أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - وللجمال بقية --- قراءة انطباعية في نص ( وللخيال بقية ) للشاعرة السورية تراث منصور














المزيد.....

وللجمال بقية --- قراءة انطباعية في نص ( وللخيال بقية ) للشاعرة السورية تراث منصور


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 07:53
المحور: الادب والفن
    



الشعر على مدى حضوره على مر الأزمنة اِتشحَ شعراؤه ثياباً خاصة لا تنبغي لسواهم ، ثياباً من المعرفة والذائقة السليمة والوعي والمَلكَةِ المتأصلة في النفس بعيدة عن التكلف ، وماعدا ذلك لايمكن ان يندرج تحت مسمّى الشعر مهما اجتهد أصحابه في إضفاء هذه الصفة – شاعر- لأنفسهم ، لذا تداخلت الألوان وضاعت ملامح الأشياء بفضل تقنية ( النت ) التي جعلت لأنصاف الموهوبين والمتعلمين فرصة فرض انفسهم على الجميع ، غياب شبه تام للجمال وعتمة مُغرقة الاّ ماندر من أسماء امتلكت من القدرة على ايقاد هذه العتمة ولو بقبس ينير السبل باتجاه الجمال ، ومن هذه الأسماء الجميلة الشاعرة السورية ( تراث منصور ) التي ما اَنْ تبحر مع قصائدها حتى تجد نفسك في عالم خاص بها أطَّرته بامكانياتها الجميلة
، فالقصيدة عندها لوحة تجتهد في ان تُظهرَ ملامحها بألوان تجذب اليها كل متذوق ، لذا وجدتها نسجت لنا لوحة غاية في الروعة في نصها ( وللخيال بقية ) مستهلة إياه بكلمة ( تخيّل ) وهذا بحد ذاته استهلال يشد اليه من يسمعه ، فالخيال عالمُ الشعراء ووحدهم من يجيدون التحليق به ، فلا اجنحةٌ تَعْيى لهم ولاسماءٌ تنأى .
(( تخيّل ياحبيبي
لو انَّ الجميع صَمتٌ
او نيام
لنامتْ في رأسي
كل هذه الضوضاء والاوهام
ولَتَحَدَّثَتْ عن مضامينها الأشياء ))
استهلال يفصح عن انسيابية الكلمات كأنها ورقة تدفع بها النسائم على سطح ماء ، هادئة هدوء الليل وهو يسحب أنفاسه نحو الصباح ، كلمات لاتملك امامها الا الترقب ، حوار ( التخيّل ) له وقع السحر في الانفس ، التخيّل الحلم ، ما ابرعه من مشهد كشفت فيه الشاعرة عن مكنونها الحسّي ورغبتها في توظيف الصمت لتحقيق احلامها ، فالصمت وحده من يجنح بالخيال حيث يريد ، وما احوجنا لمثل هذا الصمت .
(( تخيّل ياحبيبي
لو انَّ للبحر ريح
وللأسرَّة أفواه
لَعَمَّت الكون فوضى
ولأفشت كل اسرارنا ))
الامكانية الحقيقة للشاعر تكشفها طريقته في توظيف المفردة ، وها قد فعلت شاعرتنا ، تستشعر انتقاءها للمفردة بحيث لايسعفك ان تجد بديلا لها كأنها تنظم عُقدا يحتاج الى كثير من العناية ليظهر في اجمل حلّة ، البراعة جليّة في رسم ملامح النص دون تكلّف ، تمنحك فرصة الغوص في خبايا النص ، اثيرة حين تفيض بجمال احساسها فتدخل معها عالما يستحق المغامرة ، المغامرة مع هواجس الشعراء واحاسيسهم كفيل ان يمنحك فضاء من الجمال لا افق له .
نص ( وللخيال بقية ) يستحق الكثير من القراءة الواعية من اهل الاختصاص كما كل كتابات الشاعرة ( تراث منصور ) ، هي دعوة للباحثين عن الجمال ان ترسو سفنهم عند شاطيء كلماتها .

وللخيال بقية
_____تخيّل_____
تخيّل ياحبيبي ..
لو اِنَّ الجميع صَمتٌ
اَو نيام ..
لنامت في رأسي
كل هذه الضوضاء والأوهام
ولتحدثتْ ببراعةٍ
عن مضامينها
الأشياء ..
جمال..الكون في سكونه
وفي السكون يبلغ الحسّ
ذروته وأقصاه..
***
تخيّل ..ياحبيبي
لو ان للبحر ريحٌ
وللأسرّة أفواه..
لعمَّتْ الكون فوضى
ولأفشتْ كل أسرارنا
فوضاه..
ولنطقوا جميعا
بإسمك الذي أهواه ..
وَلَتاهَ الفكرُ عن مساره
وانحسرت رؤاه..
***
تخيّل ما أتخيّل !
واترك للخيال عنانه
ومسراه..
تخيلني على شرفتك
حمام..
يهدل وينعم بالسلام..
تخيّلني وسادة ،،
تغفو عليها اوجاعك
وتستفيق الأحلام ..
أو شهقة توقظ فيك
ذاك الشغف
وعشق الأيام..
***
تخيّل ياحبيبي
وكأننا لم نبدأ بعد ..
ولم يذبل على أغصاننا
الورد..
وأنك لازلت تراني
انثى النّرد ..
وأنني لازلت اراك
فارس الأحلام ..
تذكر ياحبيبي ..
بعد اقتطاف الشهد
ملوحة الماء ..
وكيف كانت رغباتنا
تنهض من خدرها
بعد كل نوبة
اضطرام ..
***
تخيّل لو انك
لم تترك يدي
ولم تبارح محرابي
ومعبدي ..
وبأنني لازلت
انتظر فيك غدي
وموعدي ..
وما كان على يديك
انطفائي وموئدي
تخيل ما انا أتخيّل
وأطلق للخيال
العنااان..



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميارات عقيل الواجدي - بقلم عبدالمحسن نهار البدري
- انسيابية الكتابة في قصص محمد رسن صكبان
- ( موت ُ الاسم ... موتُ الذات )
- ذمة الموج ، موج من الجمال
- البابُ المُوصد ، باب يُشرع لكاتب شاب ( حسين عماد الواجدي )
- جمالية الأسلوب في نصوص الشاعرة اللبنانية ( كاميليا )
- ( اقمار فلسطينية ) قراءة في قصائد الهايكو للشاعرة الفلسطينية ...
- (براعة التوظيف للمفردة) قراءة في هايكو( تجاعيد مدينة خربة ) ...
- (نقش الجمال بحنّاء الابداع ) قراءة في المجموعة الشعرية ( نقش ...
- دراسة اسلوبية ( الجزء الأول ) في قصة ( لا ذاكرة للوطن ) للأد ...
- لوحة متوالية الاوجاع والكاتب عقيل الواجدي.. للناقد الاستاذ و ...
- لاذاكرة للوطن - النص المتوّج في مسابقة احمد بوزفور - قراءة ل ...
- (( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))
- دلالة القمر في قصيدة ( ياقمري ) للشاعرة المغربية ( سعاد الزا ...
- الناقدة خلود البدري وقراءة في فلسفة الطين للشاعر عقيل فاخر ا ...
- حينما يحزن الياسمين
- انطلوجيا الحلم وموت الزمن في .. ( الوقت لا يكفي لبناء حلم اخ ...
- نجاح داعوق وفاعلية التفاؤل في رسم نصوص انيقة
- محطات سناريا الابداعية
- وطن يخذلني كل مافيه


المزيد.....




- كتارا تطلق مسابقة جديدة لتحويل الروايات إلى أفلام باستخدام ا ...
- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحتفي بأسبوع ...
- اختيار أفضل كلمة في اللغة السويدية
- منها كتب غسان كنفاني ورضوى عاشور.. ترحيب متزايد بالكتب العرب ...
- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - وللجمال بقية --- قراءة انطباعية في نص ( وللخيال بقية ) للشاعرة السورية تراث منصور