أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين أتباع النص قالبا أو تغليب التأويل في المعنى















المزيد.....

الدين أتباع النص قالبا أو تغليب التأويل في المعنى


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7202 - 2022 / 3 / 26 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من طبيعة النص وخاصة الذي يحتمل أكثر من قراءة وأكثر من وجه للفهم لكونه نص متسع يحمل ثراء خاص في مكنونه المعرفي ,تتباين الصورة النهائية للمتلقي نتيجة القراءة الفردية الذاتية له وما يلقيه من نتيجة خاصة على ضوء المقدمة الفكرية والطبيعة العملية للنظام العقلي المتدبر للنص , ولكن حينما تكون قراءة عامة تضمحل هنا الفروقات كثيرا وتتوحد الرؤية الجمعية في عدد أقل من الصور المعرفية نتيجة الحوار والنقاش وتضييق مساحة القراءات الشاذة خضوعا لمفاهيم المجتمع القارئ ,لأن المشاركة والحوار تضع مرتكزات ومشتركات حقيقية تتحدد بموجبهما غالبية القراءات وبالتالي تتقارب النتائج العامة .
من هنا مثلا يقال أن النص الواسع أكثر قدرة على البقاء من النص المتضايق على فكرته لأن الأول ممكنه أن يعط أكثر وبالتالي قادر لأن يبقى أكثر , هذه الحقيقية يمكننا تلمسها عادة في النصوص التأريخية سواء أكانت الفكرية وبالذات الفلسفية أو المعرفية وبالذات الدينية , نماذج من هذه النصوص يمكنها أن تطرح جملة من الأفكار تنبع من مقدمة واحدة ولكنها تفترق بالنتائج حسب مسارات القراءة وحسب ما يطرحه الأنا العقلي للمتلقي , توقع الأفتراق يحدث في كل مسار ولا ينجو منه إلا أن يخضع لمنطق واحد في القراءة وهو الأمر الذي لا يمكن أن يطبق على مثل هذه النصوص , مثلا النصوص القانونية أو الدستورية عادة ما تضغط للحد الذي يجعلها تتجمد في حدود الهدف المطلوب من النص , والشارع القانوني أو الدستوري يتعمد ذلك ويجتهد به لعله ينجح في عدم توسيع النتائج وبذلك يحقق من هدفية القاعدة القانونية التي يطرحها النص ويسميها القاعدة العامة المجردة العمياء .
في النص الديني نجد ولضرورات الهدف وتحقيق التوافق الزمني والمكاني والحال الوضعي بأعتبار أن الدين وخاصة ما يعرف بالأديان السماوي خاصة بحاجة إلى أن تصل لأكبر عدد من العقول ولأطول فترة زمنية ممكنة ,كما أنه يستهدف بالأساس ثقافات وعقائد وأفكار متنوعة تحتاج إلى مرونة عالية في البسط والتصوير وهذا لا يأت من نص جامد متحجر بل من نص غني ومتسع وقادر على أن يطرح أكثر من إجابة , هكذا ولدت النصوص الدينية تحمل مقاصد عامة أولا وتحمل طرق أكثر للوصول للمقصد الأساسي منه , قضايا مثل أساسيات التدين ومستلزماته البدية تطرح بحدود أكثر تضيقا , أما ما تخاطب العقل بشكل أساسي وتطلب منه أن يتحرك لأجل واقع أكثر تحررا من ما هو واقع فعلا , هذه النصوص هي التي تطرح نفسها للتأويل المتعدد والتفسير المتطور تبعا لتراكم المعرفة وأتساقا مع التجربة والتغيرات الحولية المرتبطة بقضية القارئ أو المتلقي .
بالعودة للنص الديني قبل أن تتناوله يد التأويل أو التفسير هو نص ناطق بفكرة خاصة بحدود ما في البناء من قصد ,فهو كيان قائم بذاته ويحمل وظيفة قادرة على أن تكتسب وحسب الصورة التي يرسمها القارئ قريبا من الفكرة الخاصة أو بمحاذاتها أو أتباعا للقصد , هذه الصورة المتعددة تحول الفكرة الخاصة إلى فكرة عامة أكثر عمومية وأقل تركيزا وأقدر على الاستجابة لأن تتحول إلى ما هو خارج النص ,الشارع الديني يعرف تماما هذه النتيجة ويتوقعها لذا ربط بين كل فكرة خاصة وأخرى تشاركها الهدف المحدد بمنظومة من الربط سميت بالنسق التشريعي الحكمي , مثلا في نص ما ولنأخذ نص عام (إنما المؤمنون أخوة ) النص أشارة لفكرة خاصة غير منقطعة عن المنظومة الكلية التي نجد لها صورة أخرى لتعريف المؤمن ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) هذا التعريف لم يترك مجال للمتأول أن يخرج بحدود النص لأكثر من الدلالة المقررة أو ينقصها .
