أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي














المزيد.....

تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مظاهرات واحتجاجات صاخبة ضد حزب النهضة التونسي، ورئيس الوزراء هشام المشيشي . قرر الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد عمل البرلمان لمدة ثلاثين يوما، ومنح نفسه السلطة التنفيذية لإدارة البلد .
ويبدو أن الانتقال السياسي الحالي يميل إلى القوى الليبرالية المناهضة للإسلاميين والمرتبطة بالدفاع عن علمنة الدولة ، بعد تجربة حزب النهضة الاسلامي في ادارة الحكم وتواصل اسلمة البلاد بوتيرة سريعة ، دون تقديم منجزات ملموسة لصالح قوى الشعب المتضررة والمحرومة.

يرى الإخوان المسلمين أن ما حدث في تونس "انقلاب" على شرعية البرلمان المنتخب والمسار الديمقراطي في البلاد .
وافتى اتحاد علماء المسلمين وهو الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان، الذي أسسه يوسف القرضاوي، بأن قرارات الرئيس التونسي "لا تجوز شرعا ولا أخلاقا !

وهكذا هم يتباكون على الديموقراطية التي كانوا يرفضوها ويعتبروها نهجا غربيا .
ان ماجرى في تونس ليست المرة الأولى ، ويبدو انها لن تكون الاخيرة التي تواجه الإخوان المسلمين ، والاسلام السياسي عامة، حيث سبق وأن اطيح برئيس الإخوان في مصر لنفس الأسباب .وإخفاقهم في الوصول إلى السلطة في دول أخرى مثل سوريا .
وكذلك موجة الاحتجاجات في العراق وتركيا ، ومظاهرات  متواترة في إيران ..
وهذا ناتج عن الخلط بين الدين والسياسة، والخطابات الديماغوجية للتنديد بمخاطر العلمانية التي ينظر إليها على أنها تهديد للقيم الاسلامية ، واسلمة الدولة .

إنّ الممارسة في إدارة الدولة قد كشفت عجز المتأسلمين عن تحقيق المشاريع الوهميه التي روّجوها تحت شعار الأمّة الإسلامية في مواجهة الدولة الوطنية ، وان الاسلام هو الحل ، الذي لم يكن مشروعا محددا" ، فبقي شعارا فضفاضا" غامضا" . .
انها شعارات غير قابلة للتحقيق،  وقد انكشف زيف الادعاءات من خلال التطبيق ، وكلّ المزايدات التي راهن عليها المتأسلمون قد آلت إلى الزّوال . فلا مشاريع العدالة الاجتماعيّة الموعودة تحقّقت، ولا الشورى التي ظلّ تصوّرها ضبابيّا في مواجهة النظم الديمقراطيّة ، ولا بدا الاقتصاد الإسلاميّ مشروعا بديلا واضح المعالم .
ففي ساحة الحكم انكشفت كل الاغطية والخطابات الرنانة ، وظهرت نواياهم وشعاراتهم غير القابل للتحقيق ، ولم يبق من اسلامهم الزائف الذي شرعنوا به مشروعهم للوصول إلى السلطة باي ثمن سوى أشلاء شعارات عاطفية، لا تقدّم مشروعا حقيقيا في السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع . واخذوا يعدّلون من مقولاتهم على وفق حاجات الحكم ومتطلبات الواقع وموازنات العلاقات الخارجيّة ونفوذ الدول الأجنبيّة.

وهكذا تخبّطت الحركات الاسلامية في عموميّات لا يمكن أن ترقى إلى مشروع تغيير جذري يمكن أن يحمل بوادر ثورة على الواقع او نهضة مأمولة .

 يضاف الى كل هذا وذاك اساليب القمع والعنف المفرط في مواجهة المشكلات المستعصية كما جرى في العراق ، مع تعميق  الانقسامات العرقية أو الطائفية فيه وفي دول اخرى .

تبقى الحقيقة واضحة لابس فيها أن مجتمعاتنا العربية هي مجتمعات علمانية ، تطالب بالمواطنة والحقوق المشروعة ، وكذلك الحال في ايران وتركيا والتي ما زلنا نسمعها اليوم في التظاهرات المستمرة الى يومنا الحاضر للتخلص من الخداع والزيف والشعارات الوهمية المخادعة .
ان الإسلام السياسي قد ارتبط في مجمله بالعنف والقتل والقسوة ، وانتشارالجريمة المنظمة .
وأن نموذجًا إسلاميًا للسلطة ، في إطار ديمقراطي ، اصبح غير قابلاً للتطبيق . 
فهل يمكن الحديث عن فشل الإسلام السياسي في الدول العربية؟

نعم ، وهذا ماشاهدناه في مصر ، كبداية ، ومن ثم في تونس ، وسبقهم في ذلك العراق ، حيث لم تحاول التشكيلات الإسلامية ممارسة اي عمل تنموي متقدم او فعال ليكون نموذجا او مشروعا لدولة ناجحة يحتذى به .

ان الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي، والتي يمكن وصفها بحركات ومظاهرات المواطنين ، قد فاجأت الكثير في كل من مصر والعراق ولبنان ، وليس آخرها تونس ودول أخرى ، تريد التغلب على الانقسامات العرقية والدينية التي نشرها وتبناها الاسلام السياسي ، وتؤكد على مسارها الوطني المتمدن ، وهي تمثل اكبر تحدي للنفوذ الاسلاموي المتقهقر . ولهذا السبب نجد ان العالم العربي يمكن أن يغير نفسه في غضون بضع اشهر او سنوات . نحن حقًا جزء من مستقبل واعد ، ومازال العمل جاريا والقصة لم تنته بعد .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهافت والتجهيل في الفضائيات العراقية
- المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في ...
- الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث
- القضية الفلسطينية. . المشكلة والحل
- التواصل الانساني من الإيماءات الى الهواتف الذكية
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو با ...
- فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها
- الاستغلال السياسي للدين والطائفة
- فنجان القهوة . . وماوراءه
- العلمو نورن
- في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
- هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
- استبداد الاغلبية
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي