أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية شاقولي الأخرق العاثر الحظ














المزيد.....

حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية شاقولي الأخرق العاثر الحظ


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2022 / 1 / 1 - 16:24
المحور: الادب والفن
    


الحكاية التاسعة
حكاية شاقولي، الأخرق العاثر الحظ

يحكى أن رجلاً يدعى شاقولي عاش في إحدى القرى. كان فقيراً معدماً لا زوجة له ولا ولد ولهذا تراه يدور على القرى ويمكث ضيفاً على إحداها بضعة أيام ثم يغادرها الى غيرها حتى غدا معروفاً بين أهل المنطقة.
في مغرب أحد الأيام حل شاقولي ضيفاً على واحدة من تلك القرى وقصد بيت صديق له. رحبت به سيدة البيت وقالت له:
- يا شاقولي. لقد وضعتُ قدراً من "كبة الحامض" على النار وسأذهب الى العين كي أحضر جرة من الماء. انتبه الى القدر وأبعد عنه الدجاج ريثما أعود. صديقك لن يتأخر في الرجوع من الحقل.
خرجت المرأة فيما جلس شاقولي بعيداً يراقب القدر الذي سرعان ما تجمع الدجاج من حوله. صاح عليها مراراً لإبعادها "كش، كش، أقول لكنّ كش!" لكن دون جدوى، فما كان منه إلا أن التقط حجراً من الأرض ورماه نحوها. لكن الحجر سقط على جرة الدبس فأحدث فيها ثقباً راح الدبس يسيل منه. ركض شاقولي الى الجرة ووضع اصبعه في الثقب ثم نظر من حوله فابصر خرقة قماش في متناول يده الثانية فسحبها ليسد بها الثقب دون أن يعلم أن تلك الخرقة كانت تسد فم زير الدخن فإذا بالدخن ينساب منه الى الأرض ويختلط بالدبس. ارتبك شاقولي وتخبط فاصطدمت رجله بقدر الكبة وانقلبت هي الأخرى واختلطت بالدبس والدخن فجلس المسكين حائراً لا يعرف ما يفعل.
في تلك الأثناء عادت المرأة ورأت شاقولي على تلك الحال فقالت: ماذا جرى؟ فأجابها: ماذا أقول؟ الحال كما ترين. لكنها سكّنت روعه وقالت: لا عليك، كلها فداء لك. وقامت بتنظيف المكان وترتيبه، ولم يلبث الزوج أن عاد من الحقل فقال لها:
- يبدو أن لدينا ضيفاً.
- نعم والله إنه شاقولي.
فرح الزوج بضيفه ورحب به وأعدت الزوجة ما قُسم لهم من عشاء. وفي ساعة متأخرة من الليل قال له صاحب البيت:
- اعذرني يا صديقي. ثورنا مريض وقد حل وقت مناوبتي في السهر عليه.
- أنت متعب يا صديقي. إذهب للنوم وسأقوم أنا بنوبتك.
شكره الرجل وذهب الى فراشه وبقي شاقولي صاحياً وهو يلهو بشحذ خنجره ويدخل بين الفينة والأخرى الى الزريبة ويلقي نظرة على الثور ليطمئن عليه لكنه وقبيل الفجر دفع باب الزريبة فأبى أن يفتح فقال في نفسه.
- لقد سقط الثور وراء الباب ولا بد إنه يحتضر. فلأسرع بذبحه قبل أن ينفق.
واستل خنجره ومد يديه من فسحة الباب حتى استطاع أن يصل الى رقبته وذبحه ثم غسل يديه وذهب الى فراشه.
عندما حل الصباح ناداه صاحب الدار:
- إنهض يا صديقي. ماذا حصل للثور؟
- لقد سقط الليلة الماضية وراء باب الزريبة وكاد أن ينفق لولا أنني نجحت بذبحه وإحلال لحمه في اللحظة الأخيرة.
ولكن الدهشة عقدت لسانيهما عندما دخلا الى الزريبة وشاهدا الحمار مذبوحاً والثور نافقاً. أما شاقولي فقد ود لو أن الأرض انشقت وابتلعته. غير أن صديقه طيب خاطره وقال له:
- لا عليك يا أخي. يبدو أن الله لم يكتب لنا نصيباً فيهما.
ثم تناولا فطوراً بسيطا وقام صاحب الدار وشد البردعة الى ظهر بغلته وحمل المنجل والفؤوس فسأله شاقولي عما ينوي فعله فأجاب بأنه يريد الذهاب الى الجبل لجمع الحطب فقال شاقولي:
- لا والله لن تذهب. أنا سأقول بهذا العمل عنك.
وامتطى البغلة وتوجه نحو الجبل وهناك ربط البغلة في الوادي وتسلق المنحدر وشرع بقطع الأغصان حتى جمع كومة من الحطب فربطها ووضعها على الأرض ونزل الى الوادي ليأتي بالبغلة فإذا به يفاجأ بأن الذئاب قد افترستها فصار يضرب بجمع كفه على رأسه ويقول:
- يا ويلتي. ماذا فعلتُ بهذا الرجل الطيب؟! خير لي أن أذهب وأرمي البردعة والمنجل والفؤوس في باحة بيته وأهرب من هذه القرية ولا أريهم وجهي ثانية.
وحمل البردعة والمنجل والفؤوس وعاد الى بيت صاحبه وقد قرر أن يصعد الى السطح ويرميها من هناك الى الباحة دون أن يروه. وهكذا ارتقى السطح وألقى البرعة لكن حبلها التف برقبته فتعثر وهوى الى الباحة ليسقط تماماً على رأس المرأة المسكينة التي أسلمت الروح في الحال!
ركض الرجل الى الباحة فرأى زوجته ميتة دون حراك وصاح يا ويلتاه ماذا حدث؟ فقص له شاقولي الحكاية. أخذ الرجل يبكي ويندب خسرانه كل شيء ثم التفت الى شاقولي وقال له:
- ها قد جعلتني مثلك، لا مال ولا عيال. إرحل من هنا لا أراني الله وجهك!

(من كتاب حكايات الموقد الخشبي-ترجمة ماجد الحيدر-معهد التراث الكردي-دهوك 2021)



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من الفولكلور الكردي-حلم الحاكم
- حكايات من الفولكلور الكردي - سري سينكشف ولو بحباب المطر
- صبية النرجس
- حكايات من الفولكلور الكردي-قد يفلت المجرم ويبتلى البريء
- حكايات من الفولكلور الكردي-لا تأمن لامرأة ولا لرجل حكومة
- حكايات من الفولكلور الكردي-ما تفعله بيمناك تتلقاه بيسراك
- حكايات من الفولكلور الكردي-من مكر النساء
- حكايات من الفولكلور الكردي. ومن أحمق من المختار؟
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية قاطع الطريق رزكين والشاب ال ...
- صفقة في صالة قسطرة-قصة قصيرة
- تقرير صحفي عن السيد امرئ القيس - قصة قصيرة
- اللص الذكي - حكاية من التراث الصيني
- ترنيمة آنا دستوفسكايا
- من الادب الساخر- ليش ما تصير بعثي
- أعدني الى صباي
- اعتذارات متأخرة
- إنه الماضي .. أليسَ كذلك ؟
- عن البنات الحلوات.. هاي راح تفتح لي الباب!
- من الشعر الكردي المعاصر-ماذا تريدون-ديار أردني
- أنا الشعب، أنا الرعاع


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية شاقولي الأخرق العاثر الحظ