أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - نعم ايها الزاهد :














المزيد.....

نعم ايها الزاهد :


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 17:43
المحور: الادب والفن
    


نعم يا صديقي الرائع (هاني ابو مصطفى) فلطالما استحضرك لأجدد غربتي فيك والآخرين / هكذا نحفر خيباتنا في المحن البائنة / وكم انت من مؤثر لتؤكد السبق الى طلسم تلك البئر المعطلة / وكم كان ذلك الصمت المطبق بهيا ليفصح عن ثورتك العارمة وانت تؤكد توريتك في زمن افشاء الاقنعة / يا انت ، لكم كانت حجب الصمت ثقيلة لتخفي عالما برمته اسقط قناعات الرمز / هم انفسهم امتطوا تلك الحجب الغليظة ليشيحوا بوجوههم الهلامية عن ذلك البريق الذي يحجب البريق / الكلمات - ابا هاني - لا تفصح عما نكن ، او ان الكلمات القلقة المتقافزة تبدو متسقة احيانا ولكنها تتشرذم لتخفي محور الحقيقة / نعم صاحب الهم ، لا يمكن لحقيقة ان تؤشر عليك ، وانت تضج بالحب الذي يفضحك ، قبل اصطدام الشخوص بالعيون / هيا لنعقد الآمال ، ونخفي ارتسامات البوح ولو كانت على حساب الحب ، فجرح يوسف الصديق عمده الصمت المُّعشق بالصمت ، حتى غلب صمته على حبه ، فكان النبي الذي ناف على نبوة يعقوب النبي / ذاك القميص بقي مرفوعا في سوح الحقائق حتى اللحظة / فالكل اليوم يرفع راية القميص ، مظلمة القميص ، محنة القميص ، اشكالية القميص ، / ويتغالى متبجحا برواية القميص / حتى غدا ذلك القميص مفصلا على مقاسات من يستبق الاحداث ، في زمن تعددت فيه الرايات السود والخضر والحمر والبيض .. / المشكلة يا صديقي المبتلى بهم الآخر ، ان اقوالنا آمالنا قصائدنا كتاباتنا لما تكتمل / وان الغصة كبيرة كيما نرمي بأعباء القول على كاهل الآخرين ، فبتنا نتوارى بأكفاننا ، ونتخندق بقبورنا قبل الموت / قد تصبح الجلابيب اكفانا ، والقمصان اكفانا ، والرايات اكفانا / فانهر الدم ما زالت تنتعش بالصبيب الجريان / هيا احمل قربتك قبل حمل لوحك الساكن ، فلكم حملنا نعوشنا قبل ان ينتخي الآخرون لحملها / هكذا يمضي الزمن الخائب اقزلا يجدد النحيب الصياح الزعيق لمن تخلفوا عن الركب / اولئك الذين افصحوا عن ثقل الخيبات ليؤكدوا تقاعسهم ، فكانوا في خانة جموع البغال التي لطالما تهاب الخيول المطهمرة والاحصنة الجامحة / اشكالية القحط ما زالت تقلقنا على الرغم من وقوفنا على ضفتي نهرين خالدين ، حتى ان الشط والهور راحا يعلنان عن الانين وهو ينشر اسطورة الجفاف في ارض كنيت بسوادها / المراهنات على غدنا تجددت بنا ، فكنا نسابق الغيب لنصل الى الغيب ، وكنا نمتطي السهوب البعيدة لنصل الى مشارف احلامنا الصفراء / أي مهزلة تجعل من مؤمن يخفي ايمانه ، وصادق يخفي صدقه ، حتى يخال على انه مزيف للحقيقة ، وراصد للبعيد الذي لم يأت / حتى بتنا نشيح بوجوهنا امام من يتبجح بحداثته ، وهو ينعت صدقنا بالدجل ، ويحشرنا مع من اسس لفن الدجل وانعشه / حتى اشرت علينا اصابع ما قائلة : هذا متدين له علاقة برب ما ، وكنا نشيح بوجوهنا ولا نفصح بحقيقة وعظمة ذلك الرب ، لان الآخر ممن ادعى التدين الايمان الورع النقاء كان يتاجر بصنعته اللبوس ، وحرفته المزركشة ، وجلبابه الفضفاض ، فلم يترك مساحة للصدق ، فتساوى الصدق بالكذب لأول مرة / فحلت لعنة المسيح واليهود ، والملائكة والشيطان ، والصالح الطالح .. / نعم ، هو ذاك البحر الذي لا تصمد الانفس القلوع الشواني امام غضبته ، وهو يحقق اشكالية الصمت الصخب الهدوء الثورة والتي تجعلك في حيرة الحيرة واشكالية المشهد / كأنك سيدي تُحفر ذاكرتي الهشة ، لتزق فيها سيولا من آمال استحضرها وتزاحمني ، لولا ذلك الطوفان الهائج الذي يجعلك في خانة الذاعن الساكن الذي يغلق جبه ليعيش في عزلته ، ويموت فيها كناسك ارعن لا يعرف انه ( عابد وثني ) تصرعه الحقائق ليقول : من انا ؟ / كم تمنيت ساعة ان اتلبس دورك وانت تقف على نار الكهوف لترقب هجرة الالهام ، وهو يسافر بعيدا ليحط رحاله في دائرة زهدك / وتمنيت ان تطول ادعيتك لأعرف كيف نوزع خبزنا الحار البارد البائت على الفقراء الذين يطيلون النظر الينا / الطواغيت سيدي نحن من يصنعهم ويعبد الطرق امام مسيرتهم ، اقدامهم الجامحة ستسحقنا يوما ونحن نرش الورود ايذانا بمقدمهم ، ووصول مواكبهم / قد اسمعك وانت تفصح عن مللك الجميل لمواويلي الناشزة ، ولكن من لي غيرك في زمن استفحلت فيه قصائد ، وشمخت فيه اغان راحت تشبع الجمال البعيد ، وتركت جرحنا الكبير ينتظر على قارعة من تسري به الليالي وتدفعه رياح الغرب / من لي غيرك وانت تحمل بعض جرحي بلسما لايامي النحسات .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطولوجيا مدينة : (القسم الاول ) الزبير قبل سبعينات القرن ال ...
- آريون
- لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)
- ثلاث محطات مربدية (المحطة الثالثة)
- لاث محطات مربدية (المحطة الاولى )
- ورقة نقدية
- عطشان تركي
- ومضات شاخصة من جلسة اتحاد الادباء والكتاب لمناسبة يوم السرد
- يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد
- الفنان الكبير ماجد عباس : الحرص المسؤول والمهنية العالية ..
- حسن زبون العنزي ( شهادة بطعم العلقم) :
- حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
- الصالون الرياضي في البصرة لجنة اولمبية ثانية ...
- الزبير .. لمحات من اصالة الماضي
- بطولة العراق للحمام الزاجل
- غودو لن يعود
- ملاحظات في الفيس بوك
- لا طيف يمر في العام الجديد
- بانتظار عام جديد
- سائر نحو الحسين


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - نعم ايها الزاهد :