أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)














المزيد.....

لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7278 - 2022 / 6 / 13 - 12:43
المحور: الادب والفن
    


ثلاث محطات مربدية
(المحطة الثانية)

البادية الغافية التي نامت على انشاد الشعراء وخطب الخطباء العصماء ودروس اللغة والادب والبيان ، مازالت تحتفظ بأصداء الامس ، ونشوة البيان ، واطوار التفعلية .. المنصات التكايا الحلبات الواسعة ستغص من جديد بفرسان البلاغة والادب والشعر ، فرسان الفلسفة والعرفان والتصوف .. فتكايا المتصوفة ومساجلات اخوان الصفا وحلقات المعتزلة هي فعاليات وبرامج تنتصب هنا وهناك على هامش الحدث الكبير ، حدث الشعر الذي يتصدر المشهد الثقافي الملتهب . فالبصرة التي تموج بالإبداع تتطلع ليوم جديد حافل بلقاء العمالقة الذين يعدون العدة للقاء التاريخي الذي يزخر بالأرقى والافضل والاغرب .. بعدما تجمهر اهل البصرة وهم جماعات وملل اثرت بهم السياسة والحركات الدينية والفكرية ، وعصفت بهم اهواء الشعر والغناء والبلاغة والبيان ، وانعزلت على شكل احياء كل حي يثقف الى قناعة فكرية يتفاخر بها، ويتغالى بأسماء صناعها . وهي تستذكر امجادها السالفة ، وماضيها العتيد الزاخر ، وما انتجه رجال فكرها ، وفرسان آدابها ، ودعاة فلسفتها .. هكذا يمسي الفكر والادب ، وكل فن ثقافي متنفسا لهذه المدينة ، وامل مدنها ، ونشيد اقوامها ..
سيعلن بعد سويعات عن بدء سباق الفكر ، سيفتح المربد كعادته صدرا من الق الشعر ، وبابا رحبا يسع كل القلوب المحبة للأدب والفن والجمال ، سيعلن عن انطلاق المنبر الاعلامي الحر الذي يلتقي به الشعراء ويرتقون منصة الابداع تحت مباركة وصيحات المؤازرين والمشجعين والمتعصبين الى نيل الدرجات العلى في الشعر . سينطلق الشعر معبرا عن المواقف الرافضة للجور والتسلط ، رافضا سياسة الغاء واقصاء الآخر ، ومؤيدا لموقف الشرفاء والعمال الذين ينشدون البناء والصلاح واقامة دولة العدل والانسان .
هكذا تزدحم المواقف والتأييدات والمقاطعات في عهد الدولة الاموية ، بل حتى العباسية . سيعبر الشعر عن الاوقات العصيبة ، والمراحل الراهنة ، والمواقف القاهرة .. سينطلق برمزيته او وضوحه لا بأس ! المهم ان يعبر عن ما يموج في ثنايا المجتمع ودخيلة الاقوام . سيصدح قول الاخطل وسط الجموع ليعبر عن حالة عجز المجتمع عن قولها ! نعم هكذا يكون الشعر حال ما تخفي صدور الناس ، فهو الذي يكسر الاطواق ، ويفتت الحجب ، ويمزق الشرانق ليقول قولته معبرا عن الفعل الجماهيري المؤجل . اذن ، فهو كعادته يسبق التطلعات ، ويصبها بجرأة في دائرة الاحكام التسلطية . القوم الذين تجمهروا في ساحة المربد يدركون جيدا ان الشعر هو حالهم الاول الذي يضعون على محمله بضاعتهم ، ويودعون في دخيلته آمالهم وتطلعاتهم ، وكيف لا وفرسان القول هم من قالوا فيهم : (جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر) .
الفرزدق المعتد بآبائه ومآثر قومه وسجايا عشيرته ومناقب قبيلته .. وكيف لا ، وهو العزيز نفسا ، العميق كرما (فإذا باع إبله نثر أموالها على الناس لينتسب فيهم وظل يجير على قبر أبيه غالب على نحو ما كان أجداده يجيرون) . وجرير المنحدر من كليب اليربوعية الذي كان ضمن عشيرة تصدح بشعرها المتوارث واخلاقها البدوية مثار الاعتزاز والايثار وحماية الجار والذب عن المظلوم .. اذن نحن امام شاعرين ورثا الاباء ، وعرفا النخوة ، وزقا قيم البطولة والحرب ..فأيما درر تخرج من افواه رضعت قيم البطولة والمجد والاباء ؟ واي قول او شعر سيخرج من هذه الالسن التي تصدح بالعظات والدلالات ؟ ينقل الاصمعي عن جرير : (أنه كان ينهشه ثلاثة وأربعون شاعرا فينبذهم وراء ظهره، ويرمي بهم واحدا واحدا ..)
(ألستُم خيرَ من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح )
وهكذا وخلال ثلاث سنوات (14 - 17 هجرية ) أي منذ نزول العرب البصرة ، وحتى تمصيرها ، وبفضل المربد الذي يربط دخول الوافدين الى البصرة التي هي أول ما ينزلون إذا قصدوها، وآخر ما يتركون إذا رحلوا عنها ، غّير المربد مستوى التفكير ونمطيته ، مستفيدا من تجربة الدين الجديد وسلسلة الفتوحات التي قامت بها الجيوش الاسلامية ، والتقاءهم بحضارات وثقافات جديدة ، فاصبح مكانا ممهدا لصناعة القرار الجماهيري الذي يضغط على ارادة الدولة لأنه خير من يفصح عن تطلعات الناس وآمالهم فهو هنا صانع قرار لا محالة .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث محطات مربدية (المحطة الثالثة)
- لاث محطات مربدية (المحطة الاولى )
- ورقة نقدية
- عطشان تركي
- ومضات شاخصة من جلسة اتحاد الادباء والكتاب لمناسبة يوم السرد
- يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد
- الفنان الكبير ماجد عباس : الحرص المسؤول والمهنية العالية ..
- حسن زبون العنزي ( شهادة بطعم العلقم) :
- حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
- الصالون الرياضي في البصرة لجنة اولمبية ثانية ...
- الزبير .. لمحات من اصالة الماضي
- بطولة العراق للحمام الزاجل
- غودو لن يعود
- ملاحظات في الفيس بوك
- لا طيف يمر في العام الجديد
- بانتظار عام جديد
- سائر نحو الحسين
- كن كالقصب
- واحدة من قرى النمل
- مشاهد


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)