أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ادهم ابراهيم - فشل النموذج الامريكي للديموقراطية














المزيد.....

فشل النموذج الامريكي للديموقراطية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 11:11
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الديمقراطية هي نظام سياسي بمؤسسات ، يسمح للمواطنين بالتعبير عن توجهاتهم في اختيار ممثليهم في السلطة التنفيذية والتشريعية .
وبذلك فان الشعب يساهم في عملية صنع القرار السياسي عن طريق ممثليه .
وهي تختلف عن الأنظمة الأوتوقراطية التي تصادر حرية الفرد ، وتحتكر سلطة اتخاذ القرار .

هذا تعريف عام للديموقراطية . ولكننا نجد في حقيقة الامر ان كثير من السياسيين يجدون صعوبة في تنفيذ وعودهم ، فتزداد الهوة بين الحكومة والمواطن الذي يشعر بان السياسيين قد خذلوه ، نتيجة خدمتهم لفئة قليلة من الناس .

يقول آل غور في كتابه "المستقبل" "إن السياسيين ضعفاء ، ومختلون وظيفيا ، وخاضعون لمصالح الشركات" .

فغالبا ما تستخدم الشركات النظام السياسي لتأمين مصالحها ، من خلال تمويلها للحملات الانتخابية أو جماعات الضغط بميزانيات كبيرة ، ولذلك نجد ان اختراق الشركات للسياسة اصبحت ظاهرة راسمالية تدفع باتجاه سياسات استحواذية وكارتلات ضخمة .

كما نجد الحركات الشعبوية المناهضة للفكر الليبرالي قد استغلت الديموقراطية فاخذت بالتصاعد ، وقد تؤدي الى انهيار سلطة القانون . 
ومايثر القلق أن الدول ذات الديمقراطيات العريقة قد اهتزت من قبل القوى السياسية الشعبوية التي ترفض المبادئ الأساسية للديموقراطية الليبرالية مثل مبدأ فصل السلطات ، وضمان حقوق الشعب بكل فئاته . اضافة الى استهدافها للأقليات في تعاملاتها التمييزية .

وتشهد الولايات المتحدة كل هذه المظاهر المنافية لروح الديموقراطية، "بالرغم من ادعائها بانها رائدة الديموقراطية في العالم"  بعد ان سيطرت الحركات الشعبوية والشركات الكبرى على مفاصل العملية الديمقراطية فيها ، وصادرت كل مميزاتها .
يقول جورج نادر ان الديموقراطية في امريكا اصبحت ضعيفة ومتهالكة . ديمقراطية تسيطر عليها  الشركات ، التي تتحكم بكل مفاصل الحياة السياسية .

كما نشرت مجلة "تايم" الأسبوعية الأمريكية تعليقا تحت عنوان "أزمة فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة فشل للديمقراطية"، كشفت فيه الأسباب العميقة التي أخفقت بسببها الحكومة الأمريكية والكونغرس في رعاية مصالح  الجمهور أثناء مكافحة الوباء .
وان هذه الأزمة لا تتمثل في فشل آلية الصحة العامة الأمريكية، وإنما في فشل النظام الديمقراطي .
وأكد التعليق أن الحكومة الأمريكية حكومة يحكمها عدد قليل من الناس، فيما تخدم أقل القليل من الأشخاص. لذلك يعاني الشعب الأمريكي من محن كثيرة . 

وقد أثارت تصريحات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بشأن حدوث "تزوير" في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية انقساما واضحا في المجتمع الامريكي ونكسة للديموقراطية فيها .
وتصاعدت أجواء التوتر والقلق نتيجة شكوكه في نتائج الانتخابات الرئاسية ، رغم فوز منافسه جو بايدن .
واتهم الديمقراطيين "بمحاولة سرقة الانتخابات" .
وبالمقابل هدد بايدن باللجوء الى القضاء اذا ماعرقل ترامب تسليم السلطة بسلاسة .

هذه هي الديموقراطية الامريكية التي سعت اداراتها لترويجها في منطقة الشرق الاوسط .
وباشرت هذه المهمة عند احتلالها للعراق تحت ذريعة نشر الديموقراطية ، ولكن على طريقتها . حيث قدموا احزابا دينية طائفية وقومية لتقود العملية السياسية ، فاستأثرت بالانتخابات على مر السنين عن طريق تشريعات ظالمة تضمن بقائها في السلطة ، وتشكيل مفوضية غير مستقلة للانتخاب تتالف من اعضاء حزبيين ، كما تم تزوير ارادة الناخبين في اغلب المناطق ، حتى حرموا العناصر الوطنية والكفوءة من الوصول الى البرلمان . كل ذلك لضمان مصالح الكتل والاحزاب الحاكمة التي نهبت اموال وممتلكات الدولة ، وخربت الصناعة والزراعة ، وتوقفت عن تقديم الخدمات العامة للمواطنين على عموم العراق .

اذا" هذا هو النموذج الامريكي للديموقراطية الذي بشروا به وارادوا تعميمه على كل المنطقة العربية ، لتقسيم المقسم . حيث صرح جميع رؤوساء الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 2003 بانهم سيبنوا تجربتهم الديموقراطية الجديدة في العراق لتكون نموذجا فريدا في المنطقة العربية والشرق الاوسط .

لقد ثبت من خلال الواقع ان الديمقراطية الامريكية محكوم عليها بالفشل لانها ديمقراطية مزيفة ادت الى تجزأة المجتمع ، كما ستنهار تجربتها "الديموقراطية" في العراق لانها وضعت على وفق اسس تقسيمية واهية لاتستجيب لمتطلبات الشعب العراقي .

اننا نرفض الديموقراطية على وفق النموذج الامريكي لكونها شكلية وغير منصفة ، الا اننا مازلنا بحاجة  الى ديموقراطية مبنية على اسس عادلة حتى يكون الشعب كل الشعب جزءً لا يتجزأ من عملية صنع القرار السياسي.

ان حاجتنا لديمقراطية عادلة تستند على  ضرورات حضارية ووجودية، حيث تعد واحدة من أهم الحلول لمشاكل المجتمع ، وبالتالي فهي ليست خياراً مطروحاً نأخذه، أو نتركه بل هي نظام حياة متكامل.

ولكن لاينبغي اختزال الديموقراطية بالجانب السياسي او بصناديق الاقتراع فقط بل يتوجب سن تشريعات تنظم مؤسسات المجتمع المدني ، وتوفر الفرص المتاحة أمام الجميع، مع الالتزام بمبادئ العدل والانصاف .
ولذلك فاننا نريدها ديموقراطية حقيقية تستند على المساواة من خلال منظومة اجتماعية متكاملة تراعي كل الطبقات والطوائف والقوميات ، لاديموقراطية شكلية .

حيث لا يمكن تصور ديموقراطية بلا عدالة اجتماعية حيث انهما متلازمتان وجودا وعدما .

ومن هذا المنطلق يجب تصحيح المفاهيم الديموقراطية الحالية التي اصبحت عبئا على المواطن . وربطها  بتطلعات المواطن في التوزيع العادل للثروة . فهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الديموقراطية الشعبية بعيدا عن النموذج الامريكي المهزوز الذي ثبت فشله . 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
- اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
- ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
- التغلغل الايراني التركي في المنطقة
- الملابس والهوية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ادهم ابراهيم - فشل النموذج الامريكي للديموقراطية