أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد صفوت استمالك - ماذا نحتاج لهدم دولة ؟














المزيد.....

ماذا نحتاج لهدم دولة ؟


ماجد صفوت استمالك

الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا نحتاج لهدم دولة ؟

يوجد العديد من الطرق لهدم الدول و كلها مسجلة في كتب التاريخ عبر العصور ، إلا ان هناك طريقة مضمونة و مجربة و ذات فاعلية علي الامد القصير فتأتي ثمارها بعد جيل او اثنين

تبدأ هذه الطريقة ب خلل بسيط في مفهوم الانتماء ... نعم ... مجرد خلل في مفهوم يمكن أن يهدم دولة ، عن طريق الابقاء علي المفهوم مع تفريغ محتواه ، فمحاولة نزع الانتماء لن تجدي الكثير فالانسان يحتاج دائما أن ينتمي ولكن تكمن الخدعة في استبدال الانتماء للوطن ب انتماء اخر سواء خارجي او داخلي، بأن تجعل الانسان مثلا منتمي لما هو خارج الحدود مثل قومية أو خلافة أو جماعة أو بأن تجعله منتمي لفئة بعينها من شعبه وليس كل شعبه و لمجموعة ما دون غيرها داخل وطنه وليس للوطن ، وتلك هي الخدعة و هذا هو الخلل القادر علي هدم دولة

ماذا يترتب علي هذا الخلل ؟

مع عوامل مساعدة مثل الجهل الذي يميل دائما للتحزب يحدث دائما شعور بأفضلية الفئة/الجماعة/الاهل/العشيرة المنتمي اليها عن باقي ابناء الوطن و يتكون احساس بالتعالي داخل النفوس ، يتبعه بعد ذلك انغلاق و انعزال عن باقي المجتمع و تكوين مجتمع بديل لهؤلاء الصفوة المختارة و أصحاب السيادة و الجنس الارقي بين البشر ، مجتمع متكامل له مؤسساته الخدمية و الترفيهية أيضا بل وله لغته الخاصة بين أعضاءه وتحل الثقة المطلقة بينهم فقط لمجرد الانتماء لنفس الفئة ، ينشأ أيضا نوع من التعاون الاقتصادي الذي يصل - علي المدي الطويل - للتكامل و التكافل ، بمرور الوقت يتسع النطاق ليشمل الحياة الاجتماعية فتنشأ تبعا لذلك عادة الزواج من نفس الفئة يليه التوريث ، توريث المفاهيم إذا كان ما يربط الفئة رابط فكري أو ديني او توريث المهنة اذا كانت هي ما تربطهم ، المهم هو توريث الرابط لتستمر المنظومة

اصبح لدينا الان فئة منظمة لديها مقومات حياة آمنة مع شعور بالرفعة و التعالي ، ماذا عن الافراد خارج هذه المنظومة ؟! ... قد يحدث أن يتحد الباقي في منظومة اخري لضمان القدرة علي تحقيق حياة مماثلة ، وقد تتكون مجموعة فئات بحجم اصغر واقل تنظيما ، وقد لا يحدث اي ارتباط بين باقي الافراد ، قد تختلف الاحداث ولكن النتيجة واحدة وهي ان يصبح المواطنين درجات ، حياتهم درجات و نجاحهم درجات ، تبعا للفئة المنتمي اليها ، ويزول مبدأ المساواة

النتيجة الطبيعية الان هي ان يسعي افراد هذه الفئة للسلطة ، لحماية المصالح من جهة و حتي لا يحكمهم من هم اقل شأناً من جهة اخري ، فتصبح السلطة هدفا لذاتها و البقاء فيها غاية ؛ وبالتالي تحدث السياسات القمعية للمعارضين و تكون المناصب بحسب الولاء لا حسب الكفاءة وتتوزع الموارد بحسب الدرجات ؛ وحينما يحدث ذلك تنهدم الدولة بعد جيل او اثنين علي الاكثر

الانتماء هو ما يربط الشعب معا واذا انحرف الانتماء ضاع الرابط ، ينبغي ان يكون الانتماء للبلد ... كل البلد ، الوطن هو كل ما هو ... و من هو داخل الحدود وليس خارجها ، مفهوم الانتماء السوي يكون لكل من هم في الوطن ليس لفئة بعينها ولا يكون لمن هم في خارج الوطن ، واذا ارتقي الانسان و ارتقت الشعوب يمكن ان يتطور المفهوم ليصبح الانتماء للانسانية كلها ولكن لا يمكن ان يحدث هذا قبل امتداد جذور الانتماء للوطن داخل النفس ، مدي ثبات مفهوم الانتماء داخل الوجدان ومدي وضوح المفهوم في الاذهان هو مايحدد مدي ترابط الشعب و بالتالي يسود النظام وتزداد قوة الدولة و نفوذها و تأثيرها

الانتماء الناضج للوطن يشمل كل فرد بعينه ، فتكون قيمة اي فرد من قيمة الوطن كله



#ماجد_صفوت_استمالك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نحتاج لبناء دولة ؟
- صخور علي الطريق
- الشهداء لهم الجنة ... و الارض !
- في هذا أخطأ الاقباط
- مسرحية من فصل واحد
- قصة فتوي
- عودة الوعي
- -تمرد- علي السفينة باونتي
- علي مقهي العشاق
- قصة سياسية قصيرة
- قصة اقتصادية قصيرة
- فوبيا الحرية
- الأقطاع الفكري
- غريزة الكراهية
- عن التحرش


المزيد.....




- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش
- الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
- -تيسلا- مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت
- مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد صفوت استمالك - ماذا نحتاج لهدم دولة ؟