مع هذا التدخل من الشارع ووجود الكثير من التعريفات بعض العقول التي تتولى التفسير والتأويل تحاول التلاعب بالنتيجة لصالح فكرة مركزة تنسجم مع مقدمته هو وتحصر التعريف بما هو ممنهج لديه , مثلا يقول بعض المفسرين إن المقصود بالمؤمنين هنا هم المسلمين بالدرجات التسليمية العليا ,أي النخبة من المسلمين الذي تتوفر بهم صفات خاصة (لا تقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان قلوبكم) فهو يرى أن الإسلام الفريضة التي تعني الإقرار بالتوحيد والنبوة لمحمد ص والعمل بالأركان هي البداية الحقيقية للإيمان كمفهوم , في حين أن النص هنا مخالف للنتيجة والدليل أن الكثير من النصوص الأخرى تسمى من أسلم وجهه لله وهو محسن بالمسلم , ومن يتطور من هذه الحالة إلى درجة أعتقاد أعلى سيكون مؤمنا بغض النظر عن الصيغة التي يتولاها , وقال أني أول المسلمين .
إذن النص يتبنى نتيجة والقارئ يتبنى نتيجة أخرى برغم أنه أنطلق من ركيزة بنائية واحدة , في القراءة الأخرى لذات النص تقول أن المؤمن هو من أمن بوحدانية الله بصدق وتجرد من كل نتيجة مخالفة حتى أن العلامة الدالة على إيمانه هذا وتكشف الصدق هو الوجل الذي يعتري النفس عند ذكر الله أسم مجرد سواء أكان صاحب دين سماوي أو وضعي أو حتى لم يختار دين محدد ولكن مؤمنا بوجود الله وقدرته على التأثير على الإنسان , ومن هؤلاء بشر كثيرون حولنا لا يعنيهم تفاصيل أخرى بقدر ما يعنيهم أن الله موجود وموجود حقيقي لا غبار على تأثير عليهم , بين الفهم الأول والفهم الأخر عشرات التفاصيل المتنوعة التي تتناوب في تقديم وتأخير عنصر من عناصر الإدراك والفهم , وبالتالي لو أقتضى أن يبنى حكم ديني لمتدين ما على هذا النص مع أختلاف القراءات سنجد أن هناك أحكام مختلفة بل ومتناقضة ومتضادة والجميع مشترك بنص واحد .
المشكلة تدور إذا بين ما نفهم وما يفهمه النص ويريده , صحيح أن النص في الكثير من الحالات صامت في حدود بناءه اللغوي ولكن على القارئ الحصيف أن لا يترك أي رابط به دون أن يطلع عليه , ولا أن يترك أي أحتمال دال على فكرة دون أن يستعرضها ولا يتبنى رؤية نتيجة ما لم يختبر كل العلاقات والروابط التي تتصل بالنص ويجمعها على قاعدة البحث عن قاسم مشترك بينهما , لأن من عادة النص الديني إنه يحيلك إلى ما هو أبعد من اللغة إلى المقاصد العامة لفكرة الدين , النص الديني فكرته الخاصة جزء من فكرة الدين العامة وليس من فكرة القراءة والتأويل والتفسير العامة , النص الديني ابن الدين وفكرة الدين وهدف الدين وليس ابن المجتمع وقيمه وفهمه , صحيح أنه مسخر له ولكن ضمن دائرة واحدة غير مجزأة ,النص عندما يقول أن الدين عند الله الإسلام لم يترك المفهوم عائما ولا مركزا بجهة واحدة بل أتاح للعقل والمعرفة أن تستوضح معنى الإسلام من مجموعة نصوص لا من فهم المجتمع للإسلام بأنه دين محمد لأن إبراهيم عليه السلام هو من سمى كل مؤمن بالله ومسلم وجهه له بالمسلم .
هنا يفترق دين النص عن دين التأويل بمقدار ما يبتعد ويقترب التأويل والتفسير من روحية العلاقة بين النص وروح الهدف الذي يتبناه الدين عموما ,كل الاختلافات الفكرية التي نشأت عن اللجوء لتحكيم النص في قضية ما نشأت من إهمال أو التقصير في ربط النص بالمنظومة الفكرية للدين عموما , البعض يتخذ من النص ناطقا فرديا باسم الرب ولا يمكنه أن يقبل بأن النص هو بالتالي جزء صغير من حكم عام كلي مترابط ومتكامل , السارق والسارقة فاقطعوا أيديهم , يصر على قطع اليد بالشكل الذي يفهم بموجب ما يعرف من عنوان لليد وأختلف المفسرون عموما في المقدار من القطع , ولكن لا أحد منهم فهم معنى القطع كما تتردد الكلمة في النصوص الباقية ولا تقطعوا ما أمر الله به أن يوصل ولا تقطعوا أرحامكم , هنا القطع ليس البتر الذي يفهمه من بنى الحكم بالبتر , بل القطع وقف عمل الشيء المقطوع عن أن السيالية الطبيعية له , لا تقطعوا أرحامكم أي لا تجعلوا صلة الوصل بينكم أصحاب الأرحام تتوقف عن التراحم والاتصال .
قد يقول قائل أن هناك نصوص تدل على أن النتيجة التي تتحدث عنها تتناقض مع نص صريح (ما بال النسوة التي قطعن أيديهن) هنا الإشارة واضحة جدا على القطع البتر من خلال وجود السكين والفعل المدهش الذي شغلهن عن تقطيع ما أعتد لهن من فاكهة ,الواقع أن لا دليل على أن النساء قطعن أيديهن أو حتى إحداث جرح بها نتيجة وجود السكين الأمر كله محصور بالتوقف عن فعل ما يجب أن يفعل من وجود السكين وما أعتد لهن من فواكه نتيجة دخول يوسف المفاجئ عليهن وانشغالهن به , لا دليل على جرح وهو أقل درجة من البتر ولو حدث هذا لذكره النص والدليل قولهن سبحان الله ما هذا بشر ,المفاجأة هنا قطعت عليهن الاستمرار بالحال المطلوب ولا يستبعد حدوث شيء مما أنكرناه ولكن لا تأكيد حاسم ,وهذا ما نجده في كثير من النصوص حين يستبدل النص بكلمة أخرى ما يفهمه العرب من قطع , فمثلا يقول ضربا بالرقاب بدل قطعا للرقاب وهي المفردة المستعملة عربيا ليبعد مفهوم القطع عن معنى البتر والتجزئة .
السؤال الذي يطرح دائما هو علاقة النص القرآني بالمجتمع هل يمر عبر فهم المجتمع للنص أم عبر فهم الدين له ,إن كان الهدف الثاني هو المعتمد فمن يتولى التصدي لهذا الفهم كي لا يتحول الدين إلى عامل تفريق وتمزق للمجتمع نتيجة تعدد الأحكام الناتجة عن نص واحد وبالتالي ظهور التناقضات التي لا تحسم بغياب الحكم اللازم المطاع ,نعم هذه النتيجة هي الواقع والسبب يعود إلى أساسيات مهمة لم يغفلها النص الديني ولكن تجاوزها الإنسان تحت عناوين كثيرة منها ما متعلق بالنص نفسه ومنها ما متعلق باللغة ذاتها ومنها ما هو اعتباطي خارج ذاتية الدين والنص ,اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وكما هو معروف وثابت لغة مكة وليست لغة أخرى أو لغة مكتملة البناء وناضجة بما يكفي لأن تكون محمية من الاختراق , لغة أهل مكة مع ملاحظة أن هذا المكان كان ملتقى العرب الديني ومجتمع خليط من تجار وكهنة وأصحاب مصالح نشأ تحت مفهوم التجمع وليس نتيجة التبلور التأريخي لمجتمع متجانس .
لو نظرنا إلى التشكيلة التي دخلت الإسلام من الأولين وبالذات ممن كان في مكة لأدركنا أنهم ينحدرون من ثقافات ذات لهجات مختلفة ومفردات بنائية قد لا يفهم بعضهم بعضا إلا إذا أعيدت لمشترك واحد , كما أن دارسي علم اللغات والمجتمعات المتخصصين يركزون أن اللغة العربية والتي يسميها القرآن الكريم اللسان العربي لم تكن قد وصلت إلى منظومة تحكمية كاملة ,بل أن الإسلام هو صاحب الفضل الأكبر في إنضاجها وبلورتها وقد أضاف لها الكثير دون أن يتبنى لهجة مكة على أنها الأساس , لقد أختط القرآن منهج لغوي مرتبط بالقصد في تحديد الدلالة لذا لا يمكنا أن نجد فيه معنى واحد لكلمتين متطابقتين تماما ولم نجد معنيين متطابقين لكلمة واحدة تماما , هذه الفرادة في النظام اللغوي للقرآن الكريم هي التي أهملها المفسر والمتأول وبالتالي وصل لنتيجة إعتباطية ذاتية متعلقة به وغير متعلقة بالنص ودلالاته وقصدياته الخاصة .
