أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد صفوت استمالك - حلم














المزيد.....

حلم


ماجد صفوت استمالك

الحوار المتمدن-العدد: 7149 - 2022 / 1 / 30 - 13:37
المحور: الادب والفن
    


خبر صغير نقلته الجرائد الفنية عن اعتزال مخرج افلام الخيال و شراءه ألة الاحلام التي اثارت جدلا في الفترة السابقة ، و ذكر الخبر عن بقاءه بمفرده في منزله الريفي مع لعبة الاحلام وقلق من حوله علي سلامة قواه النفسية و العقلية خصوصا انه فعلا يتهم بالجنون بعد كل عرض لـ فيلم جديد له لا يفهمه أحد الا القليل من معجبيه غريبي الاطوار ، لم يلقي خبر اعتزاله اي أهمية في الوسط الفني فقط شعور بالارتياح عند شركة الانتاج الملزمة بتنفيذ افلامه ولم تستحي الشركة عن التصريح بهذا الارتياح

بدأ الامر منذ عام عندما اعلنت شركة برمجيات ناشئة عن صنع ألة احلام يختار فيها الإنسان ما يحلم و يضع كافة تصوراته من مشاهد و الوان و ملمس بل و روائح ، وتستخرج الآلة الصور و الاحداث من عقل الإنسان في ثواني و تجعله حلم يغرق فيه خلال نومه ، وقالت الشركة ان استعمال تلك الآلة سيكون متاح للجمهور بمقابل مادي في مكان ترفيهي في احد المولات فور انهاء الاجراءات القانونية ، وبرغم الدعاية الجيدة و ترقب نجاح المشروع فقد ظهرت اعتراضات بأن هذا المشروع يحث الشباب علي الهروب من الواقع الي الاحلام التي لا تبني وان تلك الالة تنتمي الي التكنولوجيا الضارة الهدامة ... في دفاع مبتكري الجهاز قالوا ان الامر محض ترفيه فلا يختلف دخول تلك الالة عن دخول السنيما و مشاهدة فيلم ثم معاودة الحياة اليومية ...

لم يكن هذا الدفاع كافيا لإسكات المعارضون بل زادهم استماتة في رفض الفكرة الجديدة ، زاد الامر صعوبة عندما تدخل رجال الدين و قالوا أن هذه الالة من مذهبات العقل حيث ان من فيها لا يشعر بما حوله فهي بذلك لا تزيد عن كونها مخدرا الكترونيا حديثا وهو الاخطر علي ابناءنا من جيل الشباب، ألقي رجال الدين برأيهم هذا وسط المعركة الفكرية التي واجهت مشروع ناجح لشركة واعدة ، فتأخرت الإجراءات القانونية و تباطيء اصدار التراخيص ، و انتقلت المعركة الي ساحة القضاء عندما تقدم محام شاب الي النائب العام ببلاغ ضد الشركة و مشروعها المرتقب

أثارت هذه الاحداث خيال مخرج الخيال ، فتقدم بطلب لفحص الألة مستعينا بشهاداته العلمية التي درسها قبل أن يتجه للإخراج السينمائي ووافقت الشركة لعل إفادته تساعد موقفهم المتدني في القضية ، و بالفعل اتم الإجراءات القانونية و ذهب الي مقر شركة البرمجيات و بدأت التجربة التي لم تستغرق أكثر من ساعة تم توثيقها بالكامل و عرضت شهادته أمام المحكمة فجاء فيها أن أحلام الألة واقعية الي حد كبير و تعكس لكل إنسان ما هو مخزون بعقله الباطن فيتعري أمام ذاته ويحلم بأكثر ما يتمني ويرغب و تزداد شهوته لتحقيق هذا الحلم فيخرج بعدها مدفوعا برغبة ملحة في أن يحيا في واقعه ما رآه ف الحلم" ...

بعد بحث و استيفاء كافة الإجراءات القانونية كان الحكم برفض المشروع و تجريم استخدام تلك الآلة إلا لمالكها فقط ، لأن خروج ما في النفوس يمثل خطر و يهدد الأمن ، فانطلقت الحناجر تهتف للعدل ف اسكتت اعتراض أصحاب شركة البرمجيات التي أشهرت إفلاسها وضاع حلم مبتكري الجهاز مع عمل سنوات ، فتقدم مخرج افلام الخيال لشراء ألة الاحلام بمبلغ ضخم ليعوض أصحابها عن خسارتهم التي تسبب فيها وحتي يحق له استخدامها فإعتزل في منزله الريفي و صار يعيد الحلم نفسه مرات و مرات و كتبه في مذكراته ثم نشره في كتاب لم يلقي رواجا كبيرا

جاء في كتابه أنه كل مرة يستخدم فيها آلة الاحلام كان يعيد علي نفسه حلم واحد بعينه ، حلم يبني فيه لنفسه و لمن حوله واقعاً أفضل و حياة اجمل من هذه ، كان يحلم انه بطريقة ما استطاع ان يسافر عبر الزمن و يرجع للماضي السحيق ، قبل تكوين الممالك و قبل توغل الأفكار و تغول المعتقدات ، وحتي قبل الاديان ، أراد ان يغير تاريخ البشر ... في كل افلام الخيال العلمي السابقة حاول المخرج تغيير التاريخ إما باستخدام العلم الحديث قبل وقت إكتشافه أو باستخدام المعرفة التاريخية للاحداث قبل وقوعها ، أما في فيلمه هذا أراد أن يغير التاريخ بأن يعلم البشر في ذلك الماضي البعيد مجموعة القيم الحضارية التي توصل اليها البشر بعد آلاف السنين من التطور ، فعلمهم أولا ديموقراطية الفكر و القول و الحكم و أن لكل إنسان منهم حقوقه وعلي الاخرين أن يضمنوها له ثم حدثهم عن التعددية و قبول الاخر فنتج عن ذلك شيء من التعايش السلمي ولم يكتفي بأن يودع هذه القيم في الضمير الإنساني كما فعل يسوع الناصري و آخرون بل صاغ كل ذلك في قوانين يخضع لها الجميع، ثم إهتم بجعل الاخلاق مجردة من قيود الثواب و العقاب وزاد من قيمتها في الاذهان كما زاد من قيم الجمال و الحرية و الحب ... كان يعرف ان هذه القيم هي السبب في ارتقاء البشرية عندما اقتناها البعض في السنوات الماضية فأراد ان يدفع بها في عمق التاريخ الإنساني ثم يرجع بعدها إلي عالمه ليري نتيجة تطور البشرية عندما تحيا الحضارة لآلاف السنين ، يستيقظ مخرج الخيال بعد هذا المشهد فحتي خياله لم يكن كافيا ليخبره مقدار التغيير في حياة الإنسان ان اقتني تلك المباديء ...

#عصرماقبل_الحضارة



#ماجد_صفوت_استمالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتلاقت عيناهما
- مجذوب القرية
- جريمة في أرض السلام
- مرزوق كامل مرزوق
- قطرة مياه
- استثمار عقاري
- سجن بدون أسوار
- حدث فى إحدي كنائس الجوار
- حجاب ملكة انجلترا
- معاداة المجتمع للغير صائم
- وظلا يتهامسان ...
- ع المعاش
- حالة
- ماذا نحتاج لهدم دولة ؟
- ماذا نحتاج لبناء دولة ؟
- صخور علي الطريق
- الشهداء لهم الجنة ... و الارض !
- في هذا أخطأ الاقباط
- مسرحية من فصل واحد
- قصة فتوي


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد صفوت استمالك - حلم