أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - (نقش الجمال بحنّاء الابداع ) قراءة في المجموعة الشعرية ( نقش الحنّاء ) للشاعر طالب داخل فيصل .















المزيد.....

(نقش الجمال بحنّاء الابداع ) قراءة في المجموعة الشعرية ( نقش الحنّاء ) للشاعر طالب داخل فيصل .


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 6698 - 2020 / 10 / 9 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


(نقش الجمال بحنّاء الابداع )
قراءة في المجموعة الشعرية ( نقش الحنّاء ) للشاعر طالب داخل فيصل .
الاداب والفنون ترجمة حَرْفية للجغرافيا والمؤثرات التي تحيط بها سواء كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية ، فلايمكن للمثقف سواء كان شاعرا او كاتبا ان ينسلخ عن بيئته مهما اجتهد ، يبقى مؤطراً بما ترسخ في وعيه من مفاهيم وذائقة ، ولاشك ان هذه المفاهيم والذائقة تختلف عبر الازمنة في الجغرافيا الواحدة ، فكيف لو تعددت ! لذا نجد تعدد طرق طرح هذه الفنون والتعبير عنها ، تماما كما تتعدد طرق العبادات في المجتمعات المختلفة واداء طقوسها، لكن يبقى الشعور الانساني هو الخيط الرابط بين كل هذه الاداب والفنون ، لانها نتاج انساني مبني على ترجمة الاحساس ، ولاشك ان استنساخ الاحاسيس تضع صاحبها على الهامش وستفضي به (دخالته ) الا ان يكون نسخة مكررة عن غيره .
لذا تجد الامم المختلفة بثقافاتها لها نمطها الذي يميزها عن غيرها وان اتفقت في التسميات ، فالشعر مثالا ، بكل طرقه احتفظ بهويته كَمعبر ٍ حقيقي عن وجدان الانسان ومايحيطه ، لم تستطع تباين اللغات والثقافات من ان تسلبه قيمته الحقيقية ولا الازمنة بخفوت بريقه .
وكما ظهر الشعر الحر بتأثير الشعر الغربي وترجماته وما لاقى من معارضة واقصاء ، حتى عدّه الكثير ليس بشعر ، لكن نهوض هذه التجربة تحقق بفضل شعراء استطاعوا ان يؤصلوا لتجربتهم وفق ذائقة عربية ونهج عربي غير مبتعدين عن كلاسيكية الشعر العربي الا بما يساعدهم على كسر ( عموده ) حتى استقام عوده ونهض فأينع واثمر . ثم تبعته تجربة قصيدة النثر والتي اجد انها لم يستقم لها ما استقام للشعر الحر فلازالت تحت ( التجريب ) ولم تفلح كل القواعد التي وضعت لبنائها في ان تكون كافية لمنحها هوية واضحة .
السنوات الاخيرة بدأت بوادر كتابة جنس جديد من الشعر في العالم العربي ( الهايكو ) فتبنته الكثير من المنتديات وسعت لأرساء قواعد انتشاره من خلال اقامة المسابقات او طبع المجاميع الهايكوية المشتركة رغم اني وجدت ان المؤسس الفعلي لقصيدة الهايكو العربي( التوقيعة الشعرية ) هو الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة عام 1964 في قصيدتيه: هايكو تانكا - وتوقيعات ، لكن يبدو ان هذه التجربة لم تحظ بالانتشار الا حين اصبحت طرق النشر ايسر من خلال منصات التواصل الاجتماعي .
من عدة سنوات وانا عضو في اكثر من منتدى يهتم لهذا الجنس الادبي ( الهايكو ) متابعا لما ينشر ، لم اجد الحافز للكتابة لذا بقيت قارئا استمتع بالكثير الجميل الذي اجده واغض طرفا عما لايعجبني ، سعيت لقراءة العديد من القصائد الهايكوية اليابانية المأخوذ عنها اصلا تجربة الهايكو فوجدت ان ما قرأته لايكاد يختلف بكثير عن التجربة العربية واعزو ذلك الى الترجمة لا الى حقيقة النص الادبي الياباني وان كانت المشتركات واحدة هو التعبير عن معاناة الانسان او الطبيعة ، فالكلمة عند الشاعر عين مصور يلتقط ما لايلفت انتباه احد سواه ، الشاعر وحده من يرى كل ماحوله .
هايكو ( نقش الحناء ) تجربة شعرية للاستاذ الاديب طالب داخل فيصل ، هي تجربته الثالثة بعد ( اطفال القمر ) و ( نهر الموت ).
تضمنت المجموعة اكثر من مائتين من المقاطع الشعرية التي تنوعت في مضامينها – في غياب تام للمرأة – الا من اشارات ، ولا اعلم هل من خصوصيات الهايكو ان ينآى عن المرأة !! ، لكن لايمنع ان الشاعر اخذنا في سياحة جميلة وهو يجوب بنا ماترصده عيناه وتستشعره روحه بلغة انيقة راقية يخضبها حنّاء المعرفة فهو المدرك بوعي المثقف لما يحيطه ، الراصد عن فهم ، يطرح قصائده بتكثيف ليدع القاريء مساحات من التأويل .
المفردات التي استخدمها الشاعر دليل على سعة اطلاعه وتوظيفه الجميل لهذه المفردات من غير تكلف ، شاعر هايكويّ اتضحت ملامح تجربته وخصوصيته من غير ان يكون ظلاً لأحد ، فقد كان( هايكويّا بروح عراقية ) كما وصفه الدكتور احمد جارالله ياسين في مقدمته الجميلة لمجموعة ( نقش الحنّاء ) .
قصائد هذه المجموعة هي بيئة الشاعر وحدثه اليومي بكل تفاصيله، الجميلة منها والمخيبة ، لم ينسلخ عن بيئته واعرافه ، كان متزنا غير متطرف في طرح رؤاه التي هدفها الانسان ، فالادب الذي يركن الانسان جانبا سيخبو أواره ولن يحظى بالخلود ، وقد كان شاعرنا لسان مجتمعه في طرح قضاياه وان اخذ الكثير منها بصيغة المتهكم وهي اعلى درجات الشعور الانساني حين تسخر حتى من آلامك . فهو الذي يجد ان الثمار دائما يقطفها من لم يتعب بها .
( نهاية المعركة
يتقلد انواط الشجاعة
حراس الجنرال )
ونجد الشاعر يترجم واقعه حينما يرى استبداد الجهل الذي يُطفيء كل انارة ممكن ان تزيحه من مكانه ، لذا تجد المتنورين يفترشون الارصفة ، فأول التيه اطفاء الاضوية .
( طريق الجامعة
بائع الكتب القديمة
طالب دكتوراه )
ومن قصائده التي تحمل النفس التهكمي والمتمرد على واقعه ، والذي يجد نفسه مسؤولا عن الاشارة اليها وتعريتها ، فالكاتب المثقف امين على كشف الزيف وفرز الالوان خشية تداخلها .
شفافية دولية
الفساد
امتياز عربي
...
ساحة عامة
تلوح للفراغ
يد الزعيم
...
نهاية الحرب
فواتير المغامرات
بذمة الشعب

الطبيعة هي الحاضنة الاولى للانسان ومدرج خطواته الاولى وعلامات استفهامة التي تتبدد مع المعرفة ، فلم يتخل الشعر عن وصف البيئة على مر ازمنته بدءا من الاطلال التي كان وصف البيئة مدخلا لايمكن تجاوزه حتى وان كان لايتعدى بعض حجارة نزح عنها اهلها ، ومع حالة التمدن التي مرت بها الشخصية العربية حظيت البيئة بألطف التعابير وابدع تصوير ، حتى تخصصت مدارس بهذا الشأن ومن اهمها مدرسة ( اوبولو) التي ظهرت في بدايات القرن العشرين على يد شعراء المهجر ، وشاعرنا الجنوبي ( طالب داخل ) ابن بيئة متفردة بجمالها واثرها في تقويم النفوس ، ابن الاهوار وغابات النخيل ، ابن المضائف ودواوين الشعر ، ابن الحزن والشجن الجنوبي ، فلاشك ان كل هذا سيتجلى واضحا في قصائده فـ ( النهر ، الاشجار ، الطيور ، النواعير ، البردي ، القصب ، النخيل ، الورود ، التنور ، الفرات ، المطر ، الحصاد ، النوارس ، السنونوات ، السنابل ، والكثير من المفردات التي هي ضمن اطار بيئته ، وقد اجاد الشاعر في رسم صور غاية في الدقة بأناقة لغوية حتى لتكاد تتنسم عطر اللحظات .
عقد زبرجد
على صدر النخلة
اعذاق رطب
...
طريق ريفي
ذهابا وايابا
ظلال النخيل
...
ليلة ماطرة
تحت عمود الانارة
تضيء اوراق الشجر

ان ماقدمه شاعرنا في مجموعته كان نقش حنّاء على مساحات من الجمال احاطها بدفء احساسه وانيق حرفه وجميل وعيه ، هايكو ( نقش الحنّاء ) يستحق الكثير من الدراسة لانه يمثل مرحلة متقدمة في كتابة الهايكو .



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة اسلوبية ( الجزء الأول ) في قصة ( لا ذاكرة للوطن ) للأد ...
- لوحة متوالية الاوجاع والكاتب عقيل الواجدي.. للناقد الاستاذ و ...
- لاذاكرة للوطن - النص المتوّج في مسابقة احمد بوزفور - قراءة ل ...
- (( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))
- دلالة القمر في قصيدة ( ياقمري ) للشاعرة المغربية ( سعاد الزا ...
- الناقدة خلود البدري وقراءة في فلسفة الطين للشاعر عقيل فاخر ا ...
- حينما يحزن الياسمين
- انطلوجيا الحلم وموت الزمن في .. ( الوقت لا يكفي لبناء حلم اخ ...
- نجاح داعوق وفاعلية التفاؤل في رسم نصوص انيقة
- محطات سناريا الابداعية
- وطن يخذلني كل مافيه
- صرخة مهاجر
- رابطة الشعر العربي في ذي قار من 1995 - 2001
- وصاية الصحراء / قصة قصيرة
- التلويح لن يعيد السفن المغادرة
- مأدبة أبليس
- شرايين ( حامد المسفر ) الرمادية
- سنوات بلون اللُهاث / قصة قصيرة
- الذي لم يصل ........ قصة قصيرة
- وجهها آخر المارين / قصة قصيرة


المزيد.....




- «أوديسيوس المشرقي» .. كتاب سردي جديد لبولص آدم
- -أكثر الرجال شرا على وجه الأرض-.. منتج سينمائي بريطاني يشن ه ...
- حسن الشافعي.. -الزامل اليمني- يدفع الموسيقي المصري للاعتذار ...
- رواد عالم الموضة في الشرق الأوسط يتوجهون إلى موسكو لحضور قمة ...
- سحر الطريق.. 4 أفلام عائلية تشجعك على المغامرة والاستكشاف
- -الكمبري-.. الآلة الرئيسية في موسيقى -كناوة-، كيف يتم تصنيعه ...
- شآبيب المعرفة الأزلية
- جرحٌ على جبين الرَّحالة ليوناردو.. رواية ألم الغربة والجرح ا ...
- المغرب.. معجبة تثير الجدل بتصرفها في حفل الفنان سعد لمجرد
- لحظات مؤثرة بين كوبولا وهيرتسوغ في مهرجان فينيسيا السينمائي ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - (نقش الجمال بحنّاء الابداع ) قراءة في المجموعة الشعرية ( نقش الحنّاء ) للشاعر طالب داخل فيصل .