أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي المغربي - -في سيكولوجية الإنسان المقهور-















المزيد.....

-في سيكولوجية الإنسان المقهور-


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 07:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس لوما و لا عتابا بل هو انتقادا صريحا لما لا يساير المنطق و الصواب
انتقاد نابع مما اكتسبته من علم المنهج المادي التاريخي
و نابع كذلك من قساوة الهم اليومي و الجهد المضني في منعرجات الحياة المريرة
بكل صدق يجب ان لا يُجحف المرء في حق أحد سواء ا كان بالمدح او بالنقد و ذلك في كل ابعاده يعد اضعف الايمان






الفهرس

مقدمة
في نهج الاخلاق
في نقد الظاهرة
تشخيص حالة
ذكاء الاستمالة
امثلة مؤلمة
افتراضات ما يلزم
من تداعيات القهر
في ديباجة التعاطف
على هامش المشد الدرامي
حكمة الخلاصة








مقدمة

بغض النظر عما يكتب عن القمع الممنهج ضد نساء الشعب من طرف العقلية الذكورية المريضة و كذلك من ضغط سياسة المخزن المتسلطة. و الذي نرفضه و نحاربه في كل محطات نضالنا في المغرب و خارجه. طبعا كيساريين تقدميين و اصحابِ فكرٍ حرٍ و نقدٍ ملموسٍ موضوعي و بنّاء
بغض النظر عن كثرة المعطيات فتشخيص الظاهرة التي نحن بصددها يبدو ان التعقيد في محتواها وارد و التساؤلات لا حصر لها
هناك عينة من الرجال و كذلك من النساء لم تنل حظها من التعلم ومع ذلك لا ترغب في ذلك حتى و لو أتيحت لها "الفرصة".
و هناك نساء بالرغم من قلة التعلم تعلمن و تمرسن و تشبعن بالحس النقدي و اكتساب الوعي الذي يحرر من الغبن و الخوف و الهيمنة الذكورية المريضة و فتحن آفاقا جديدة في مسار حياتهن كمناضلات مرفوعات الراس متشبعات بمبادىء التحرر و الانعتاق بدل الاحتماء في محراب المسكنة و العاطفة الجارفة و الدونية
هذة الدونية كاحساس مرضي التي يتم توظيفها مع الاسف لأغراض سخيفة و تكون أقصى صعقة التأثير في قوتها هو أن تثير الشفقة لا غير و هذا لا يغير من العقلية في شيء بل يعطي انطباعا للتقهقر و الجمود و الكسل و يؤكد ان التخلف صور و اشكال في بنية المجتمع بالرغم من المظاهر و التزويق و البهرجة و "الفوحان"







في نهج الاخلاق

الأخلاق تعرف نفسها بنفسها و دائما تكون لها حدودا معقولة تراعى و تحترم بالعقل و ليس بالعاطفة الجارفة الجوفاء و الهشة.

السياسة أخلاق الثقافة أخلاق المعاملات أخلاق النضال أخلاق و العلم بلا أخلاق جريمة
لكن هناك بعض العقليات حتى لا اعمم تفهم الأخلاق فقط في حدود الدين و التقاليد و العرف
و كلما يحوم في فلك القدسيات و الروحانيات و التداول المجاني لمجريات الامور
الشيء الذي يستوجب إعادة النظر في نوعية الوعاء المكتنز الذي يطعم هذه العينات المتمسكة بالاتجاه المغلوط في موضوع الأخلاق فكرة و ممارسة و يمدها بحقنات مغدية تعفيها تدريجيا من ملكة الحس النقدي و أسلوب إعادة النظر فيما يقال و يتداول في حقله المجاني الواسع و العريض على امتداد شرائح قد تكون حصريا مغلوبة على امرها بحكم البنية التي تشعبوا بتقاليدها اعتقادا و ممارسة و الهالة الخرافية التي تحوط بالعلاقات و تكبلها بسلاسل "مقدسة" و تجبرها على اعادة انتاج نفس المنضومة و نفس الطقوس و نفس الاسطوانة المشروخة

سلطة الثقافة السائدة و هيمنة مواقعها و وسائلها تجعل المتتبع لتطور الأحداث و درجة التسطيح و التخدير يعمق من الرؤية في نقد هذه الظواهر الاجتماعية و يقف بين الفينة و الأخرى على عينات ملموسة حتى لا يتم الإغراق في النظري فقط و تجاوز التحليل الملموس للواقع الملموس




