أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - اللص الذكي - حكاية من التراث الصيني














المزيد.....

اللص الذكي - حكاية من التراث الصيني


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 21:28
المحور: الادب والفن
    


اللص الذكي
حكاية من التراث الصيني
ترجمها بتصرف: ماجد الحيدر

سرق فقيرٌ غليونا من أحد الأسواق، فألقي القبض عليه وأودع السجن في الحال. كانت تلك أول مرة يدخل فيها سجناً فأحس بغمٍ وانقباضٍ شديدين، وراحت الأفكار تأخذه ذات اليمين وذات الشمال حتى واتته فكرة جهنمية، فصاح بحارس الزنزانة:
- أيها الحارس، أريد أن أقابل الملك. خذني اليه أرجوك.
- وماذا تريد من الملك أيها اللص الحقير؟
- عندي له هدية قيمة.أريد أن أوصلها اليه. وأعدك ألا تندم أبداً. أنت أيضا ستنال نصيبك. صدقني!
قاده الحارس الى مأمور السجن الذي طمع بالنصيب الموعود، فتدبر الأمر حتى أوصله الى بلاط الملك الغاصّ بكبار القادة والأعوان.
نظر اليه الملك باستخفاف وقال له:
- ماذا تريد يا هذا؟
أخرج اللص شيئاً صغيراً من جيبه وأجاب بثقة:
- هذه نواة كمثرى. اسمح لي أن أهديك إياها يا صاحب الجلالة!
غضب الملك وصاح:
- تبا لك أيها الوغد الوقح! كيف تجرؤ؟ أهذه هديتك لمليكك: نواة كمثرى!؟
- لا تتعجل بالحكم يا مولاي. هذه ليست نواة عادية. إنها نواة سحرية.
- كيف؟
- إنها تطرح ثماراً من الذهب الخالص!
- لو صحَّ ما ادعيت لما أهديتنيها ولزرعتها بنفسك وجنيت منها ثروة طائلة.
- سأكون صريحا معك يا مولاي: هذه النواة لا يصلح أن يزرعها إنسان سبق وأن سرق أو أكل حراماً ولو لمرة واحدة، وأنا كما ترى دخلت السجن بسبب ذلك الغليون الحقير. لا أعتقد بأن في طول البلاد وعرضها من يصلح لزراعتها مثل جلالتكم.
- وا أسفاه! لا يمكنني أن أفعل ذلك، فأنا، رغم عظمتي وجلالي، قد سبق أن ارتكبت عدداً من الحماقات في صباي وشبابي وكثيراً ما كنت أفتح خزائن أبي دون علمه لآخذ منها ما أهديه الى صويحباتي!
نظر اللص الى الوزير وقال:
- ما رأيك أن تزرعها أنت يا سيدي الوزير الحكيم!؟
ارتبك الوزير وأجاب:
- كلا كلا. لن تنبت على يدي أيضاً لأنني اعتدت قبض الرشا منذ أن كنت كاتباً صغيرا في البلاط!
ألتفت اللص الى قائد الجيش:
- إذن ازرعها أنت يا سيدي قائد الجيش المقدام.
تلعثم القائد وأجاب:
- كلا، مستحيل! في كل معركة أدخلها كنت أبيع نصف أرزاق الجنود!
توجه اللص الى قاضي القضاة.
- وماذا عنك أيها القاضي النزيه الحاكم بالعدل والشرع؟
- أبداً. لا مجال لذلك! فأنا.. أنا أيضاً قبضت الكثير من الرشا، أقصد الهدايا!
لم يبق غير مأمور السجن. التفت اللص ناحيته لكنه صاح دون أن ينتظر سؤاله:
- لا تطلب مني ذلك! لست مختلفا عن الآخرين. من ينفحني رشوة مناسبة أجعل حياته في السجن نعيما ومن يمتنع.. حسناً، أنت تعرف!
عاد اللص الى الملك وانحنى له وقال:
- أرأيت يا مولاي؟ هؤلاء جميعا سرقوا وارتشوا وأكلوا السحت لكنهم أحرار لم يمسسهم أحد. أما أنا الفقير المسكين فقد ألقيت في السجن لأنني سرقت غليونا تافها لأن غليوني القديم تحطم ولم أملك ما أشتري به واحداً جديدا. أفيرضيك هذا!؟
أجاب الملك:
- لتحرسك الآلهة. اذهب فأنت حر طليق!
ثم التفت الى رجال البلاط الذين تصاغروا كالجرذان:
- أما أنتم فحسابكم معي عسير!
ركع الجميع أمام أقدامه خانعين متوسلين مغلظين الأيمان.
وفي طرف القاعة الكبيرة كان عدد من صغار رجال البلاط يفركون أكفهم في حبور ويهنئون أنفسهم بالثروات التي ستنزل عليهم مع الترقيات الجديدة القادمة!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمة آنا دستوفسكايا
- من الادب الساخر- ليش ما تصير بعثي
- أعدني الى صباي
- اعتذارات متأخرة
- إنه الماضي .. أليسَ كذلك ؟
- عن البنات الحلوات.. هاي راح تفتح لي الباب!
- من الشعر الكردي المعاصر-ماذا تريدون-ديار أردني
- أنا الشعب، أنا الرعاع
- الخروج من الكادر
- هل يجب على الشاعر أن يكون ناشطا سياسيا؟
- هايكوات الخريف
- شِدّتها أول خمسين سنة
- التسويق يا غبي - مقالة في الشهرة الادبية
- مشروع أم مؤامرة أم مخطط؟
- الرجل العجوز الجالس في الشمس
- يوم عثر بشار على أمه
- نشيد الى النفط
- توقف أيها الأحمق، إنك تدوس على ظلي
- حلم غبي
- عن خير الله طلفاح وكامل الدباغ والثقوب السوداء


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - اللص الذكي - حكاية من التراث الصيني