أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - من فرن السياسة اللبيرالية الى مقلاة القضاء















المزيد.....


من فرن السياسة اللبيرالية الى مقلاة القضاء


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فهرس


دباجة عامة
تقديم مختصر
من مجمل الاحداث
في وحدة التناقض
في سرك اللعب على الحبلين
اللبيرالية الحالمة
سؤال استطرادي في سياق الدرس
في موضوعة النقد الذاتي
خلاصة ملخصة



دباجة عامة

من خلال مشهد زيان في الاعلام و في السياسة منذ ان سطع نجمه في محبة الملكية و المخزنة و ما افرزته التداعيات و التطورات المتناقضة الى حد الان
اذن نحن اليوم امام ظاهرة وجب ملامسة كل الجوانب النقدية المتعلقة بطبيعة الخرجات و المرافعات و المواقف المتضاربة فيها التي قد تجعل الصورة اكثر وضوحا و اقل ضبابية و ان توضع هذه الظاهرة اذا صح التعبير عموما و ليس حصرا في القالب السوسيلوجي السياسي الذي قد يحميها من التلف لاجل تداولها مستقبلا معرفيا و الاستفادة من هفوات رواد هذه الظاهرة الزئبقية العجيبة الذين لا ينحصرون في شخص واحد فحسب و انما قد يكون بفعل التقدم التقني الرقمي هذا تعج بهم و بالمكشوف الفضاءات الاكترونيكية الافتراضية
بكل ما لهذه الشبكة الاخطبوطية من سحر مذهل في جمع المعلومات و البيانات و المقالات و الاستجوابات و الصور و الروبورتاجات
انها ظاهرة في نظري جديرة باهتمام القلم النقدي الموضوعي و البناء الذي لا يميل الى الهدم تلقائيا او طواعية بل الذي ياخذ الامور بجرءة سياسية و بالوقوف على المعطيات المعروضة للكل
المجهر النقدي المادي التاريخي قد يؤدي الى الوقوف على الصواب


تقديم مختصر

لماذا الكتابة في هذا الموضوع؟
لان المحامي زيان شخصية عامة و مثيرة للجدل متقلبة و متناقضة و عصبية
و كانها حالة من حالات جنون العظمة تنتابه بين الفينة و الاخرى
رئيس حزب مخلوع علما انه كان من اسسه و تمت العملية باسم تلميذه و غريمه في نفس الوقت و آخرين تمت تحت شعار الحركة التصحيحية و لا لمقاطعة الانتخابات
ملكي مخزني و رغم ذلك لم يرحمه النظام في شخص وزارة الداخلية و جهات اخرى نافذة
لان الكثير من الناس مهتمين لوضعه الماساوي
لان خطابه حربائي ما بين خطاب التنديد و خطاب الاستلطاف و الركوع لارادة النظام
لان صادفت شبابا في المغرب و في اروبا يتحدثون عنه و كانه زعيم الامة كانوا جد منبهرين بصيحاته في غياب معطيات توضيحية بخصوص مواقفه السابقة و الدور الذي لعب مع النظام زمان مرحلة الجمر و الرصاص و دفاعه المستميت عن حكومة الملك الحسن و جلاده البصري
لان المحكمة في الرباط وضعت امامه اربعة عشرة شكاية ضده من السب و القدف الى التحرش الجنسي الى تهريب البشر و هلم جرا
لهذا و ذاك ارتئيت الى ان اغوص في موضوع زعيم الحزب اللبيرالي السابق محمد زيان
محاولا قدر الامكان الالمام ببعض الجوانب و المعطيات التاريخية مفادها ان توضح الصورة اكثر و ان تضع الزعيم في المكان المناسب لايديولوجيته الملكية و ان تطورات الاحداث المستقبلية ستعطي المزيد من المعطيات


من مجمل الاحداث

انه الملكي المخزني ابن الاعتاب الشريفة خادم البلاط المغربي المدافع عن العرش و الذي لا يتوانى عن تقبيل الايادي الملكية و الوفي للكومبرادور الليبرالي الاول في المغرب الذي هو الملك
محمد زيان ورث ثروة كبيرة عن ابيه و امه و تربى سياسيا في قمة نضجه السياسي في حزب كوكوت مينوت الاتحاد الدستوري الذي تاسس في ثلاثة اشهر و فاز بانتخابات ١٩٨٣ و صار المعطي بوعبيد رئيسا للوزراء في هذا الحزب الاداري الرجعي الملكي الذي بفضله فيه بزغ نجمه الى ان صار محامي الحكومة و توج مساره المهني بادخال النقابي المناضل النبير الاموي الى السجن بعد محاكمته و هذه واحدة من عشرة
محمد زيان ادخله الحسن الثاني إلى طنجرة مسلسله الديموقراطي في منتصف التسعينيات من القرن الماضي بعد ان تربى في احضان مستشار الملك احمد رضى كديرة و صديقه الوفي دريس البصري الذي كان يغدق عليه بالنصائح حسب اعتراف زيان نفسه و شكل هذا الاخير قطيعة مع اليسار الذي ندم على انخراطه في كوالسه يوما ما هكذا تصاعد نجمه في اعين الملك و حاشيته كي يلعب دورا محددا له سلفا كحام لعقوق الإنسان عفوا لحقوق الإنسان في وزارة الملك و جلاده ادريس البصري زمن سنوات الجمر و الرصاص
هو ذاك البصري صاحب سكين الدم الذي كان لا يجف من دماء الأبرياء الذين واجهوا نظام الحسن الثاني و جلاديه بشراسة و روح نضالية عالية و استماتة قل نظيرها توجت مرحلة الجمر و الرصاص و خلفت شهيدات و شهداء من بنات و ابناء الشعب المغربي الطيب و انها لتضحيات جسيمة سجلها التاريخ بماء الدهب تتداولها الاجيال عبرة لهم في درب النضال الطبقي و مواصلت المشوار حيث ان التاريخ بالرغم من حجم التضحيات المبذولة لازال لم يقل كلمته بعد
محمد زيان جاء للسياسة كوزير ملكي و لما استقال و كانت هذه تحسب له في زمن الديكتاتور حيث رفض خطة جطو و إدريس البصري و وزير المالية في ما كان يسمى انذاك الحملة التطهيرية ضد التملص الضريبي و التهريب و المال السايب عند البعض باستثناء البعض الاخر أي الفرقة الناجية المحمية بقانون المخزنة و الحاشية الملكية و قانون الباك صاحبي و الزبونية و المحسوبية و كل ما جاد به مطبخ الاستغلال الطبقي الممنهج و ثقافة المخزن اذن الطغمة الناجية من العقاب و المتستر عليها تلك لها شان آخر حيث القانون في حكم الملكية يكيل بمكيلين و لا يريد توريط خدامه و اتباعه طالما هم راكعون و يسدون خدمات تمدد من عمر النظام
و تكدس الثروات في ابناكه
طبعا هو لم يمشي في استقالته الى هذا المستوى كي يفضح المعفيين من العقاب المتنفذين في اجهزة الدولة باعتباره وزير لحقوق الانسان بل هو فقط احتج عن وضع الذين اتهموهم زورا و انسحب
و في هذا الباب حدث و لا حرج ما تقوم به الجمعيات الحقوقية و المتظاهرات و المتظاهرين و عموم الناس المكلومة و المقهورة من فضحٍ للخروقات القضائية و التجاوزات و التعسف و الظلم و الاحكام الصورية و انتفاضات المدن المغربية و مسيرات القرى و المناطق النائية
تشهد على المستوى المعيشي الذي لم يعد يطاق بفعل السياسة الليبرالية المتوحشة التي هي من صنع النظام الكومبرادوري و من يحميه
فحسب هذه المعطيات المؤكدة يجب عد الضحايا و الملفات بالملايين
محمد زيان كمحامي للحكومة الذي كان يدافع عن مصالحها ضد الشعب المكلوم و المظلوم هو كذلك مسؤول في اللعبة باعتباره مخزني مدافع عن مصالحها كباقي المتملقين للنظام الملكي الفاسد.
اذا كنا نوجه النقد السياسي فلا يحق اغفال من دافع او احتضن رموز الاستغلال و الشطط و التسيب
محمد زيان أسس الحزب اللبيرالي و تناسى ان هذا هو نفسه نظام الكومبرادور المتسلط على ثروات الشعب و خيراته برا و بحرا و ما في جوف الأرض كما جاء في كتاب مومن الديوري
à qui appartient le Maroc
ماذا كان يريد زيان ؟ منافسة الملك في نظامه الليبرالي؟
اقتسام المشاريع الليبرالية معه؟
و اقتسام الكعكة مع الحاشية و القبيلة الليبرالية؟
او انه اكتف متاخرا ان نظام ليبرالية الملك فاسدة و نصب نفسه البديلا لها !؟
ربما كان يسعى إلى تأسيس حزب الراسمال الاريسطوقراطي من الطراز المعارض على الطريقة الطاوية؟
خصوصا اذا افترضنا وظل في "المعارضة" حتى يدخل القبة البرلمانية طبعا تحت عطف و اضواء قبة البلاط! فهو رغم شعاراته يظل ابن دار المخزن
او كان يحلم بالفوز الساحق في الانتخابات التي تشرف عليها وزارة الداخلية و يصبح رئيسا للوزراء بعلامة حزب الأسد الكارطوني في حكومة حامي اللبيرالية الأول في مغرب حكومة التقشف الملكية!
او كان ينتظر من الملك ان يحاوره بشان الحكم و تسيير البلاد و ان يضعه في المكان الصحيح الذي ينوي فيه و يطمع فيه حسب تخيلاته و ثقته باحلام اليقظة التي تؤثث مشهد الهلوسة عنده بين الفينة و الاخرى !!!


في وحدة التناقض

ما الذي دفع بالمحامي زيان ان يغير من اتجاه بوصلة البحث عن مقعد لحزبه اليتيم في البرلمان الى معارض مسموع اكثر من اي رئيس حزب آخر؟
تعاطى لقضايا الشان العام بشعبوية اتاحت له فرصة الظهور المستمر في القنوات الاعلامية الالكترونية و هي بدورها ساهمت ب ٩٩ في المائة من شهرته الى ان البعض من الشباب
يقولون انه صار يساري او ثوري علما ان هذه الالقاب لا يحبدها و لا يقبلها فهو يردد باستمرار انه ملكي و مخزني حتى النخاع و هذا هو الاشكال في جوهره
كيف انك تكون ملكي و تقاضيك وزارة الداخلية التي هي من وزارات السيادة اي تحت التصرف و التدبير المباشر لسلطة الملك و المخزن الملكي في التوجيه و القرارات؟ و انت نفسك ملكي و مخزني و النتيجة هي التصادم ! ما السر في ذلك يا ترى؟
ما سيحدث لاحقا سيغير كل شيء او قد يغير على الاقل من عقلية زيان في هذا خريف العمر! لقد همشه حزبه فمن سيتبعه اذن في الشارع و نسبة غير مستهان بها تميل الى صوت اليسار بالرغم من الاجحاف و سياسة بيع الذمم المتفشية و الخوف
بالاضافة الى انه اذا كان الحاكم اي الملك هو اللبيرالي الاول و هو بدوره يتخبط من ازمة الى ازمة! فماذا سيظيف لنا السيد زيان بافكاره اللبيرالية؟ بالدليل القاطع ان النظام اللبيرالي الراسمالي ليس هو افق خلاص المغرب من الاستغلال الطبقي و ليس هو المفتاح السحري لمعضلات الازمة الاقتصادية البنيوية في تاريخ ازمات المغرب المعاصر و انما السعي كله الى نظام ديموقراطي اشتراكي ثوري و شعبي يقطع الطريق على الاحزاب الارسطوقراطية و الرجعية الفاسدة و المنخورة من الداخل و التي هي لا شيء من دون السلوك التبعي للدوائر الامبريالية المتحكمة في اقتصاد السوق
و يظل الهدف الحقيقي و هو النضال المستمر من اجل التغيير الشامل لكل الاشكال السائدة المبتذلة مجتمعين متقاربين في جبهة تعاضد و تكامل للقوى الديموقراطية الثورية في اختياراتها الاستراتيجية


في سرك اللعب على الحبلين

انها الديماغوجية بعينها و رِجلها بنكيران شخص في جلباب فقيه يعتمد الدين او بالاحرى يوظف الدين للوصول الى السلطة على ظهر الناس
و البام و الاحرار يوظفون المال لشراء الذمم و اكتساح مقاعد البرلمان لهذه الاسباب لا يريد زيان الدخول الى معترك الانتخابات و تناسى القوة الجماهيرية التي يدعي بحزبه و من دونه حيث اينما حل يبدأ الشعب بالتصفيق و يلتفون حوله و يعانقونه
اظن ان الشخص الذي لديه هذه الشعبية لن يكون الا ذو حضوة عند الناس خصوصا في اللحظات التي يحتاجهم فيها
فاين غابت هذه الفكرة عن ذهن الزعيم زيان؟ كي يوظفها باسم زعيم الشعب او محبوب الجماهير لاجل نجاحه و انقاذ البلاد مع الملك زعيم اللبيراليين الاول!
اقول و بكل بساطة قد وظف الهروب و التبريرات و الديماغوجية كي لا يورط نفسه اكثر ففي حزبه كانت تغلي بوادر الانشقاق عنه و طرده و في تلك الحالة لا يستطيع حتى تمثيل نفسه بالرغم انه ملكي و مخزني الا ان هذا الشعار الايديولوجي لم يشفع له و لا يقدم و لا يؤخر في شيء على ما يبدو باستثناء اذ هناك امورا اخرى نجهلها!
لقد سبق و نسق مع حزبين صغيرين تحت شعار الرافضون للقطبية الا انه سرعان ما انسحبا و تخليا عنه لانه لم يصلح لهما كما صرح بذلك
ان الازمة في هذه الظاهرة جد متشعبة و ترمي بظلالها على مواقع التواصل و في مقاهي عامة الناس منهم من معه ضد وزارة الداخلية و منهم من يقول ان زيان ابن دار المخزن و المسالة اخدت مجرى مسرحية درامية كبيرة


اللبيرالية الحالمة

هناك مسألتين اساسيتين وجب ادراكهما في الشان السياسي العام
اما ان يمارس الشخص السياسة بذكاء او ان ينفعل معها بغباء
من خلال احد التصريحات الغريبة و العجيبة لمحمد زيان ابان ما سمي بالبلوكاج ضد الحكومة التي لم
تفلح مع بنكيران بعد انتظار خمسة اشهر اقترح على البلاط الملكي تفعيل البند ٤٢ من الدستور و بموجبه يحل الملك كل المؤسسات الدستورية و التشريعية لمدة سنتين لكن زيان اقترح في تصريح آخر خمس سنوات ربما كان يرمز الى العودة الى مرحلة الاستثناء مثل تلك التي عاشها المغرب في 1965
و بذلك يتكلف الملك وحده "بانقاذ البلاد"! حسب التصور الخرافي للمحامي زيان و ثقته المطلقة في الكومبرادور اللبيرالي!
و لربما نسي هذا الاخير نوع الاسلوب السياسي الذي يصنع الفاشية و الديكتاتورية كما جاء في التجارب التي عاشتها الشعوب مع وحشية الديكتاتوري الا و هي جمع المال و السلطة و الجيش في شخص واحد و على الكل ان يخضع لها بما في ذلك الشعب و النخب السياسية و الاحزاب
اذا بقي لها وجود في ظل هذا النظام الديكتاتوري و حتى اذا افترضنا جدلا ان على الملك اختيار نخبة للتشاور اليست تلك النخبة هي او بعضها التي كانت تشتغل معه منذ زمن؟ و لا يمكن الا ان تكون ملكية في اقل تقدير لا تتعارض مصالحها مع الكومبرادور و اللبيرالي الاول و نتيجة لسياستها المتبعة منذ الاستقلال الشكلي الى يومنا هذا وصل المغرب الى الحالة التي لا تبشر بخير على كل المستويات و تراكم الديون الخارجية التي قد تحط المغرب يوا ما ان آجلا ام عاجلا كله في برصة المزاد العلني ان لم يتحرك الشعب الشعب المغربي وحده لا شريك له و قواه الصادقة في نضالها
و حتى لا ينسى الزعيم السياسي زيان انها الكارثة التي اوصلنا اليها النظام المخزني و زبانيته المطبلين لمنجزات و معجزات الملكية و حلولها السحرية و هو واحد منهم
اذا خرجت الثقة عن محيط الشعب فلا يمكن ان تسقط الا في احضان الديكتاتورية

كانت لمحمد زيان أحلام كثيرة في الحقل السياسي كلها باءت بالفشل
حتى ان الحزب الذي صنع تنكر له و طرده و نعته بفاقد العقل و الصواب علما ان الذين تآمروا على طرده من نفس الطينة و ليس في القنفوذ الاملس
و من جهة أخرى حتى نكون منصفين لا ننسى دعمه لموكليه من الضحايا كمحامي و نقيب سابق هؤلاء الذين تعرضوا للظلم و الملفات المفبركة
محمد زيان رفع الشعار الانتخابي محاربة الفساد و المفسدين و أظن أن هذا يتارجح عند فهمه ما بين مفهوم الفساد الاخلاقي و الفساد المالي و بينهما تضيع المعنى
شعار إرجاع الأموال المنهوبة و مداخيل الفوسفاط و الدهب
و في كل خرجة إعلامية نسمع نفس الاسطوانة و هذا الأمر في حد ذاته شيء صحي بالرغم من التشنج و الانفعالية و الاسلوب الشعبوي الذي يمظهره للعموم في صيغة قلق زائد على اللزوم و صرخات متتالية تميل الى لعب دور مسرحي يشد بها الانظار و احيانا يُضحك الناس
كما ورد اعلاه محمد زيان يرفع احيانا شعارات قوية لا تبدوا في حجم حزبه و في حجم مذهبه الايديولوجي باعتباره ملكي
و ان الشعب المغربي المسحوق اذا كان لا يرفع هذه الشعارات في العلن كما يبدو اذا استثنينا بعض المظاهرات في الاحياء الشعبية فإنه يرفعها في السر و في مواقع معينة مع من يثوق بهم و هم دائما في صفه مناضلات و مناضلين و لا ينهجون أسلوب الحرباء في كل منصة بلونٍ و في كل موقعٍ بموقفٍ مغايرٍ و في كل مرحلةٍ بشكلٍ اخر
الشعب يثق في من يتحلّون بالمصداقية المستمدة من المحطات النضالية و الفكر الثوري عبر مسار طويل في التضحية و النزاهة و التضامن مع الشعب في احلك المحطات و باستمرار و من دون منطق البيع و الشراء او الاستقطاب الانتخابي
و التلاعب بالشعارات حسب ما تقتضيه المصلحة الذاتية
يقال ان حبل الكذب قصير
و بالمقابل طريق المعقول كله أسلاك شائكة
و من تمرس على مواصلة السير بعيدا عن الوزارات و الحاشية و البلاط و المنصات الارسطوقراطية
و أسلوب المخزنة فؤلاءك هم المعتمد عليهم في مسيرة النضال المستميت و في مسيرة التغيير الجدري بفضح كل المتمخزنين المطبلين في جوقة المسلسلات "الديموقراطية" الذين اوصلوا المغرب إلى ازمة السكتة القلبية و سمحوا باعفاء المجرمين لصوص المال العام من العقاب و سننوا لانفسهم بالطرق الملتوية قانون الإفلات من العقاب للمتورطين في الجرائم ضد الانسانية و حقوق الإنسان بنهجهم اسلوب قمع و تفقير و تجهيل الشعب المغلوب على امره

و محمد زيان كان وزيرا لحقوق الإنسان
و محامي الحكومة و كان ضد حركة عشرين فبراير و يردد باستمرار أنه ملكي و مخزني و رأسه مرفوع و كذلك مدعم الشباب الملكي الشيء الذي يجعله ينسجم مع ايديولوجيته الملكية ابان انتفاضة ٢٠ فبراير و ما بعدها
فماذا يريد النظام الحاكم منه ايضا؟
ان يسحب استقالة زمان و يعود لمنصبه مجددا في الحكومة؟؟؟هههه
او فقط ان يحدد في أي اتجاه هو الآن؟
فمشروعه السياسي القديم و الجديد "عطات ريحتو !!
و مقلاة القضاء تغلي بملفات لا أدري من أين أتوا بها كما قال هو نفسه!!
حتى لما كان رئيسا للحزب اللبيرالي لم يستطيع الحصول على اي مقعد طيلة الفترات الانتخابية منذ ٢٠٠٣ و بعد ذلك صار يجنب الحزب الدخول فيها باعتباره كحزب صغير ليس له محاور و ان ليست هناك ديموقراطية بالرغم انه مخزني ملكي و لا يتعارض مع احد حسب ما كان يصرح به علنا
و ما بين الحاضر و الماضي كان وزير الداخلية دريس البصري هو المشرف على الانتخابات و هو صديقه المقرب الذي كان يثق فيه اكثر و يحميه و اليوم لم يعد له اثر و لا سلطة فما هو ارث زيان اليوم من وزارة الداخلية و امجاد البصري فيها ؟ لا شيء سوى الكوارث و ان هذه لمن المفارقات العجيبة في المسارالسياسي لزيان
و لم يستطيع حتى الدخول في تحالفات حزبية قد تدفع به للواجهة حيث انه مذهبيا لا اختلاف لديه مع الاحزاب اليمينية و ليس ضد لبيراليتهم في شيء باتثناء البوليميك السياسي
الذي كلٌ يفصله على مقاسه بلا حشمة و لا حياء
و لربما تلك الاحزاب الادارية اليمينية لها طموحات اخرى اكبر من حزب زيان و لا تريد منه الا تاثيث المشهد السياسي عن بعد لكونه مجرد شخص مثير للجدل و الخصومات

و اكثر من ذلك دعم حزب العدالة و التنمية في شخص بنكيران في الانتخابات التي فاز بها ضدا في حزب البام و الاحرار و الاشتراكيين سنة ٢٠١٧ و رغم ذلك بركة البلوكاج سحبت البساط من تحت اقدام بنكيران مسلم الدولة حيث سقط في امتحان الوزارة الاولى و غاض زيان غضبا


سؤال استطرادي في سياق الدرس

ماذا يمكن للمتتبع للشان السياسي بالمغرب ان يستخلص من تجربة زيان او الظاهرة الزيانية اذا صح التعبير؟

في تقديري حسب كل هذه المعطيات المتداولة اعلاميا هو ان النظام الملكي جر من تحت اقدامه البساط بعدما كان واحدا منه و ما زال يطبل للملكية و المخزن و هذا الشيء مرده ربما لكي يتقي شرا اكبر و ما قد تجود به المحاكمات المرتقبة ضده و الملفات المدسوسة هذا في حالة ما اذا اعتبروا له نقطة من ميزان ماضيه في خدمة المخزن و الدولة
بالاضافة الى ان الدرس الذي يجب استخلاصه هو ان النظام يدافع عن مصالحه بشراسة و خبث سواء كنت قد خدمته او كنت ضده
فالاجدر ان تتبنى موقفا صريحا و واضحا ضده منذ بداية مشوارك السياسي كمعارض او كثوري من دون مواربة او تسويف كي يكون لك ماض مشرف في الصراع الطبقي في صف الجماهير انه مصدر المصداقية النضالية التي تحتكم الى ضمير الشعب و ليس الى الاشخاص او رموز الدولة ماض و حاضر

ان يتحول زيان من رجل دولة يدافع عن مصالحها و ملكي مخزني الى معارض لها بقدرة قادر
فهذا شيء قد يحدث مثلما هي الانقلابات العسكرية و في مغزى هذه الاخيرة هو ان التحول يكون فوقيا و افقيا فالطبقة المسيطرة تكون في اقتتال و تصارع منفعي مع نفسها فتحول من مواقفها كي تستفيد اكثر باسم تصحيح المواقع و ليس تصحيح اوضاع الناس و الجماهير المسحوقة
اظن ان موقف اليسار الثوري واضح من شخص محمد زيان الملكي المخزني و سيظل في المكانة التي موقع نفسه فيها

لكن يبقى حق الدفاع عن المظلوم اذا كان مظلوما هو واجب انساني و حقوقي خصوصا و هو الان في صراعه مع وزارة الداخلية ام الحكومات و الدسائس و القمع و المصائب و هذا شيء لا يخفى على احد سواء كان متتبع للشان السياسي ام مواطن عادي من ضمن ايها الناس


في موضوعة النقد الذاتي

ما هي فلسفة النقد الذاتي في الحقل السياسي؟ هو دائما تحديدا مرتبط بامكانية استمرار التعامل بعد ارتكاب اخطاء سياسية او تنظيمية او سلوكية ادت الى الضرر و تضييع الفرص و يتم هذا اما بشكل طواعي من تلقاء نفس الذات لما تتحمل من مسؤولية و قناعة واعية بامكانية التطور و التاقلم مع مستجدات المحيط و الاطراف المعنية بالصراع خصوصا تلك التي تامل في العمل المشترك مع المعني بالنقد تحت شعارات سياسية واضحة و خط ايديلوجي كذلك واضح و صريح
هذا من جهة و من جهة اخرى ان يطالب طرف من الاطراف التي هي كذلك من مصلحتها ان تكسب الشخص في فصفها و تقوم بكل موضوعية و جرءة سياسية بتقديم طلب النقد الذاتي منه في محاولة مراجعة ماضي و مواقف هذا الفاعل السياسي و اذا حصل الاقتناع بالفكرة و التراضي بقبولها يكون على الطرفين تحديد خطوط البرنامج النضالي و الاهداف الاستراتيجية و التصور الايديلوجي لاستمرار مباشرة العمل التنظيمي و الجماهري في افق التغيير الجدري و الحسم مع ثقافة العدو الطبقي عدو الحركة العمالية الثورية و الانخراط الجدي و المسؤول في خدمة آمال و اهداف الطبقة المسحوقة عبر انتفاضات الشوارع و اضرابات الشغيلة في كل القطاعات
و يظل البرهان هو محك الممارسة النضالية و التطورات التي يمليها الواقع بكل انكساراته و انتصاراته و هفواته و مكتسباته

لاجل انضاج اللحظة الحاسمة لابد من بذل جهد عظيم يليق بتضحيات الشعب و قواه المناضلة و طاقاته الشبابية الواعدة التي لا تكتفي بالشعار فقط

هل لمحمد زيان زعيم الحزب اللبيرالي سابقا هذه الجرءة اي جرءة النقد الذاتي ؟ ام هي مجرد غوغاء و تظل دار لقمان على حالها؟! كل الاحتمالات تقول بان محمد زيان عنده و لديه خصومات مع اطراف معينة في الدولة و ليس مع النظام الملكي المخزني و ليس مع النظام اللبيرالي الذي نحاربه باستمرار كقوة يسارية ثورية في افق بديل سياسي اشتراكي يظمن حقوق الحزب العمالي في الحكم و تسيير الشان العام بمنتهى العدالة و الديموقراطية و بكل روح انسانية و صدق و كفائة و في ذلك ضمان كرامة و حقوق الانسان لكل المغاربة


خلاصة ملخصة

لو تحلى الاستاذ زيان بنوع من هدوء هوشي مينه هذا الشيوعي الاممي الذي قهر اعتى قوة استعمارية في العالم بحكمته و هوئه و بعد نظره السياسي
لكانت المردودية اقوى و تبعوه العقلاء من محترفي السياسة يُمنهجون أداءه في الحقل السياسي بشكل يجعله يوفق ما بين مهارته و تجربته في بحر القانون و
المحامات و العمل في الشان السياسي العام
لكنه لا يحب الشيوعيين و لا يحب اليساريين علما انه قبل ان يقترب من دار المخزن كان منخرطا في الحزب الشيوعي المغربي و بعد ذلك الاتحاد الاشتراكي ثم انقلب الى المخزنة و خدمة الاعتاب "الشرشريفة"

هل فكر محمد زيان كسياسي مشهور يوما ما ان يقوم بنقد ذاتي ليصوّب من خلاله ما اعوجّ في سياسته و اسلوبه و خطه الايديولوجي؟
الآن و في هذا الظرف العصيب محمد زيان السياسي الملكي المخزني ابن دار المخزن محاصرٌ من كل الجهات من حزبه و من خصومه و من الدولة و من القضاء و ربما كذلك من نفسه و في كل الحالات و الاحتمالات هو في وضع متناقض تشوبه الحيرة و الخوف و لا يحسد عليه
و مع كلما يحصل مازال يدعوا الله و الملك
الاول كي يفرج عنه "بسحره الرباني
و الثاني ان يدعوه لمناضرة سياسية كمحاور لبيرالي تستدعيه المرحلة و البلاد "لانقادها" !
هذا ما استُنتج من تصريحاته الاعلامية الاخيرة في آخر تغريدة مع دنيا الفلالي
اليست هذه اشكالية مركبة في بعدها السوسيوسياسي؟ بغض النظر عن الجانب السيكولوجي في شخصية المحامي محمد زيان
!؟!

ان الشعب المغربي الطيب مهما يكن يؤازر المظلوم ان صدق



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في دوامة المألوف
- خواطر اضافية للسنة الجديدة
- شيء ما على غير ما يرام
- في موضوعة التاريخ المسكوت عنه
- من الاكتشافات الكبرى
- في محبة فلسطين
- الخيارات المحتملة في تطورات سد النهضة
- النكتة كفلسفة للسخرية و المرح
- في شأن النفس السياسي
- في نقد الحزبية الضيقة
- غواية الراسمال السحري
- هل نوظف وقتا في غير محله؟
- لا للحرب نعم للحوار
- الهجرة
- الحدود الفاصلة ما بين النضال و الاجترار
- الطابور السادس و إشكالية المثقف في فهم نفسه
- اكتوبر شهر الشهداء المغاربة
- في موضوع النضال البيئي
- الذات في زحمة الصراع الطبقي
- في فهم الجماهير


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - من فرن السياسة اللبيرالية الى مقلاة القضاء