في نقد الظاهرة

هي من الظواهر الاكثر شيوعا في حقل التداول ما بين الناس داخل الاسر و في المقاهي و في الحانات و في الحمامات و كذلك في الفضاءات العمومية و في المناسبات التي تتيح فرصة الكلام في الموضوع.
انها ظاهرة المشاكل العائلية و الضغوطات التي تثقل كاهل من يتحمل المسولية من داخلها سواء كان الرجل او المراة او طرف قريب مساعد من داخها يؤرقه ذك الهم
من الظواهر التي يكثر فيها الحديث و السرد كذلك هي ظاهرة الابتزاز المحتشم الملفوف في ثوب ثقافة الخصاص المقنع و عقدة المال و البحث عنه على طريق الصّدَقة و الوصول الى جيوب الناس هؤلاء في شخص اسم الابن او البنت او الاخ او الاخت او الخال او العمة او قريب ما و بالحاح قاهر و ضغط عاطفي جارف
من دون مراعاة لطاقة الشخص في التحمل و مسايرة الطلبات التي لا ينقطع سيلها الجارف

و ساتطرق الى بعض العيّنات الممشكلة التي تعكس صورة المعيقات الحقيقية التي تمنع التطور و الانعتاق من براثين الجهل و التخلف و الاتكالية المريضة و الجمود الفكري
و تمنع كذلك من الوضوح و الشفافية التي بموجبها يسهل التواصل و المرونة و تقبل واقع الآخر او محاولة فهمه على الاقل بصدق.

هذه المتبطات تجعلنا ندور في دائرة مغلقة مهما تعاظمت التضحيات لانها تحارب ضد التيار بكل شراسة كثقافة شعبوية سائدة غارقة في الماضوية و مشحونة بوصفات الاستكانة و المبررات المتكررة و كأن خطاب العرض دائما يحالفه النسيان و يعيد نفسه في نفس السياق سعيا منه ان يؤدي دورا مغايرا و نتائج اخرى مغايرة لكن انه الغباء يترنّح
اذن على هذا الاساس هذه الثقافة السائدة تتموقع ضد التيار الذي يحمل مشروعا تنويريا و ارادة تغيير بنى فكرية قديمة التعقيد بغية تغيير جدري لمجتمع لم يتعافَ بعد من التصدع الخرافي و هيمنة الاحكام الجاهزة ان لم تكن في الغالب مبيتة و ممنهجة التداول و التطبيق كي تظل دار لقمان على حالها بالرغم من مظاهر الحضارة التي تتفشى بالداخل و تسري بشكل مشوه
الشيء الذي يعمق من ازمة الظواهر السلبية في تركيبتها السوسيولوجية و السيكلوجية في مجتمع كل هياكل بنياته هشة و متداخلة الوظائف: الديني في السياسي و الاخلاقي في الاقتصادي و الحزبي في الطائفي والخصوصي في العام و العام في
الخصوصي في ثنائية متناقضة الى اخر فبركة سوسيلوجية يصعب فك ارتباطها و جعل استقلالية الموضوع و المجال ممكنة






تشخيص حالة

هي ليست بالضرورة حالة انفرادية او استثنائية و انما تعد من جملة الحالات المتداولة تعاودها الناس منها ما حيك لي و منها ما عايشته بالتجربة في ظروف حياتية مختلفة عبر زمن طويل و ليس الامر و الموضوع حصرا بالضرورة جديد
الرجل العربي او المرأة العربية هذه الشخصية ايا تكون هذه المثقلة باعباء الأمية و "الجهل" و المكرّسة للتخلف و القابعة في ظلام بيتها صباحا و مساء لا تعاني في الغالب الا من كثرة وقت الفراغ المُعبّأ بالهلوسات الدينية و التعاويد و المتمنيات المُطْلَقة و تتمادى دون انقطاع في نفس النهج و نفس الفضاء العائلي المغلق علما انها تملك لنفسها اربعة و عشرين ساعة يوميا و لا تعاني من عجز كلي يجعلها طريحة الفراش و مع ذلك غالبا ما تكون معفية من اشغال البيت المتراكمة و المتعِبة و ذاك لسبب او لآخر حسب الطاقم النشيط الذي يدور في محيطها
هذا الكم الهائل من الوقت الذي يتيح فرصة الحركة و الفعل و التطور مع الأحداث و المحيط الثقافي و السياسي حسب المؤثرات و درجة التحمس. رغم ذلك تعرش السلبيات و يسيطر الكسل و التبريرات و قد لا تكون كلها واهية بل قل جلها واهية
هذه النوعية من الرجال او النساء مع كامل الأسف اذا لم تتوجع باستمرار و تظهر الضعف باستمرار و على مدى سنين متعددة انها لا تنال مرادها و مع هذه العادة السلبية طبيعي جدا ان تفقد ماهيتها كذات متوازنة و كسلوك سوي و تصبح حالة شبه شادة تثير فضول الكلام و ضرورة انتقادها و السبل الى ذلك تكون جد معقدة نظرا للمتداخِلات و الحساسيات
و يكون هذا الانين المزمن و هذا الإحساس المفرط بالدونية إلى درجة ما بعد إثارة الشفقة و عقر العاطفة الى مستويات يضيع فيها الصواب و المنطق
يكون هو الملاذ الأخير و النغمة التي تتغدى بها و عليها هذه الذات التي تبدو مقهورة و منخورة من الداخل مع كامل الحسرة و الاسف







