أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ادهم ابراهيم - فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها














المزيد.....

فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6880 - 2021 / 4 / 26 - 16:45
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


فاجعة مستشفى إبن الخطيب اسبابها وتبعاتها

حريق مستشفى إبن الخطيب لم يكن قضاء وقدرا ولم يكن نتيجة سوء الطالع . بل هو نتيجة تراكم سلبيات وتقصير حكومات مابعد الاحتلال الامريكي للعراق ، وهنا يمكن تكييف هذا الحدث بجريمة قتل جماعية تسببا .
ويأتي ذلك من نظرة الحكومة الى المواطن النابعة من توجهات احزابها في اهماله ، واعتباره تابعا لها . بل ان كثير من المسؤولين ينظرون اليه نظرة دونية ، ويظهر ذلك جليا من خلال تعاملهم اليومي مع المواطنين في المحافظات كافة .  
ان حريق مستشفى ابن الخطيب قد تسبب في موت اكثر من  90 مواطنا واصابة اكثر من 170 بين مريض وطبيب وكوادر مساعدة ، وهو حدث مؤلم يدمي القلب .
لقد عبر الشعب عن غضبه للوهلة الاولى في مواقع التواصل الاجتماعي ، خصوصا بعد ان قام رئيس الوزراء بسحب يد وزير الصحة بدلا من اقالته وتحويله الى المحاكم المختصة لتقاعسه واهماله في مراقبة دوائر الوزارة والمستشفيات وهذا من صلب واجباته .
ولكن المحاصصة وتوزيع الوزارات على الكتل قد جعل محاسبة الوزير امرا مستحيلا . وهناك من غرد بان الوزير قد جاء نتيجة الكتلة الاكبر .
هكذا يصرحون دون اي اعتبار لارواح الناس وقد نسوا او تناسوا انهم جاءوا لخدمتهم وليس العكس .
ان هذه الكارثة المفجعة ماكانت لتحصل لو كان في المستشفى خراطيم مياه للحريق او طفايات يدوية او منظومة انذار مبكر .
ولو كان في المؤسسات الصحية صيانة دورية اسوة بما متبع في دول العالم المتقدم والمتخلف لما حصدت النيران كل هذا العدد من الابرياء . ولكن الاستهتار بارواح المواطنين والفساد المستشري في كل مرافق الدولة هو من الاسباب المباشرة لمثل هذه الحوادث الكارثية .
ان المسؤولية هنا ليست تقصيرية ، بل انها نتيجة خلل بنيوي في نظام الحكم القائم على ميليشيات مافيوية تعيث في الارض فسادا ، وجعلت من العراق دولة فاشلة بكل المقاييس . وما الرئاسات الاربعة ، وبقية المسؤولين الحكوميين الا واجهة كارتونية غير فاعلة .
وان ادارة الحكم الفعلي بكل تفاصيله تقوم به ميليشيات تحت مسميات مقدسة !

اننا امام فاجعة تختزل كل مآسي الشعب العراقي نتيجة تسلط حكومات تشكل من خارج الحدود وتقوم على اسس طائفية ومحاصصاتية .

لماذا وصل العراق الى هذا الحد من التسيب والدولة الفاشلة ؟ ولماذا يقتل ابناءنا وبناتنا يوميا بمثل هذه الطرق البشعة . .  ولماذا تم افقار الشعب ومواردنا النفطية تكفي لاربع دول مثل العراق .

رغم انتفاضات الشعب اليومية في كل مكان فلا احد يكترث ، لا بل تقمع بالحديد والنار وبقسوة لامثيل لها . . رملت نساء وتيتم اطفال وجاع الشعب وحرم من الماء والكهرباء ومن ابسط المستلزمات الصحية ، والتلاميذ  يفترشون الارض بعدما هدمت مدارسهم ، والمستشفيات اصبحت خارج الخدمة لانعدام الرعاية الصحية الاساسية نتيجة السرقات والفساد المستشري .

ان الاوضاع قد وصلت الى حافة الانفجار ، ومازال قادة الاحزاب يتحدثون عن انتخابات لاتمثل ارادة الشعب لكثرة التزوير والترهيب والتهجير . والشعب يفقد كل يوم كوكبة من المواطنين الابرياء . .  والدول الاقليمية والمتجاوزة على اراضينا وشعبنا تتشفى ،  بل ان بعضها يساهم في افقار الشعب والانتقام منه .

أن الفجوة بين السلطة والشعب في تزايد مستمر بسبب كثرة النوائب والفواجع .
والألم الشعبي في تصاعد  نتيجة الكوارث المستمرة دون انقطاع كارثة تجر اخرى والشعب صابر مسكين جراء سياسات حكومية فاشلة واخرى انتقامية .
ان الاخطاء القاتلة والتجاوزات المتراكمة ستكون نقطة انطلاق لانتفاضة شعبية استكمالا لانتفاصة تشرين ، حتى يحقق الشعب طموحاته في حكومة عادلة تعنى بشؤون المواطن لا حكومة تبتزه وتستعبده ، بل لاتكترث لموته .

الرحمة للشهداء والخزي والعار لكل من ساهم في هذه الجريمة النكراء بفعل او بامتناع عن فعل .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستغلال السياسي للدين والطائفة
- فنجان القهوة . . وماوراءه
- العلمو نورن
- في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
- هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
- استبداد الاغلبية
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني


المزيد.....




- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها
- أبرز ردود الفعل الإيرانية بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية ...
- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ادهم ابراهيم - فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها