أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-قد يفلت المجرم ويبتلى البريء














المزيد.....

حكايات من الفولكلور الكردي-قد يفلت المجرم ويبتلى البريء


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 02:28
المحور: الادب والفن
    


الحكاية السادسة
قد يفلت المجرم ويبتلى البريء

دعا أحد التجار ثلاثة من أصحابه (وكانوا تجاراً مثله) الى بيته كيما يتحاسبوا ويفضوا شراكتهم، لكن الخلاف دبَّ بينهم فأقدم التاجر في فورة غضبه على قتل رفاقه الثلاثة، وعندما أحس بورطته فكر طويلاً في طريقة للنجاة بنفسه فتوجه نحو السوق واتفق مع حمال عجوز على أن ينفحه مبلغاً كبيراً من المال مقابل خدمةٍ يؤديها له شريطة ألا يخبر أحداً بما يدور بينهما.
وافق الحمال واتفق مع التاجر على أن يأتي الى بيته قبيل منتصف الليل، وهكذا فعل الحمال وجاء في موعده وطرق الباب فما كان من التاجر إلا أن حمل أحد القتلى الى غرفة الضيوف ثم فتح الباب وأدخل الحمال الى الغرفة. قال الحمال:
- ها قد جئتُ يا سيدي في الموعد المحدد فما هي المهمة السرية التي تريدني أن توكلها لي؟
- هذا الرجل الممدد أمامك تاجر غريب دعوته الى الغداء في بيتي فغص بالطعام واختنق ومات وإني لأخشى أن أبلغ الشرطة فيتهمونني بقتله. أريدك أن تحمله على ظهرك حتى منتصف الجسر وترميه في النهر، ولكن حذارِ من أن يغافلك ويرجع! هذا أولاً، وأما ثانياً فأريدك أن تكتم السر ولا يعلم أحد بما دار بيننا الى أبد الآبدين!
- وهل أنا طفل صغير يا سيدي حتى أخبر الناس؟ هذا أولاً، أما ثانياً فكن واثقاً من أنني سألقيه في أعمق دوامة في النهر وليرجع بعدها إن استطاع!
ولم ينتهيا من حديثهما هذا حتى كان الليل قد انتصف وحل الصمت والظلام في المدينة فشدَّ الحمال الجثة الى ظهره ومضى نحو النهر وتوقف في منتصف الجسر فوق دوامة سريعة وألقى الجثة فيها فتلقفته الأمواج وغاص في الأعماق. استدار الحمال عائداً الى بيت التاجر لكنه فوجئ برجلٍ ثانٍ ممددٍ في الحجرة فصاح:
- يا ويلي، من هذا؟!
- ألم أقل لك حاذر لئلا يغافلك ويرجع؟
لم ينبس الحمال ببنت شفة وشد القتيل الثاني الى ظهره وفعل به مثلما فعل بالأول وظل يراقبه حتى اختفى عن ناظريه وعاد الى بيت التاجر. غير أن الدهشة عقدت لسانه حين رأى القتيل الثالث ممداً في نفس الغرفة وصاح:
- يا إلهي ما هذا؟ أقسم بأنني ألقيته كلا المرتين في أعماق النهر ولم أبرح المكان حتى غرق وشبع غرقاً.
تظاهر التاجر بالغضب وقال:
- يا أخي العزيز. إن لم تكن قادراً على هذا العمل فاتركه ودعني أبحث عن رجل غيرك. هذه المرة الثانية التي تأخذه فيها ويعود. خذه واحمله للمرة الأخيرة وإذا ما عاد مجدداً فاذهب الى بيتك لأفتش أنا عن طريقة أخرى.
رفع الحمال الجثة الثالثة وتوجه نحو النهر للمرة الثالثة وهو يحدث نفسه قائلاً:
- قسماً بالله العظيم لن أبرح الجسر هذه المرة حتى أغسل يدي من عودتك. قسماً لئن عدت لا قطعنك إرباً إرباً بخنجري هذا ولأذهب بذنبك الى الجحيم!
وعندما وصل منتصف الجسر حل الجثة عن ظهره وألقاها في دوامة النهر. ومع صوت ارتطامها بالماء برز رجل عارٍ من تحت الجسر وأخذ يركض خائفاً، لم يكن غير عابرٍ جاء للاستحمام استعداداً لصلاة الفجر لكن الحمال تخيل أنه القتيل وقد خرج من النهر قاصداً بيت التاجر فاستل خنجره وركض خلفه من زقاق لزقاق حتى حاصره وأمسك بخناقه وأرداه قتيلاً ثم حمله ورماه في النهر وعاد الى التاجر الذي لاقاه مرحّباً وقال:
- سلمت يداك، لم يرجع هذه المرة.
- بلى وروح أبيك. قد خرج فعلاً من الماء وتوجه عاريا نحو بيتك لكنني سبقته وطعنته بخنجري حتى أجهزت عليه ثم ألقيته في النهر من جديد.
لم يعلّق التاجر على كلامه بل شكره وأعطاه المبلغ الذي اتفقا عليه وهكذا تخلص من الجثث الثلاث وضاع الرابع بين الرجلين!
(من كتاب حكايات الموقد الخشبي-ترجمة ماجد الحيدر)



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من الفولكلور الكردي-لا تأمن لامرأة ولا لرجل حكومة
- حكايات من الفولكلور الكردي-ما تفعله بيمناك تتلقاه بيسراك
- حكايات من الفولكلور الكردي-من مكر النساء
- حكايات من الفولكلور الكردي. ومن أحمق من المختار؟
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية قاطع الطريق رزكين والشاب ال ...
- صفقة في صالة قسطرة-قصة قصيرة
- تقرير صحفي عن السيد امرئ القيس - قصة قصيرة
- اللص الذكي - حكاية من التراث الصيني
- ترنيمة آنا دستوفسكايا
- من الادب الساخر- ليش ما تصير بعثي
- أعدني الى صباي
- اعتذارات متأخرة
- إنه الماضي .. أليسَ كذلك ؟
- عن البنات الحلوات.. هاي راح تفتح لي الباب!
- من الشعر الكردي المعاصر-ماذا تريدون-ديار أردني
- أنا الشعب، أنا الرعاع
- الخروج من الكادر
- هل يجب على الشاعر أن يكون ناشطا سياسيا؟
- هايكوات الخريف
- شِدّتها أول خمسين سنة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-قد يفلت المجرم ويبتلى البريء