ذكاء الاستمالة

في العلاقات العائلية و الأخوية و الصداقة الحقة تتجلى التفاصيل و التواصل المرن و المتواصل تسوده الاريحية و خفة الدم و نبذ الشكليات المعيقة و الفاظ التجريح
و من دون هذا تصبح العلاقة مجرد شكل باهث و تجتر إلى الفعل الانتهازي في صورته المبتذلة هذا الذي للاسف يقتصر على المصلحة الضيقة لا غير و تحين الفرص
يقول المثل المغربي الشعبي "عضة فالكلب و لاّ يفلت"

بالرغم من نسبة الغباء المحترمة لذى هذه الذات المقهورة مع ذلك تتقن لعلبة الأقنعة و التخفي محاولة منها ان يأتي التعاطف من منطلق الضعف و على طريق وسلوك الضعف و العوز و النقص و التباكي و اظهار عدم القدرة على الفعل لأجل فتح آفاق التطور و البدائل الممكنة بناء على ما يغدي السلبية فيها
و ينتهي و يبدا المشهد الماساوي بفقدان التوازن التي تكون هي السبب الرئيسي فيه بنسبة تسعين بالمائة

كل هذا المشهد الدرامي عن وعي او عن عدم الوعي يوازيه الفكر الخرافي و الإغراق في الطقوس الدينية و التعلق بالاوهام و التباكي على الاطلال مستغلين قرابة الدم بقصد او بغير قصد لغطسها في الماء العكر احيانا و استغلالها في المسرحية المتكررة هي نفسها لمليون مرة لأجل دغدغة العواطف و استمالة المستهدف حيث يفرضون عليه ان يتقمص شخصية داخل هذه الحلبة و ان يؤدي الدور كما هو مرسوم له سلفا بكل اتقان
و عندما يخرج عن النص و يبدي وجهة نظر لا تتماشى مع طقوسهم الخاصة و المحبوكة سلفا تماشيا مع السير العادي و الاجواء الاحتفالية
يصبح في نظرهم زنديقا و مارقا لانه استعصى عليهم استعباده و استمالته علما ان كونه هو مجرد انسان متواضع الحال و محاصر بالتزامات و ضغوطات كأيها الناس و ليس كائنا خارقا و في موضوع المساعدة كطبيعة بشرية كل الناس مجبولة عليها. هو كذلك يساعد لكن بالدرجة الاولى من هو او هي في حاجة للمساعدة بصدق و حسب الاستطاعة و هذه هي حدود المنطق
اما التي عندها من الإمكانيات ما ليس عنده و تنكر على نفسها ذلك فهذا يدخل من باب الابتزاز باسم الشفقة و هو سلوك لا يشجع
و على مسار جيل بكامله و في كل مرة تسمع الحاضرين نفس الأغنية التي لم تعد تطرب أحدا الا صاحبها او صاحبتها الا و هي نغمة :(خاصني ارا عطيني)!!! على إيقاع و موسيقى رديئة تفتح شهية الصراخ و الولولة
و اذا كانت رابطة الدم و القرابة على هذا الأساس النفعي الضيق فهي مرفوضة عند كل ضمير حي جملة و تفصيلا و مرفوضة عند كل إنسان يعتمد المنطق و الموضوعية و العقلنة الإنسانية في تدبير اموره بعيدا عن التبجح و الغوغاء و تقديس الاوهام و مسرحت ما يرفضه الركح الاجتماعي كسيناريو احادي الاهداف لا يراعي شروط الاخر المنطقية و المقبولة





امثلة مؤلمة

تصوروا معي حتى في حالة اذا جاء الشخص بمساعدة أ كانت طبية ام هدايا كيف ما تكون قيمتها و هي في الأصل قيمة أخلاقية (بغض النظر عن تعبها و قيمتها المادية)
تصورا ان هذه الذات المهووسة في الغالب تفضلها نقودا و كأن كل شيء و كل القيم صارت قيمتها نقدا.
الشيء الذي يضع المرء في موقف محير و كأن كلما يقوم بفعله لصالح هذه الذات ليس في محله.
و يدخلونه في نفق احاسيس و هلوسات هو في غنى عنها و لا تفيد الا في تطعيم العقم الفكري و حجب الثقة عن العقل و حقن اللاشعور بما لا يفيد لا من قريب و لا من بعيد
صحيح ان العوز المادي و الفقر المدقع و الحاجة الشادة الى كلما هو فلوس تغيب هذه الشكليات التي هي اساسية في الشكل لكونها تؤثر في شعور الانسان كقيمة اخلاقية في حدود القيمة الرمزية للهدية بغض النظر عن طبيعتها و شكلها و لونها و مناسبتها
تُخلف دائما انطباعا طيبا راقيا مفادها انها تقوي الشعور بالقرابة او بالصداقة الى جانب مقويات اخرى لكن الانسان المهووس اقول المهووس قلما ينظر الى هذه الصفة و هذا الطبع في التعامل فليس بالخبز وحده يعيش الانسان





افتراضات ما يلزم

و بعد طقس الابتهالات و الدعاء و استحضار "الارواح" و وضع الشخص المقصود في الصورة المثالية الاكثر لمعان مع كل هذه الدباجة يكون المنتظر منها ما هو مرسوم سلفا: اما ان يضع الفلوس على الطاولة بهذا الشكل الكاركاتوري او اما يشار له بالاصابع و "السهام" اذا اقتضى الحال و المحال !!! و بهذا التصرف فهو لم يعد منهم!!! اناني و لا يرى الا مصلحته فقط و هذا افتراء مبين
اذا كان هذا جوهر العلاقة عند هذا الصنف فهذه الضحية المقصودة المحتملة السقوط في شبكة الاستمالة يلزمها ان تضع حدا فاصلا مع هذه الطينة شفاها الله و غسلها بمائه "المقدس" إن اراد لها السعادة
رغم ذلك لم و لن يتوقف أبدا هذا الشخص المقصود عن المساعدة اذا كانت في الاستطاعة و بالطبع لمن يستحقها بصدق

هكذا يكون الانسان الخلوق انطلاقا من ثقافته و مبادئه الإنسانية و الأخلاقية التي تربى عليها فلسفة و ممارسة طوال سنين الحياة و سنين النضال و ذلك في مجتمع يعج بالمتناقضات و علاقات يسودها العنف و المكر و الخداع انه تحدي كبير ان يصارع المرء على عدة جبهات و في كل مرة يلزمه العودة و البدا من الصفر في مراطون سيزيفي




من تداعيات القهر

تتكون و تتشكل سيكولوجية الإنسان المقهور طبقيا على شاكلة تركيبة معقدة و الذي يتمادى و يبرر باستمرار كي يهرب من واجهة الصراع المشروع لأجل بديل يتحكم فيه و يصنعه بيده معتمدا على ملكة الحس النقدي المكتسب عن وعي و اعتمادا كذلك على قدراته العقلية و روح المبادرة و خلق الجديد و اقتناء المشورة البناءة و الانصات للنقد.

تتشكل هذه الظاهرة انطلاقا من نوعية و طينة هذه الذات في جهل ما يدور في محيطها من إمكانية خلق القفزة النوعية في طبيعة التفكير و الواقع رغم عنفه و تجاوز اللعب المبتذل على ورقة "الضعف" الذي يكون في الغالب محبوكا لهدف ما لا يتجاوز قمة الأنف.
بالاضافة الى احساسها المفرط والمزمن بانها ضحية و اعتمادها طقوس جلب الشفقة و اثارة العواطف الجياشة لاجل الاحتماء في قعر بئر المسكنة

و ان الثقافة الطبقية السائدة تسعى دائمآ إلى المزيد من تجهيل الجاهل و تكريس هذا النمط من السلوك كاسلوب حياة عادي و جعل هذا الانسان المقهور سيكلوجيا حلقة ضعيفة و حقل تجارب لكل السموم الفكرية بما فيها جزء كبير من التقاليد و الطقوس الدينية التي لا تتماشى مع روح العصر. أضف إلى
ذلك سلوك المسكنة و جر العاطفة إلى السيول الجارفة لدغدغتها حتى الذوبان في الهباء.




في ديباجة التعاطف

الجانب الإنساني العاطفي عند كل البشر احساس متجدر و مكون من من مكونات شخصية الإنسان في بعدها البسيكولوجي.

الا ان هذه الطاقة نظرا لدرجة تأثيرها العنيف يجب أن تظل في حقل محدود عند الاشتغال بها و أن لا تسيطر على المشهد بشكل مطبق و جازم و كلي حتى تصبح ديكتاتورية ممركزة.
إذن في كل الحالات لابد من تجلي المنطق و العقلنة في التدبير
لأن العاطفة قوية كطاقة عندما تخرج عن السيطرة قد تدمر كلما هو جميل و إيجابي و تؤدي عكس دورها العطوف و الرحيم
لهذا و ذاك وجب تجنب المغالات العاطفية غير المعقلنة و التبجح الفج بها.
مراعة لسيكولوجية الإنسان المقهور و لأجل التماسك الذاتي و التوازن المطلوب تجليه بكل إرادة وجب إعمال العقل و التحليل الملموس للواقع الملموس و ليس دائما المتخيل او المحتمل.






على هامش المشد الدرامي

على سبيل الاستئناس و كذلك المرارة حكى لي اخي هنا في المانيا فزورة مفادها:
"اذا علموا بأنك ستزور المغرب يسألونك
بكم يكلفك السفر و بطاقة الطائرة؟
تقول متحسرا مثلا 500 أورو!!
يردون عليك كذلك بتحسر و النصيحة تؤثت الطلب:
و لماذا كل هذا التعب يا رجل هذه فلوس كثيرة ابعثها لنا و ظل هناك احسن
المغرب فيه المصائب و المشاكل و لن ترتاح فيه كما تتصور ابعث لنا فلوس الطائرة و ظل هناك احسن و افضل من ان تأتي و تتعذب
هههههههههههههههههههههههههههههههه







هذه الفزورة فيها من المعاني الكثير
مضحكة بالرغم من ماساويتها.
و لا تخرج عن سياق عذاباتنا في مجتمع و بلاد الاغتراب هناك و في بلاد المهجر و الغربة هنا
و الذي يفهم ما يجري و يقدر ظروف الناس الخاصة بها و بمعاناتها و مجهودها النوعي المبدول باستمرار في فك الغازها المتشابكة قليل جدا. و هذا كذلك مصدر تعبنا الذي نكافح دائما ان لا يُحبطنا و يُربكنا و يتركنا ضحية الشكاوي و الانين و اثارة الشفقة الفجّة.
قدرنا هو ان نقاوم مثلما في المحيط الاجتماعي العام مثلما في المحيط القريب




حكمة الخلاصة

ربط الهم الشخصي بالنضال الطبقي فيه يكمن التكامل ما بين السعي و الرغبة في المفتقد و من جهة اخرى ارادة تجليه
و ايضا بالصراع الطبقي يكون الصراع السياسي و يدوم الصراع و نظل نصارع و نناضل و نتصارع تيمنا بنتائجه المضمونة ان هي تجلت كما نوينا و كما فعلنا قدر المستطاع في سنين خلت و مازلنا نجتر تحدياتها و خيباتها بمرارة.
و تظل زفرة "آه" القاسية مرفوضة مهما كان الضغط سواء كان على العنق او على الصدر خصوصا من جهة زمرة الطاغوط الطبقي المهيمن و المسيطر بالنار و الحديد و كذلك بإيديولوجية الطاعة "المقدسة"
حياتنا المريرة الهمتنا الجلد و الصلابة في وجه الأهوال الكبيرة المدمرة فما بالك بالصغرى
في كل محطة من مسار حياتنا نفاجأ بأن طاقتنا محدودة و على قَدْ الحال
فقط نتغدى بالتحدي و الأمل الأمل في حسم النقيض.
و نقول شاكرين لإرادة الصمود: من سار على الدرب وصل و لو إن طال المطال.



يتبع في الموضوع



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مشروع المشروع
- النضال ما بين الهاجس الديني و الفعل السياسي
- في عمق جرح الغلاء و الحرب القادمة
- في موضوع تداعيات توالي الأزمات
- في كونية الصراع
- زوال الحرب الرأسمالية رهين بارادتنا
- مستلزمات النزول الى الشارع - وجهة نظر
- عجبا استفاق -الضمير- الغربي !!!
- معنى الانسان في التاريخ و زمن الامتدد
- عودة الى انتفاضة عشرين فبراير
- فلسطين و ضرورة استمرار نضال الشوارع
- مأساة طفل من مأساة شعب
- تقرير مصير الشعب المغربي
- ملازِمة الاعتبارية
- من فرن السياسة اللبيرالية الى مقلاة القضاء
- في دوامة المألوف
- خواطر اضافية للسنة الجديدة
- شيء ما على غير ما يرام
- في موضوعة التاريخ المسكوت عنه
- من الاكتشافات الكبرى


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي المغربي - -في سيكولوجية الإنسان المقهور-