أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - الهوس بالمال














المزيد.....

الهوس بالمال


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 14:04
المحور: المجتمع المدني
    


الهوس بالمال 

عبر لي احد الشباب المقيمين في اوروبا عن انطباعاته خلال زيارته لاهله في احدى الدول العربية  . حيث يشكو الناس هناك من عدم رضاهم ، رغم امتلاكهم  للبيت والسيارة الحديثة والمال الوفير . ولم يجد سببا مقنعا لهذه الحالة . حيث انه في اوروبا لايملك دارا ولاسيارة حديثة ويعمل اجيرا في احد المحلات . ورغم ذلك فانه راض عن حياته . 

فاجبته ان الرضا والقناعة لاتأتي من كثرة المال ، وانما من الشعور بالامن والأمان الشخصي . ولايتوفر مثل هذا الشعور الا من خلال استتاب الامن واستقرار المجتمع .
فاستقرار البيئة الاجتماعية والوسط الذي يعيش فيه الأفراد، يحقق الأمن ويضمن حياة الناس وأموالهم ومستقبلهم ، ويتبعه الأمن الداخلي والشعور بالراحة والطمأنينة من خلال توفير الخدمات العامة مثل التعليم والضمان الصحي والماء والكهرباء وغيرها من الخدمات الاساسية لكل انسان .

وباستقرار النظام السياسي يعم السلام والآمان ويتحقق الانضباط الاجتماعي الذي يمنع الانفلات بكل أشكاله المدنية والعسكرية .

إنّ التحولات والمتغيــــرات المتسارعة الجارية في المنطقة توجب إعادة النظر  بمفهوم الامن والامان . .
فهو بالاضافة الى توفير الامن والسلامة للمواطنين ، فان له ابعادا اخرى لاتقل اهمية عن ذلك
مثل تحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ، التي تضمن السلم الاهلي ، اضافة الى ايجاد فرص عمل مناسبة .
ان الشعور بالظلم والقهر والبطالة وغياب العدالة يسحق المواطن ويشيع المخاوف والتوترات في المجتمع .

ان هوس الناس في جمع الاموال بشتى الطرق والوسائل يعود الى حاجتهم للامن النفسي  وهذا يتعلق بسياسة الدولة العامة ومدى قدرتها على توفير الامن والخدمات للمواطنين .
حيث ان الاحساس بالامن الشخصي يوفر الامن الاجتماعي ومايتبعه من الامن المالي والغذائي والثقافي وكل ماله علاقة بحياة المواطن ...
كما ان تقديم الخدمات العامة للمواطنين مثل الرعاية الصحية  والماء والكهرباء والتعليم وغيرها ، تضمن للمواطن الحياة الكريمة ، وتقضي على الكثير من المشاكل الاجتماعية ، مثل تعاطي المخدرات وتزايد حالات الانتحار ، وزيادة معدلات الجريمة والإخلال بالأمن والسلامة العامة .

ان ذلك يظهر بوضوح من نظرة  الفيلسوف الهولندي سبينوزا إذ يقول في كتابه "اللاهوت والسياسة"
“إن الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة أو إرهاب الناس أو جعلهم يقعون تحت نير الآخرين؛ بل هي تحرير الفرد من الخوف ليعيش كل فرد في أمان بقدر الإمكان أي يحتفظ بالقدر المستطاع بحقه الطبيعي في الحياة وفي العمل دون إلحاق الضرر بالغير .

الجشع نتاج حالة نفسية مريضة تشجع على الاستيلاء على الثروة وتكديسها ، لدرجة أنها تصبح المحور والشغل الشاغل .
هذه النزعة المريضة تؤكد السعادة الوهمية وتؤدي الى  التضحية بكل القيم من أجلها .
ولذلك نجد كثير من الاشخاص استبدلوا الاخلاق والقيم بالمال .

واذكر اننا في السبعينات من القرن الماضي لانستطيع اعطاء بخشيش الى عامل محطة الوقود لكون ذلك يعد انتقاصا من كرامته ، وان عزة نفسه تمنعه من مد يديه الى الآخرين . لانه يحترم نفسه وشخصيته ، والبخشيش اشبه بالصدقة ، وهو لايريد من احد ان يستصغره . في حين اننا  نشاهد الان مدراء عامون يمدون ايديهم بكل وضاعة للاخرين . وكثير من الموظفين يطلبون مبالغ لانجاز المعاملات دون وجل او خجل .

لقد اصبح الحصول على المال باي وسيلة كانت مرض معدي ينتقل عن طريق قادة السياسة والمجتمع ومن علاماته الشعور بالقلق والتوتر الناجم عن عدم الاشباع الدائم .

ان مايجري في مجتمعاتنا من  هوس الثراء الفاحش والحصول على المال باي  وسيلة، نابع من عدم الشعور بالامن الشخصي والاجتماعي .
ان المال يوفر حاجات عديدة للانسان ، الا ان التكالب عليه وجمعه ولو على حساب الغير ، وباي وسيلة كانت يولد الانانية والاحاسيس المريضة من قلق وخوف مستمر ، وبالتالي يفقد الانسان انسانيته .
وان امتلاك المال باي وسيلة كانت لايجلب الرضا ، ولا يحقق الاحلام . ما يهم حقًا هو السعادة التي يحظى بها الانسان في الحفاظ على كرامته وشرفه من خلال العيش المشترك بتآلف وامان .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم اعداء الحياة والفرح
- اسباب فشل الديموقراطية في العراق
- التجهيل الممنهج في الفضائيات العربية
- شبح الطرف الثالث
- رئيس الوزراء القادم
- عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة
- مسلسل لعبة الحبار يعكس ازمة النظم الرأسمالية
- الانتخابات العراقية الفرصة الاخيرة للنظام السياسي
- الأحزاب الإسلامية من الخطاب المضلل الى السقوط
- العراق بين الديكتاتورية السابقة والدكتاتوريات الجديدة
- سلوك بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعكس مدى الانحدار في الاخ ...
- النفق المظلم الذي دخلنا به هل هناك ضوء في نهايته ؟
- الانسحاب الأمريكي من افغانستان. . دروس وعبر
- الناصرية مدينة الحضارة والادب والبطولة
- تأثير العقل الباطن في حياتنا
- تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي
- التهافت والتجهيل في الفضائيات العراقية
- المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في ...
- الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي


المزيد.....




- الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة لمواصلة عملها الاغاثي
- لبنان يطالب الأمم المتحدة بتجديد ولاية اليونيفيل لمدة عام
- لبنان يطلب رسمياً من الأمم المتحدة تمديد ولاية -اليونيفيل- ل ...
- -حماس- تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في جريمة استهداف منتظري ...
- استدرجهم ثم خنقهم وقطّعهم.. إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصي ...
- البيت الأبيض يوصي بإنهاء تمويل تحقيقات جرائم الحرب
- الأونروا تطالب برفع حصار غزة وآلاف الأطفال يواجهون سوء التغذ ...
- مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يقتل 19 فلسطينيا في قصف استهدف ...
- اتفاقيات أميركية مع غواتيمالا وهندوراس لترحيل طالبي اللجوء
- إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصيّد ضحاياه عبر -تويتر-


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - الهوس بالمال