معاداة المجتمع للغير صائم

ماجد صفوت استمالك

الحوار المتمدن-العدد: 6249 - 2019 / 6 / 3 - 23:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

معاداة المجتمع للغير صائم

محاولة للفهم .... لماذا كل هذه العدوانية تجاه الغير صائم ؟ ولماذا يصرخوا في وجهه "راعي مشاعرنا"

هؤلاء الغاضبين نجدهم فئات

- فئة قليلة من ابناء قندهار الذين ينادون بعقوبات للغير صائم تصل للجلد ، وهم أيضا نفس الفئة التي تنادي بعقوبات تتضمن ايذاء بدني مثل قطع يد السارق و غيرها ، الامر الاكيد ان هذه الفئة قليلة جدا وليست هي العامل المحرك للفكر المجتمعي ، انا العكس هو الصحيح فيرفضهم المجتمع ويعاملهم كجسم غريب داخل تكوينه ، وحتي لو اتفق معاهم المجتمع علي عدم المجاهرة بالافطار الا ان المجتمع رافض اسلوبهم العنيف في التعامل مع الامر

- فئة ثانية ... وهي فئة توهم السيادة و وهؤلاء يغلب عليهم روح القبيلة و دائما تفكيرهم متجه للأكثرية العددية ، من الاكتر و من القادر علي فرض عاداته علي الباقيين و إلزامهم بتبعية قبيلته بما انها الاكبر و مسيطرة علي القبائل الاصغر ، ليس شرطا أن يكون التجمع القبلي هو ديني في الاساس انما الموضوع ينحدر معهم للتفاصيل الاصغر و الهامشية جدا لمجرد ان يتقابل مع أحد المختلفين قليلا عن البقية في مظهره او اسلوبه او حتي في النادي الذي يشجعه الاكثرية ، فيبدأ معه في مضايقات قد تصل لاضطهاد ممنهج ، وبما ان انا صائم والاغلبية صائمة فينبغي علي الباقي أن ينصاع للامر المُطاع

- فئة ثالثة وهي السواد الاعظم من المجتمع ، الفئة التي تعاني من ازمة وجود .. عنده دائما مشكلة في تقديره لذاته فيلتمس هذا التقدير من الوسط المحيط به لذلك يحركه في تصرفاته نزعة اثبات الوجود ... العالم لا يشعر بي و بمعاناتي ... انظروا اني اتألم ... ، عقله واقف عاجز إزاء ألمه غير قادر علي احتماله و غير قادر علي مواجهته و تغييره ... قدام كل مشكلة تقابله يقيم ملحمة بكائية مِن حوله و لا يشبع من المواساة و دائما يحتاج المزيد ، و في انحساره في آلمه الشخصي لا يري آلام من حوله و إذا خُبر بها تجاهلها ... كلها أشياء صغيرة في بالمقارنة بما يواجه وحده ولا يعاونه احد ... يبرر ضعفه ب اعذار دائمة و يلح في ذكرها ليؤكد عدم ضعفه ... اتركني لحالي الدنيا صيام ... وراعوا اننا صايمين يا اخواننا

بلا شك ان الصيام مُتعب ، و ان العطش في هذا الجو الخانق الرطب حاجة من الصعب احتمالها ، ولكن ليست المشكلة في الصيام انما في الافكار المصاحبة له و التصرفات الناتجة عن هذه الافكار ... افكار و تصرفات معظمها ناتج عن الجهل ... عدونا الاول و الاكبر

#ماجد_صفوت_استمالك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل