أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - تقسيم سورية ليس هو الحل - إنه خطأ ارتكبناه من قبل















المزيد.....

تقسيم سورية ليس هو الحل - إنه خطأ ارتكبناه من قبل


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7293 - 2022 / 6 / 28 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 أنتوني بيلينجسلي ، جامعة نيو ساوث ويلز ، سيدني
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

من الصعب تخيل شكل سوريا المقسمة. رويترز

أثار رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول مؤخرًا ، كجزء من حل سياسي للعنف المستمر في سورية ، إمكانية التقسيم. وبذلك ، انضم إلى مجموعة كبيرة من الآراء - خاصة بين المحافظين الجدد في الولايات المتحدة - التي تروج للفكرة.

التقسيم له جاذبية سطحية معينة. سورية محطمة ، وقد لا يكون من الممكن إعادة تجميعها مرة أخرى - حتى عندما تُظهر محادثات السلام الجديدة لمحات من التقدم . يبدو أن فصل المجموعات المتنافسة وضمها في حدود تفويض دولي أمر منطقي. ومع ذلك ، عند النظر في الفكرة بجدية أكبر ، تفقد بريقها . ليس هناك إمكانية لتجزئة هذا البلد.

رحلة سريعة عبر التاريخ

سوريا الحديثة ليست غريبة عن التقسيم. في نهاية الحرب العالمية الأولى وبعد معاهدة سايكس بيكو ، شرع البريطانيون والفرنسيون في تفكيك الإمبراطورية العثمانية.

كانت بريطانيا قد وعدت الهاشميين ، العشيرة التي أعلنت الثورة العربية ضد العثمانيين في 1916-1818 ، بمقاطعات الإمبراطورية السورية. لكن بدلاً من ذلك ، استولى البلدان على المنطقة. سيطرت فرنسا على الجزء الشمالي من سوريا لكن بريطانيا ضمنت عدم سيطرة فرنسا على حقول النفط فيما يعرف الآن بمنطقة الموصل في العراق واتفق البلدان على سلخ لواء اسكندرون وضمه عرفيا إلى تركيا .

في جنوب سوريا ، أشرفت بريطانيا على إنشاء الأردن وإسرائيل وتدمير فلسطين - الأمر الذي أثار استياء القوميين العرب.

في عام 1938 ، تنازلت فرنسا عن المنطقة المحيطة بالإسكندرونة (إسكندرون) لتركيا لتأمين الدعم التركي في الصراع القادم مع ألمانيا. انفصلت عن سورية دولة لبنان في عام 1941 من أجل السيطرة على الأغلبية السنية ذات النزعة القومية المضطربة.

ولذات الغاية والأسباب ، فضلت فرنسا أيضًا الأقليات - لا سيما العلويين - في القوات المسلحة والحكومة السورية.

الوئام بين الطوائف؟

ليس من الضروري أن تكون العلاقات بين المجتمعات السورية قد دمرت بشكل لا يمكن إصلاحه خلال السنوات الخمس الماضية من القتال. لطالما تميزت سورية وافتخرت بوجود الأقليات. كانت هذه الجماعات موضع تلاعب سياسي من قبل القوى الأوروبية منذ القرن التاسع عشر على الأقل ، وتعرضت من وقت لآخر للاضطهاد.

ومع ذلك ، فإن الروح السائدة في سورية - وخاصة منذ الاستقلال - كانت من الانسجام المجتمعي. هناك العديد من التقارير عن المسيحيين والمسلمين الذين قدموا ملجأ لبعضهم البعض. وفي الحرب الأخيرة التي بدأت على سورية في عام ٢٠١١ ، وجد حوالي مليوني سني مأوى لهم في قلب العلويين في اللاذقية وطرطوس.

من المرجح أن غالبية السوريين ، الذين لا يريدون أي دور في العنف ويفخرون بماضي بلدهم متعدد اللغات والديانات ، يرغبون في إعادة بناء دولة قائمة على التسامح والتنوع وسيقاومون الإجبار على التحول إلى الدولة الصغيرة العاجزة.

نادراً ما كان يُسمع صوت "الشعب" السوري طوال تاريخه المضطرب. لكن هناك أدلة على وجود دعم واسع النطاق لوحدة المنطقة - حتى في ظل الحكم العثماني.

استمر الفشل في إعطاء صوت للسوريين حتى يومنا هذا. يتم اتخاذ القرارات بشأن ما إذا كان من المفترض أن يتم التفجير ومن سيشارك في المفاوضات حول مستقبل البلاد في الولايات المتحدة وروسيا وكذلك في المملكة العربية السعودية وإيران - وليس في سوريا نفسها.

لا تختلف المحاولة الأخيرة في المفاوضات. يسيطر السعوديون على ما يسمى بـ "هيئة التفاوض العليا" ، التي تتنافس مع مجموعات تشكلت في دمشق والمنطقة الكردية السورية. لا يمكن اعتباره تمثيليًا . لكنها ما زالت تعمل على أساس سوريا الموحدة.يطالب كافة الأطراف بامتيازات مدعومة من قوى خارجية مع ضمان وحدة الأرض والتراب السوري حتى بين أشد الأطراف خصومة.

صورة لا يسبر غورها

من الصعب تخيل شكل سورية المقسمة. من المحتمل أن تكون هناك مناطق علوية ودرزية. ربما تنشأ دول على أساس سني في حلب ودمشق.

هل ستكون هناك دولة يديرها تنظيم الدولة الإسلامية أم جبهة النصرة؟ 

إذا لم يكن كذلك ، فمن سيدير ​​الدولة السنية حصراً؟

و أين ستعيش غالبية السوريين العقلاء؟

 كيف سيتم استيعاب ملايين اللاجئين والنازحين؟

ماذا يعني تقسيم سوريا لجيرانها؟ 

قد تستفيد إسرائيل من إزالة دولة مهمة تنهج نهج المقاومة والعداء على حدودها الشمالية. 

هل يمكن للبنان أن يعيش في شكله الحالي ، أم أنه سينهار إلى دويلات شيعية ومسيحية وسنية؟ 

هل يمكن للأردن ، وهو بلد ضعيف بطبيعته واقتصاده ، أن يتحمل مثل هذا الاضطراب؟  ولا يجب أن ننسى أنه منذ بضعة أجيال فقط عندما حكم الهاشميون دمشق (وبغداد).

ليس هناك ما يضمن أن سورية المنقسمة ستخلق بيئة أكثر استقرارًا. يرفض الكثير من السوريين التقسيم ويحاولون العمل عكسه ليل نهار . قد يشعر العرب الآخرون بالاستياء من مثل هذا الاعتداء على دمشق قلب القومية العربية.

حل الأزمة السورية لم يتضح بعد. ومع ذلك ، هناك بعض الأفكار التي قد يأخذها المجتمع الدولي في الاعتبار. يجب أن تكون نهاية القتال بدافع سياسي ويجب أن يكون السوريون أنفسهم هم من يقرر النتيجة ، لكن العالم الخارجي يمكنه ويجب عليه المساعدة العاقلة في إيجاد حل عاقل لحرب مجنونة وغير منطقية بكل المقاييس والأبعاد.

يجب على اللاعبين الرئيسيين التوقف عن التدخل من خلال تسليح وتمويل المقاتلين والمساعدة في خلق بيئة يمكن فيها للسوريين الملتزمين بالحلول السياسية العمل نحو نظام سياسي قائم على التسوية والتفاهم وبعيد عن الهيمنة والفرض الدوليين. يبدو أن مثل هذه الأفكار بعيدة كل البعد عن النظر فيها حاليا بسبب التنافر الاقليمي والدولي .

تاريخ النشر: 2 فبراير 2016 الساعة 3.10 صباحًا
بتوقيت غرينتش
The Conversations , 2.2.2016



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تفشل محادثات السلام؟ 
- هل الحرب قادمة؟
- ماذا يخبئ المستقبل لدول الشرق الأوسط؟
- اتفاقية سايكس بيكو وصنع الشرق الأوسط الحديث
- حنين ، كريستينا روزيتي
- هل رابطة الطاقة بين روسيا وأوروبا على وشك الانهيار؟
- شوق حلو ومر
- إنجاز
- عندما تموت ببطء
- هل تصبح إسرائيل جزءا أساسيا في منتديات الطاقة في الشرق الأوس ...
- تحول الطاقة في عالم ما بعد الحرب
- الاتحاد الأوروبي و اتفاقية الغاز مع مصر وإسرائيل لتقليل -الا ...
- الأبعاد السياسية لصفقة غاز لبنان مع مصر وسوريا
- هل يمكن أن تؤدي الحرب الأوكرانية إلى إطلاق ثورة في الطاقة ال ...
- دبلوماسية خطوط الأنابيب
- الطاقة محور السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي
- هل يمكن أن تكون التجارة أخلاقية؟
- هل ستنجح محاولات فطام أوروبا عن الغاز الروسي ؟
- هل تساعد الحرب في أوكرانيا في فك عزلة إسرائيل النفطية؟
- الطريق إلى كالينينغراد


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - تقسيم سورية ليس هو الحل - إنه خطأ ارتكبناه من قبل