القوات الخاصة التي عززها بحزب العمال الوطني الاشتراكي الذي كان يحسب حسابه الى اليهود والشيوعيين بعدما راح يصل ليل اوربا بنهارها من اجل توحيد الناطقين بالألمانية .
هم يقولون ان الجنس الآري (Aryans) هو ارقى شعوب الارض ! هذا ما نشروه في الهند وايران وغيرها من مواطنهم المختلفة ، حتى ان لفظتهم السنسكريتية تنص على انهم (النبلاء) في الهند على عكس اقرانهم من داكني البشرة وسمرتها ، و(السادة) في ايران حسبما قال هيرودوت !
(5)
شرب الفوهرر السم ، وسقى عشيقته وزوجته ايفا براون كأسه القاتل ، وامر طبيبه الخاص البروفسور فارنر هاسه بإعطاء كبسول السيانيد الى كلبته بلوندي ، ثم قتل جراءها الخمسة ، بعدما اطلق النار عليهم امام اولاد غوبلز الذين كانوا يلعبون مع الكلاب . وبقي الحصان الجامح الذي ترجمته اللغات السنسكريتية والاغريقية واللاتينية والجرمانية والكلتية والفارسية القديمة يمر بفردريك نيتشه الذي جعل الجسد هو العقل الاكبر ، واكد على حصيلة ناتج الانتخاب الطبيعي والاصطناعي والنوع الجديد للقوة والبقاء للأصلح ، واستمر كلام زرادشت ممجدا الفضائل الانسانية التي تحتمي بالفضيلة الآرية الام ممثلة بالعود الابدي الذي يمجد القوة ويضعها في مراتب الحياة المتقدمة ، وان الانسان السوبرمان المتفوق هو خير من يتسنم ناصية الوجود ويحسم اشكالات القيادة ليكون القائد الحلم الذي يخرق كل الحواجز والحجب التي تحول دون التطلع ، و: ( إن الخير والشر نسبيان، فما هو خير لك لا يعني بالضرورة خيرٌ لي، بل ربما يكون شر علي، فما تراه أنت خيراً أراه شراً في أحايين كثيرة ) وبقيت فلسفة الانسان الخارق Übermensch تثقف على تحرر الأنا والدخول في نيرفانا الفناء من خلال موجات هتلرية جديدة استحدثت دكاكينها في عموم المانيا .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)
- ثلاث محطات مربدية (المحطة الثالثة)
- لاث محطات مربدية (المحطة الاولى )
- ورقة نقدية
- عطشان تركي
- ومضات شاخصة من جلسة اتحاد الادباء والكتاب لمناسبة يوم السرد
- يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد
- الفنان الكبير ماجد عباس : الحرص المسؤول والمهنية العالية ..
- حسن زبون العنزي ( شهادة بطعم العلقم) :
- حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
- الصالون الرياضي في البصرة لجنة اولمبية ثانية ...
- الزبير .. لمحات من اصالة الماضي
- بطولة العراق للحمام الزاجل
- غودو لن يعود
- ملاحظات في الفيس بوك
- لا طيف يمر في العام الجديد
- بانتظار عام جديد
- سائر نحو الحسين
- كن كالقصب
- واحدة من قرى النمل


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - آريون