أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكوردي - لا أحد يسد مكان غيره














المزيد.....

حكايات من الفولكلور الكوردي - لا أحد يسد مكان غيره


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7179 - 2022 / 3 / 3 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


لا أحد يسدُّ مكان غيره


كان الثعلب يتجول في أطراف الغابة باحثاً عن شيء يسد رمقه وقد انطبقت أضلاعه على بطنه من شدة الجوع. فجأة رفع رأسه فرأى الأسد قبالته. ارتعدت أوصاله من الخوف واستطاع بشق الأنفس أن يسأله:
- عمَّ تبحث يا مليكي؟
- أنا جائع وأفتش عن فريسة ما.
أعمل الثعلب دهاءه فواتته في الحال فكرة جهنمية تخلصه من براثن الأسد فطفق يبكي وينحب بصوت عالٍ. استغرب الأسد وسأله:
- علامَ تبكي يا هذا؟
- أبكي لحالك يا سيدي. إن كنتَ، وأنت الملك، تقاسي الجوع فماذا نفعل نحن الرعية المساكين؟ رحم الله والدك؛ لم يكن يتركنا محرومين من اللحم ولو ليوم واحد. يا للصداقة التي جمعتني وإياه! لم يكن يهنأ بطعام أو صيد إن لم يدعني لمشاركته فيه حتى نشبع تماماً، وبعدها فقط كان يسمح للآخرين بأن يأكلوا. يا لحظي العاثر! ماذا أقول لك؟ هل أدعوك لأكل لحمي؟ كلا فلحمي بائس هزيل لا يصلح للملوك! ماذا أفعل يا إلهي؟!
- لا تحمل هماً يا ثعلب. ما دمت صديقاً حميماً لأبي سأصطاد في الحال فريسة نتناولها معاً.
ولم يمض الكثير حتى أبصر سرباً من الغزلان فانقض عليه وأمسك بأحدها وجرجره الى حيث الثعلب وقال: تفضل كل!
لكن الثعلب شرع بالبكاء من جديد فسأله الأسد:
- ما الذي يبكيك الآن؟
- تذكرت المرحوم. كان صاحب ذوق ومزاج. حين يظفر بصيد كنا نحمله ونصعد الى هناك عند قمة الجبل ونتناول طعامنا بين النسائم العِذاب.
أطبق الأسد أسنانه على رقبة الغزال وقال للثعلب اتبعني الى قمة الجبل. بعد أن أكلا وشبعا بدأ الثعلب بالبكاء للمرة الثالثة فسأله الأسد:
- ماذا يبكيك هذه المرة؟
- تذكرت المرحوم. لقد كان أسداً كريماً شهما لا يباريه أسد. وفوق هذا كان قوياً نشيطاً. أتدري ماذا كان يفعل بعد أن نشبع من الطعام؟
- ماذا؟
- لم يكن يخلد للقيلولة كما تفعل الأسود الكسلى بل كان يمارس الرياضة.
- الرياضة. وكيف؟
- كان يمط جسده ويشد عضلاته ويقفز مرتين أو ثلاث من هذه القمة الى تلك القمة التي تراها. آهٍ يا مليكي المرحوم. لم يبق في الدنيا أسد يستطيع فعل ذلك.
- كيف تقول هذا وأنا موجود؟
- بارك الله فيك يا مولاي، ولكن لا أظن أن أحداً يمكن أن يسد مكانه.
- انتظر للحظة..
مط الأسد جسده وتراجع قليلاً ثم ركض وقفز من أعلى القمة فهوى الى الوادي من ذلك العلو الشاهق وتحطم فوق الصخور. نزل الثعلب ووقف على رأسه وهو في النزع الأخير وقال له:
- ألم أقل لك بأن أحداً لا يمكنه أن يسد مكانه!؟
من كتاب حكايات الموقد الخشبي، حكايات من الفولكلور الكردي، ترجمة ماجد الحيدر



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من الفولكلور الكردي - لو أنبت الندم قرونا لبلغت قرون ...
- حكايات من الفولكلور الكردي - ماذا سيحدث لو كان رماناً
- حكايات من الفولكلور الكردي - يا قنفذي فدتك أمك
- شهيد - شعر قوبادي جليزيده - ترجمة ماجد الحيدر
- حكايات من الفولكلور الكردي - إذا جاءك الموت فلا تدر مؤخرتك
- قوبادي جليزاده - توزيع
- هشم يدي أرجوك - قصة قصيرة
- حكايات من الفولكلور الكردي-الشام سكر لكن الوطن أحلى
- حكايات من الفولكلور الكردي-تحل بالصبر تكن أمير مصر
- ثرثرات ميت وقح-شعر
- حكايات من الفولكلور الكردي-حتى عرف العقل أودى بالمال
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية الثعلب والسلحفاة
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية الشيخ سليمان أبو رجل الجرس
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية شاقولي الأخرق العاثر الحظ
- حكايات من الفولكلور الكردي-حلم الحاكم
- حكايات من الفولكلور الكردي - سري سينكشف ولو بحباب المطر
- صبية النرجس
- حكايات من الفولكلور الكردي-قد يفلت المجرم ويبتلى البريء
- حكايات من الفولكلور الكردي-لا تأمن لامرأة ولا لرجل حكومة
- حكايات من الفولكلور الكردي-ما تفعله بيمناك تتلقاه بيسراك


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكوردي - لا أحد يسد مكان غيره