الفكرة التي يسوقها الكثيرون أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش وبالتالي فأن قريش هم أولى الناس بفهم المفردة واعتبار النص وتدبير المقاصد الحكمية , ولو دققنا في صفحات التأريخ الأجتماعي لمكة نجد أن قريش المكية لم تنفرد بلهجة خاصة ومميزة بحكم كونها أقلية وثانيا إنها من القبائل التي كان حضورها الميداني في مكة حضور نخبوي ولاحق على الغالبية التي تسيدت وسكنت قبلها , وبالتالي لا يمكن أن تفرض لغتها أو لسانها أو لهجتها على أنها لسان العرب كما ورد في القرآن الكريم , التركيز في النص الدين على اللسان (المفهوم اللفظي) الذي يعني الكيفية ولا يعني النظام ,نعم العرب لهجات ضمن لغة واللسان العربي كيفيات متنوعة تختلف حسب البيئة وحسب المأخوذ الجذري للمفردة متأثرا بثقافات ولغات أخرى , عربية الصحراء غير عربية الحواضر وعربية أهل اليمن غير عربية البحرين وشمال الجزيرة , هذه التفاوتات نجح القرآن الكريم بطرح مفهوم جامع لها وصهرها جميعا باللسان العربي المبين القائم على مفهوم الفرادة القصدية .
هذه واحدة من المغالطات التأريخية التي رسخت مفهوم عبادة التأويل والتفسير وتركت النص وحكمة للمزاج التعبيري وإن لم يكن مطابقا لروحية الدين وقصدية النص , الأمثلة أكثر من أن تحصى والشواهد التأريخية كثيرة منها ما متعلق بتفسير كلمة تبنى عليها مفاهيم لاحقة ومنها ما يبنى على إدراك مفهوم عام تشعب وتوزع على أنه قراءة أصلية ,ولكن بالعموم النتائج التي تراكمت من دين التأويل سبب مهم من أسباب الخلاف والأختلاف في الأمة وعلة من علل التفرق بناء على معطى واهي وغير صحيح من أن دين الله نزل بلغة قريش التي تعني بإشارة خفية لا يريد أن ينطقها كما هي البعض (من أن محمدا تكلم عن الله بلغته ولهجته وبالتالي أهل محمد أو مشاركوه فيها هم أحق الناس بفهم كلام الله لأن الأخير قريشي اللغة) ,الكلام قد يكون حساس وصادم ولكن هذه هي الحقيقة .
لقد تكلمنا في إشكالية النص وقدرته من عدمها في أن يطرح أكثر من فكرة أو يكون أقدر على مواجهة التحديات الفنية في التعبير عن المراد والقصد وأتضح أن البعض حاول أن يضيق بحد ما هو قابل للتوسع ويوسع بلا حدود ما هو غير قابل لأن يفعل ذلك لأهداف خاصة والأمثلة والشواهد أكثر من أن تحصى , وكل ذلك من أجل إثبات واقع غير ثابت أو نفي وقوع ما هو موجود ومنصوص عليه , ثم تكلمنا عن المفهوم الأخر المعني باللغة كونها أداة التوصيل للفكرة وكيف أن هذه الأداة لم تبلغ من النضج والقدرة حتى طرقها القرآن الكريم وطرحها كنظام شامل كامل محكوم بميزان منطقي لا يخطي ولا يسمح بالتعدد التصوري خارج ما مطلوب من البناء اللفظي , لكن سرعان ما أستبدل هذا المنطق الموزون بمنطق أرسطي متأثرا بثقافات وافدة تدخلت لتخرج مفهوم اللسان المبين الواضح بمنظومة منطقية تصلح في الفكر أكثر ما تلائم بمنطق اللغة وميزانها الذي يستوعب منطقها ويتجاوز في كثير من القواعد قوانين المنطق الأرسطي .
فمثلا في المنطق الأرسطي أن الكلام كونه قضية من القضايا التي يهتم بتصنيفها وفرزها وقوننة وجودها ضمن العملية المنطقية التي تهتم بفئة من الصيغ أو القضايا ,والقضية : جملة تقوم على علاقة بين عدد من الكلمات المفهومة ، وتنقسم إلى قسمين :
• القضية الإخبارية : وهي تخبر عن شيء ما وتحتمل الصدق أو الكذب مثل (المثلثات المتطابقة متكافئة)، (كل ما في الكون يجذب بعضه بعضا).
• القضية الإنشائية : وهي التي لا يمكن أن توصف بالصدق أو الكذب مثل لا تمش في الأرض مرحا وهي ليست قضايا منطقية.
والقضية المنطقية جملة خبرية تحتمل الصدق أو الكذب ويمكن التحقق منها فالجملة المعادن تتمدد بالحرارة جملة خبرية يمكن التحقق من صحتها بإجراء التجارب وإقرار صحة العبارة من عدمه.,والقضية مفهوم أساسي في المنطق نتعلم تصنيفها كما ورد سابقا عن طريق الخبرة ,هذا المفهوم الخاص بالمنطق عندما تم تطبيقه على اللسان العربي بأعتباره حد قياسي يضبط الفهم ومن ثم الإدراك تحولت اللغة إلى معول يهدم النص الديني بالتشكيك فيه وتعريضه لطلب البرهان ,عندنا كمسلمين أن كل الكتاب بما فيه من نصوص هو إخبار النبي محمد ص عن ربه وأنه أيضا خبر يقيني لا يحتاج لبرهان بل يحتاج لبيان ,الفرق بين البرهان والبيان واضح لا يحتاج لدليل .
طالما أن الكتاب هو إخبار فعند تطبيق المنطق الرياضي وقبل الشروع بالبيان تحضر واقعة التشكيك ثم أستلازم حضور البرهان كي تثبت القضية الخبرية وجودها أولا ,إذا سلمنا بالمنطق عارضنا التسليم وإذا سلمنا بالتسليم أستوجب التخلي عن المنطق وهذه واحدة من الإشكاليات التي يرزح تحتها النص الديني حين نتخلى عن الميزان المرافق لوجود الكتاب ونلجأ للمنطق , الرسول أو النبي يحدث عن ربه وبالتالي أفتراض أن كلامه قابل للصدق كما هو قابل للكذب بذاته يعرض مسألة التقييد بحكم النص ومراده ويلجئنا إذا تجاوزنا مشكلة البرهان إلى أستخدام مفاهيم منطقية أخرى تثير اللبس وتصرف التركيز عن دلالات القصد نحو قضايا جانبية قد تطيح بحكم النص وتخرجه من دائرة البيان إلى دائرة الاحتمال .
إذن من الأسباب المهمة التي جعلت من الدين الرسالي خاصة أكثر من مشكلة وسائل إدراك النص سواء النص كدلالة أو النص كوسيلة , إضافة لما بيناه من أسباب أخرى ذاتية تتعلق باللغة المكتوب فيها النص وأيضا كونية النص وطريقة نظمه وأخيرا العوامل النفسية التي تولى تحويل النص من نظام بنائي شكلي إلى فهم عبر دور العقل ونظامه العام في الفهم والإدراك ,هذه القضية المتداخلة والشائكة والمرتبطة بسلسلة من الحلقات مسئولة تماما عما جرى للدين من تغيير في المسارات القصدية ,وأنشأت أطوارا متباينة من تدين فيه ملامح مختلفة ومتخالفة عن بعضها وربما أيضا مسئولة عن ظاهرة الإلحاد والنكران لما تسببه من تشويش وخروج الدين عن إطاره الإنساني نحو تصرفات تبعده عن مبدئية القضية الإنسانية برمتها وهي الحرية والعمل المنتج .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود الدين وحدود مفهوم الدنيا
- القضية المختارة
- ماذا لو أن الإسلام لم يخرج من مكة؟ ح1
- التاريخية العقلانية وتصادمها مع العقلانية التاريخانية
- الدينية البرغماتية
- المثالية الإسلامية وأثرها على الفلسفة والفكر الغربي
- دور الفلسفة في التفريق العنصري بين الوجود الإنساني والماهية ...
- نداء - الدين لله- وعصر الكونالية
- بعض من تاريخ المادية
- التعصب الحضاري في مواجهة الكونالية
- الكونالية وعالم متعدد الأقطاب
- الحرب والسلام ... مقاربة تضاد أم مقاربة وجود
- السياسة من منظور فعل القوة
- الكونالية وما بعد العولمة
- تناقضات الكونالية والعولمة
- العولمة والكونالية
- هل يمكن التجرد من الهوية الكونية
- أنا والآخر من منظور كوني
- الإنسان الكوني هوية أم وجود؟
- صراع الفسلفة ومبدأ الحرية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين أتباع النص قالبا أو تغليب التأويل في المعنى