أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - هزيمة الغرب على يد الغرب














المزيد.....

هزيمة الغرب على يد الغرب


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب كظاهرة استهلاكية و منتوج راسمالي متوحش تربى عليها النظام الغربي واسْرَت في دمه و كيانه السياسي و الايديلوجي و الاقتصادي و الثقافي عبر مراحل الحروب الداخلية ما بين كياناتها المتناحرة و كذلك عبر مراحل التوسع الكلونيالي و الامبريالي الى يومنا هذا الذي لا تقل فيه ضراوة الحرب المدمرة عن سالفاتها و مازالت من المزيد تنتظر لان كل المؤشرات في سياق السياسة الدولية الراهنة
تؤكد على وثيرة التصاعد و جر الحبل ما بين اطراف النزاع منه الظرفي و منه المزمن كما هو في شرق اروبا كما هو في غربها اما حروب الجنوب و البلدان العربية فللويلات المتحدة الامريكية اليد الطويلة في حبك دسائسها و خيوطها الملتوية و عادة في موضوع الحروب تخوض امريكا بعنف و خبث سياستها الخارجية الحرب بالوكالة هذا في البدء الى ان تنضج اللعبة كما عودت العالم منذ قرون خلت و كما هو الشان الان و كما يجري في هذا الظرف المتشنج و المشحون تحديدا في شرق اروبا من دون ان نغفل باقي بؤر التوثر الاخرى في مناطق متعددة من العالم في آسيا و الشرق الاوسط و افريقيا و امريكا الجنوبية


و ما نشر خمس مائة الف جندي امريكي مؤخرا على طول حدود الدول الشرقية للاتحاد الاروبي الا دليل على استعدادها للتدخل المباشر تحت راية الناتو سعيا منها كي تجر كذلك معها الدول الاروبية الضعيفة و ان تكسب مواقفها العدوانية و قد تشتري ودها اذا اقتضى الامر هذه الدول الضعيفة التي بحكم خوفها او تخوفها تستبعد بصيغة محتشمة اسلوب الحرب المدمرة او تتلاعب بالمواقف ريثما تتاكد من مصلحتها في هذا السوق

اذن تسعى امريكا جاهدة الى جر هذه الدول قبل ان تخرج عن طوعها و تربك حساباتها المدروسة سلفا و المخطط لها بعناية منذ فترة بعيدة قبل ان تكبر هذه الضجة في الشرق
و بقدرة قادر فجأة تغطي بظلالها على شبح وباء كرونا العالمي الذي هو الاخر انتعش و تغدى عليه الاعلام الغربي بشكل هستيري و تغدت عليه كذلك باقي الابواق المسخرة لذاك القصد و بالرغم من علميته فالدعاية كانت اكبر منه خدمة للسوق



ان فشل العقوبات الاقتصادية على روسيا المعزولة نوعا ما التي فرضتها عليها دول الناتو و مجموعة الدول السبعة بعد اجتياح اكرانيا
و من جهة اخرى تماسك المعسكر المضاد على الاقل لحد الآن و هم تحديدا قطب روسيا و الصين و الهند و من حيث العدد ليس تعميما بل للحصر فقط قد تنضاف دول صديقة اخرى
إن هذا التقابل الصعب ما بين راسمال الشرق و راسمال الغرب الذي صار صراعُ الند للند كل هذا التحدي دفع بالسياسة الامريكية الى جنح اسلوب دق طبول الحرب من جديد و بشكل متجدد نظرا لباعها الطويل المعروف في تصدير الموت بعيدا عن اراضيها و مركز قطبها الراسمالي هناك
ذاك المتعطش لسماع مستجدات و اخر تطورات الالة الحربية في الدمار و جدارة ما انتجت مصانعُها في سوق التسليح العسكري الاكثر فتكا و مبيعا و انتشارا على جبهات التقاتل في عالمنا المنزعج و الموبوء هذا


مستحيل ان تنعم البشرية بطعم السلام طالما ان القطب الراسمالي المتوحش يتبجح بالسلام و يخطط لغيره ينهج سياسة العنف بذريعة العنف و العنف المضاد و لا يستهدف الشعوب الاخرى البعيدة عن مركزه فحسب بل يورط كذلك حتى الشعوب المحكومة تحت نظامه مباشرة في مجتمعات الفوارق الطبقية و الاستغلال الراسمالي اللبيرالي المتوحش من موقع الهيمنة و تصدير الرعب و الحروب كمشاريع راسمالية استثمارية

للاشارة لا يجب ان نغفل مسالة مهمة جدا هو ان الراسمال عندما يخرج عن السيطرة كيفما تكون جهته مصدره و وجهته بالتاكد يصبح غولا مدمرا ياتي على الاخضر و اليابس

ليس هناك اي خيار آخر لدى هذه الشعوب الا عولمة الديناميكية الكونية في اتجاه النضال و قلب الموازين لصالح مستقبل افضل للبشرية تُضمن فيه الكرامة اولا و اخيرا و ما تبقى يستحق تعميق الوعي و تفعيل الممارسة و المتابعة على درب التغيير و المتغيرات

عودة الى اجواء الحرب الدائرة و المرتقبة يمكن ان نجزم ان عادة ما يجري على ميدان الحرب ليس هو ما تتناقله حرفيا وسائل الاعلام لذلك تظل تكهنات الحسم فيها او المزيد من اشعال نيرانها تظل مرهونة بدواليب مراكز القرار و سياسة التوازنات الجيوبلتيكية و تأرجح ميزان موازين القوى ما بين الجهات و الاطراف المستهدفة في الصراع خصوصا تلك التي تسعى بكل ما لديها من امكانيات سياسية و اقتصادية و لوجستيكية لاطالت امد الحرب و استنزاف خيرات الشعوب كما هو في الشمال كما هو في الجنوب



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة الدم ما بين التداول و التطبيق
- الحق في فهم المغلوط
- دهشة -المتخلف- في الغرب
- -في سيكولوجية الإنسان المقهور-
- في مشروع المشروع
- النضال ما بين الهاجس الديني و الفعل السياسي
- في عمق جرح الغلاء و الحرب القادمة
- في موضوع تداعيات توالي الأزمات
- في كونية الصراع
- زوال الحرب الرأسمالية رهين بارادتنا
- مستلزمات النزول الى الشارع - وجهة نظر
- عجبا استفاق -الضمير- الغربي !!!
- معنى الانسان في التاريخ و زمن الامتدد
- عودة الى انتفاضة عشرين فبراير
- فلسطين و ضرورة استمرار نضال الشوارع
- مأساة طفل من مأساة شعب
- تقرير مصير الشعب المغربي
- ملازِمة الاعتبارية
- من فرن السياسة اللبيرالية الى مقلاة القضاء
- في دوامة المألوف


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - هزيمة الغرب على يد الغرب