أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية قاطع الطريق رزكين والشاب الجبان والعجوز الشهم














المزيد.....

حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية قاطع الطريق رزكين والشاب الجبان والعجوز الشهم


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7106 - 2021 / 12 / 14 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


قبل بضعة أعوام من يومنا هذا، وقريباً من ديار بكر، كان هناك قاطع طريق فاتك جريء يدعى رزكين. روى لنا أحد أفراد عصابته هذه الحكاية عن رئيسه، فقال:
خرجناً يوماً لقطع الطريق، فسرقنا شاةً وجلسنا كي نشويها. كنا أربعين فرداً مع العم رزكو (رزكين). صعد العم رزكو إلى قمة تل وأخذ يراقب السهل بناظوره، فرأى شاباً يهم بعبوره وقد تدلت من كتفه الأيمن بندقية صيدٍ سوداء كعين الريم، وشد على جسمه حزامين من الإطلاقات، واحداً إلى ظهره والثاني إلى صدره، وفي كل منهما خمسون خرطوشة جديدة، وفي قدميه زوج من أحذية ديار بكر الثمينة، متبختراً في طاقمٍ من أفخر الثياب، وكوفية وعقال موصليين وقد وضع يده تحت أذنه وهو يغني بصوتٍ عال وكأنه ملك زمانه!
قال العم رزكو:
- أيها الأتباع. هذا الرجل إما أن يكون بطلاً مقداماً أو غبياً سفيهاً. فليذهب أحدكم لسلبه.
كانت خطتنا تقتضي أن يتقدم فرد واحد نحو من نريد سلبه، على أن يكون خلفه فردٌ آخر لحمايته، وهكذا، مضى إليه واحد منا وصاح به:
- هى هى .. أنت، يا من هناك.
- نعم، ماذا هناك؟
- ضع بندقيتك على الأرض. ضع حزامي الرصاص فوقها واخلع حذائيك وطاقمك وعقالك وكوفيتك. واذهب في أمان الله!
- حسناً. وهل أخلع قميصي وسروالي أيضاً!؟
- كلا، هذا يكفي. سنبقيهما عليك!
حمل الرجلان كل ما سلباه من الشاب ووضعاه أمام العم رزكو. وبعد قليل عاد العم رزكو ليتطلع بمنظاره إلى السهل، فرأى رجلاً عجوزاً يسوق حماره على مهل وقد وضع على كتفيه عباءة رثّة وحمل سيفاً ودرعاً وهو يحث الحمار ليواصل السير. قال العم رزكو:
- ليذهب أحدكم ويسلبه هو الأخر.
تقدم واحد منا وصاح به:
- هى هى .. أنت يا من هناك.
- هى هى.. بالسم النقيع! عمَّ تبحثون هنا مثل الكلاب الشاردة؟!
- لا تطل الكلام. ضع السيف والدرع أرضاً وانجُ بحياتك.
- ومتى وهبتني حضن أمك كي أعطيك مهرها؟!
ألقم رجلنا بندقيته ورفع ماسورتها كي يصوبها نحوه، لكن ذلك العجوز، نعم ذلك العم العجوز، كان أسرع منه، إذ استلَّ سيفه ووثب اليه قبل أن يطلق النار، ففرّ صاحبنا مذعوراً كالريح، والعجوز يجري وراءه، حتى اقتربا من طية في الأرض. ارتمى صاحبنا بيننا، أما العجوز فدنا من رأس التلة. هممنا بأن نهجم عليه فمنعنا العم رزكو وصاح به:
- هى هى، أيها العم العجوز تفضل وشاركنا الشواء.
لكن الأخير أجابه بشتيمةٍ مقذعة، فقلنا لرئيسنا:
- يا سيدي دعنا نهاجمه ونقضي عليه فقد هتك أعراضنا.
غير أن العم رزكو أجابنا:
- كلا لن أسمح لكم بذلك.
ثم صاح به ثانية:
- تعال أيها العم العجوز. سألتك بالله وأنبيائه أن تأتي إلينا.
- ها أنا قادم إليكم كي لا يُقال بأنني خفتُ منكم.
وتقدم وفي يده سيفه المسلول، وجلس على ركبتيه قبالة العم رزكو وقال:
- هيا أخبرني ماذا تريد؟ أنا في عجالة من أمري وأريد أن أواصل المسير.
أجابه العم رزكو:
- تناول الشواء ثم أخبرك.
شرع العجوز بتناول الطعام، وعندما فرغ منه وهبه العم رزكو كل الحاجات التي سلبناها من ذلك الشاب الرعديد، وأضاف اليها خنجراً من عنده وقال له:
- اذهب في طريق السلامة. قد حللت أهلاً. هذه الأشياء حلالٌ عليك. إنها تليق برجلٍ مثلك. مبارك لك!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة في صالة قسطرة-قصة قصيرة
- تقرير صحفي عن السيد امرئ القيس - قصة قصيرة
- اللص الذكي - حكاية من التراث الصيني
- ترنيمة آنا دستوفسكايا
- من الادب الساخر- ليش ما تصير بعثي
- أعدني الى صباي
- اعتذارات متأخرة
- إنه الماضي .. أليسَ كذلك ؟
- عن البنات الحلوات.. هاي راح تفتح لي الباب!
- من الشعر الكردي المعاصر-ماذا تريدون-ديار أردني
- أنا الشعب، أنا الرعاع
- الخروج من الكادر
- هل يجب على الشاعر أن يكون ناشطا سياسيا؟
- هايكوات الخريف
- شِدّتها أول خمسين سنة
- التسويق يا غبي - مقالة في الشهرة الادبية
- مشروع أم مؤامرة أم مخطط؟
- الرجل العجوز الجالس في الشمس
- يوم عثر بشار على أمه
- نشيد الى النفط


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية قاطع الطريق رزكين والشاب الجبان والعجوز الشهم