أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-تحل بالصبر تكن أمير مصر














المزيد.....

حكايات من الفولكلور الكردي-تحل بالصبر تكن أمير مصر


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7138 - 2022 / 1 / 17 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


الحكاية الثالثة عشرة
تحلَّ بالصبر تكن أمير مصر

في قديم الزمان، زمان الملوك والسلاطين، عاش كهل حكيم لم يرزق بمولود سوى ابنة وحيدة. في أحد الأيام طلبت الابنة من أبيها أن يأخذها الى سوق الصاغة كي تشتري بعض الحلي والجواهر فوافق الوالي وأخذ بيدها ودارا في السوق طويلاً حتى أعجبت بلؤلؤة جميلة ثمينة فاشتراها لها دون مساومة.
عندما عادا الى القصر تفقدت الفتاة أغراضها فاكتشفت أن اللؤلؤة قد سقطت منها في الطريق فحزنت أشد الحزن وانهمرت الدموع من عينيها. رق الوالي لبكائها وقال لها:
- هلمي كي نعود الى السوق واشتري لك واحدة أجمل منها.
لكن الفتاة ردت بأن تلك اللؤلؤة فريدة لا نظير لها وأنها لا تريد غيرها. فاستدعى الأب مناديه وأمره بأن يدور في المدينة وينادي بأن من يعثر على لؤلؤة الأميرة ويعيدها الى القصر سينال مكافأة قيمة. سمع أهل المدينة النداء وشرعوا بالبحث عن اللؤلؤة المفقودة. وكان في المدينة فتى يتيم وحيد قدر له أن يعثر عليها قبل أن يسمع النداء فلما سمعه قال:
- الحمد لله لقد ظهر صاحبها. فلأذهب وأسلمها له فخبز الحرام لا يشبع بطنا!
وتوجه نحو قصر الوالي وقال له هذه لؤلؤتكم يا سيدي ثم استدار لينصرف فناداه الوالي:
- تريث يا ولدي كي أعطيك هديتك.
لكن الفتى شكره وقال:
- أنا لم أفعل شيئاً غير إعادة المال الى أصحابه و لا حاجة بي يا سيدي لأية هدية فهذا حرام!
- لكنني أعطيك اياها برضاي فلماذا تكون حراماً؟
- ولماذا لم تهدني شيئاً قبل هذا؟ أليست هذه مكافأة على إعادة اللؤلؤة؟
واستأذن منه وخرج. فرحت الفتاة كثيراً باللؤلؤة أما الوالي فقد فرح كثيراً بوجود فتى مثله في المدينة.
مضت الأعوام وتقدم العمر بالوالي وصار يفكر في مستقبل ابنته وفي تزويجها لرجل يناسبها فأمر وزيره بأن يبني لها قصراً جوار قصره. شرع الوزير بتنفيذ الأمر واستقدم العمال والبنائين، وكان الوالي يستمتع كل يوم بمراقبة القصر الجديد ومراحل تشييده فلاحظ أن وجبات العمال والبنائين كانت تتغير يومياً فتذهب مجموعة وتأتي غيرها إلا شاب مليح ظل مواظباً على العمل كل يوم حتى شارف البناء على الانتهاء. فأرسل الوالي في طلبه وقال له:
- يا ولدي إني أراك تعمل في بناء القصر دون انقطاع منذ اليوم الأول فمن أنت وما حكايتك؟
- أنا يا مولاي إنسان فقير ليس لي أحد في هذه الدنيا، لا أب ولا أم ولا أهل وعليَّ أن أعمل كي أعيل نفسي وأعيش كالآخرين. وأنا أؤمن أن المرء متى بدأ بعمل فعليه إتمامه فليس حسناً أن يعمل المرء كل يوم في مكان فهذا يقلل همته.
استحسن الوالي حديث الشاب وقال في نفسه ما من أحد أنسب للزواج من ابنتي، إنه شابٌ عاقل حكيم وأتوقع له مستقبلاً عظيماً. وهكذا قربه اليه وقال له:
- تعال وضع يدك في يدي فقد زوجتك ابنتي.
فتقدم الفتى وصافح الوالي وقبل الزواج منها. ثم قال له الوالي:
- أنت تعلم يا ولدي بأنني لم أزرق بذرية غير هذه الفتاة ولهذا بنيت لها هذا القصر كي تعيشا فيه قريبين مني ولا أشعر بالوحدة بعيداً عن ابنتي.
وأقيمت الأفراح والليالي الملاح وعاشوا في سعادة ووئام. وفي احدى الأيام رأى الشاب زوجته وقد شبكت تلك اللؤلؤة على شعرها فقال لها:
- يا فلانة ألم تضع هذه اللؤلؤة منك؟
- بلى والله، لكن ولداً فقيراً عثر عليها وأعادها الينا ثم رفض أن يأخذ هدية أبي نظير أمانته وغاب ولم نعرف عنه شيئاً.
- لا تحملي هم ذلك الولد يا جميلتي. أنا ذلك الفتى وها قد نلت جائزتي من أبيك. أنت جائزتي الثمينة!
غمر الفرح الأميرة عندما سمعت ذلك ورمت نفسها في أحضان زوجها وتعانقا في محبةٍ وهناء. أما أنا فقد غادرتهما على تلك الحال وجئت كي أقص عليكم الحكاية!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرات ميت وقح-شعر
- حكايات من الفولكلور الكردي-حتى عرف العقل أودى بالمال
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية الثعلب والسلحفاة
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية الشيخ سليمان أبو رجل الجرس
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية شاقولي الأخرق العاثر الحظ
- حكايات من الفولكلور الكردي-حلم الحاكم
- حكايات من الفولكلور الكردي - سري سينكشف ولو بحباب المطر
- صبية النرجس
- حكايات من الفولكلور الكردي-قد يفلت المجرم ويبتلى البريء
- حكايات من الفولكلور الكردي-لا تأمن لامرأة ولا لرجل حكومة
- حكايات من الفولكلور الكردي-ما تفعله بيمناك تتلقاه بيسراك
- حكايات من الفولكلور الكردي-من مكر النساء
- حكايات من الفولكلور الكردي. ومن أحمق من المختار؟
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية قاطع الطريق رزكين والشاب ال ...
- صفقة في صالة قسطرة-قصة قصيرة
- تقرير صحفي عن السيد امرئ القيس - قصة قصيرة
- اللص الذكي - حكاية من التراث الصيني
- ترنيمة آنا دستوفسكايا
- من الادب الساخر- ليش ما تصير بعثي
- أعدني الى صباي


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-تحل بالصبر تكن أمير مصر