أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادهم ابراهيم - الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة














المزيد.....

الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6932 - 2021 / 6 / 18 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


صدرعن دار الذاكرة للنشر والتوزيع - عمان ، رواية جديدة للكاتب والاعلامي العراقي عماد عبود ، بعنوان غلمان الكرات الطائشة .
تتناول الرواية ألاحداث المؤلمة التي عاشها العراق ما بعد الاحتلال الامريكي له عام 2003 ، وتطرح عمليات القتل والسطو من قبل ازلام النظام الجديد الذين جاءوا للانتقام اكثر من تطبيق نظرية خاصة لبناء دولة . كما يطرح باسلوب مبدع وسلس مشاكل عميقة عاشها المجتمع العراقي مثل أزمة المثقفين وهروب الاختصاصيين في مختلف المجالات العلمية والادبية والاجتماعية وكوادر الدولة المتمرسين الذين تركوا مقاعدهم لصالح غلمان الكرات الطائشة ، وهم حسب تعريف الكاتب ، الغلمان الذين لا يجيدون لعب كرة القدم و لا دور لهم في أي مباراة إلا أن يأتوا بالكرات عندما تطيش خارج الملعب، والذين استولوا على الملعب بعد أن جاء المحتل وشتت اللاعبين الأساسيين في كل أصقاع الأرض
وهو بذلك يشير الى الحكام الجدد الذين تم انتقائهم من الجهلة والمتخلفين .

ان الكاتب لم يكتب روايته هذه من البروج العالية ، ولا من تصورات ذهنية ، بل انطلق يفتش عن شخوصها واحداثها من مناطق متعددة من العراق وعلى الاخص العاصمة بغداد التي شهدت انتهاكات مريعة لكل القيم الانسانية ، لتكتمل الصورة في الرواية بخليط متميز من المرارة والمعاناة التي شهدها الشعب بكل اطيافه ، مع الواقع الذي عاشه الجميع . وقد جاءت في اطر من المعالجات الفنية السردية لتعطي لونا جديدا من الادب الواقعي .

يتسائل الكاتب عن ضياع الهوية ولو لفترة قصيرة حيث يفقد بطل الرواية ذاكرته نتيجة قساوة المشاهد المؤلمة التي مرت عليه

ان الكاتب يحمل غاية وأهدافا كبيرة في روايته هذه ، وهو يسبر غور الاحداث ليكتشف ماورائها من متناقضات حيث يبين بصريح العبارة "متطرفون في خستهم ومتطرفون في كرمهم "
تفضح الرواية بشكل لالبس فيه مقدار الدجل والشعوذة السائدة واستغلال الدين وبعض رجال الدين لتحقيق مصالح انانية لاتخدم الناس بل بالعكس اصبحت وبالا عليهم .
وللرواية وجوه متعددة وزوايا مختلفة ، فهي بهذا المنظور ليست سرد وقائع تاريخية ، بل تمثل ادانة واضحة لنظام الحكم نتيجة تعامله اللاانساني مع الناس على اختلاف مشاربهم .

لقد تحول الزمن في ظل هذا النظام الى ثقب اسود يبتلع الجميع .
ولكنه في نهاية الرواية يرى ضوءا في نهاية النفق بعد ان يفيق على انتفاضة الشعب في تشرين المجد ، " كنت مصيبا عندما قلت انها حالة موقتة . . هرولت تجاه المتظاهرين وصرت على خطوات من الشاعر ، انتظر ايها الشاعر انا لم اعد اخرسا . . انا انطق مثلك ! "
انه يسمع صوت الانتفاضة صوت الشباب الهادر في ساحة التحرير ولم يعد اخرسا كما كان طوال زمان القهر .
ان للرواية بعدا انسانيا وفضاءا يتنازع فيه الخير والشر ، الظلم والعدالة . هذه العدالة المفقودة امام الكم الهائل من الاستلاب والقهر الذي يغلف حياة الناس .
 ان الكاتب في روايته هذه يطرح مجموعة من القضايا السياسية والدينية والاجتماعية ، وقد نجح نجاحا باهرا في طريقة السرد وابراز الاحداث . وهو في ذلك يعلن صراحة عن ادانته لكل المواقف المنافية للخلق الانساني القويم .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث
- القضية الفلسطينية. . المشكلة والحل
- التواصل الانساني من الإيماءات الى الهواتف الذكية
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو با ...
- فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها
- الاستغلال السياسي للدين والطائفة
- فنجان القهوة . . وماوراءه
- العلمو نورن
- في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
- هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
- استبداد الاغلبية
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادهم ابراهيم - الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة