أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - ( موت ُ الاسم ... موتُ الذات )














المزيد.....

( موت ُ الاسم ... موتُ الذات )


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


قراءة في قصة ( موت الاسم ) للقاص هيثم محسن الجاسم
الكتابة أحد أهم دلائل التفوقِ الإبداعي للفكرِ البشري عمّا سواها من مجالات الابداع التي تبقى مقيدة الى ضوابطٍ تسير بها بتقنيةٍ مؤطرةٍ اِطاراً حسابياً وفق منظومة العقل وحسب ، على النقيض مما تحتاجه الكتابة الى اِطلاق جناحي العقل في عالمٍ رَحْبٍ من الخيال بتصوراتٍ تضيق عنها الأُطرُ العقلية المحضة ، لذا كان الكاتب - بجميع توصيفاته – على مرِّ الأزمنة بخياله الخصب أداةَ ترجمةٍ للواقع بأساليبٍ من الجمال والحكمة ، وهو الرسولُ الذي يصلُ الأرواح دون عناء.
موت الاسم : مجموعة قصصية للكاتب هيثم محسن الجاسم المطبوعة في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة 2010 ( والتي تم إعادة طباعتها ثانية 2021) ضمت مجموعة من القصص القصيرة التي استطاع الكاتب من خلالها اِبراز مقدرته في محاكاة الواقع الذي كتبت فيه قصصه والتي يعود اغلبها الى ما قبل عام 2003 حيث يتجلّى بوضوحٍ الانزياح الرمزي الذي لاغنى عنه للكتابة آنذاك .
في قصة ( موت الاسم ) – التي هي ذاتها عنوان المجموعة – تجد نفسك أمام قاصٍ لاتحتاج الى كثيرٍ حتى تكتشف قدرته الواضحة على صياغة الجمل بانسيابيةٍ وسلاسةٍ تشجِّعُ القاريء على التواصل مع النص من دون تعثّرٍ ذِهنيّ أو تشتت ، هو صائغٌ محترفٌ بانتقالاته الرصينة التي يؤصلُ من خلالها لبناء فنيٍّ مفعمٍ بالجمال .
التساؤل الذي اِفتتح به القاص نصه : ( - اراك غير مستاء لفقد اسمك ؟ ) دلالة كاشفة غير نمطية في اِن الإجاباتِ ستكون مغايرة لكل التوقعات ، فكان ولازال الاسم يمثل أوضحَ حالات الاعتداد بالنفس ، اِنحياز الانسان الى اِسمه انحيازاً عاطفيا وعنصريا ، يبلغُ به مرحلة القداسة ، لا يرتضي الاساءة له بأي شكل من الاشكال ، فالاسماء مقدسة عند أصحابها واِنْ كانت من غير اِختيارهم ، بل هي – الأسماء – الإرثُ الذي يسعون الى تخليده على مرِّ الأزمنة باختلاف الأساليب والطرق الى ذلك .
لكن ان تأتي الإجابة على غير المتوقع ، مغايراً للمألوف يضعك امام استنتاجاتٍ عدة يردف بعضها بعضاً وتخميناتٍ مُسبقة تضفي مساحة من الجمال في استدراج النتائج باتجاه موازٍ ليس بالضرورة أن يلتقي مع فهم الكاتب ، فقد اتخذ الكاتبُ منحىً بأبعادٍ تَهكُّمِيّة لا تخلو من فلفسة التأويلات التي ترك الكاتب بابها مشرعا .
واَجدني أمام رؤيةٍ خاصة في فهم النص ، فحالة عدم الاستياء التي أبداها بطل القصة تجاه فقدان اِسمه ما عادت حالة خاصة بل اتسع اُفقها حتى أصبحت ظاهرة يتسم بها المجتمع أثر حالة الفوضى التي تفتشت فأَرستْ موازين التناقضات بديلا عن موازين المباديء ، فحالة العزاء التي أبداها الاخرون تجاه ( موت الاسم ) ولم يكترثوا ( لحياة صاحبه ) دليل غَلبةِ المسميات دون الالتفات الى اية أبعاد أخرى يمكن للإنسان أن يمتلكها غير اِسمه ، وهي بحد ذاتها حالة كَشْفٍ لحقيقةٍ نتغاضى عنها كثيرا في اِنّ الانسان ليس سوى اِسمٍ ولا قيمة لِما عداه في مجتمعاتٍ تخلَّتْ عن الكثير من مبادئها وتنصَّلتْ عن جذورها .



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذمة الموج ، موج من الجمال
- البابُ المُوصد ، باب يُشرع لكاتب شاب ( حسين عماد الواجدي )
- جمالية الأسلوب في نصوص الشاعرة اللبنانية ( كاميليا )
- ( اقمار فلسطينية ) قراءة في قصائد الهايكو للشاعرة الفلسطينية ...
- (براعة التوظيف للمفردة) قراءة في هايكو( تجاعيد مدينة خربة ) ...
- (نقش الجمال بحنّاء الابداع ) قراءة في المجموعة الشعرية ( نقش ...
- دراسة اسلوبية ( الجزء الأول ) في قصة ( لا ذاكرة للوطن ) للأد ...
- لوحة متوالية الاوجاع والكاتب عقيل الواجدي.. للناقد الاستاذ و ...
- لاذاكرة للوطن - النص المتوّج في مسابقة احمد بوزفور - قراءة ل ...
- (( قراءة في نص شعري للشاعرة شمس احمد ))
- دلالة القمر في قصيدة ( ياقمري ) للشاعرة المغربية ( سعاد الزا ...
- الناقدة خلود البدري وقراءة في فلسفة الطين للشاعر عقيل فاخر ا ...
- حينما يحزن الياسمين
- انطلوجيا الحلم وموت الزمن في .. ( الوقت لا يكفي لبناء حلم اخ ...
- نجاح داعوق وفاعلية التفاؤل في رسم نصوص انيقة
- محطات سناريا الابداعية
- وطن يخذلني كل مافيه
- صرخة مهاجر
- رابطة الشعر العربي في ذي قار من 1995 - 2001
- وصاية الصحراء / قصة قصيرة


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - ( موت ُ الاسم ... موتُ الذات )