أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية















المزيد.....

اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادهم ابراهيم 

في خلافها الحاد مع لينين كانت المناضلة الماركسية روزا لوكسمبورغ محقة حول اهمية الديموقراطية وعلاقة الحزب بالشعب ، فكانت ترى عن حق ان فرض الارادة على الشعب نوع من الارهاب . وهكذا سقط الاتحاد السوفياتي دون اي محاولة من الشعب لانقاذه . لان الحزب كان سلطويا . 
وهكذا هي الاحزاب الايدولوجية في الدول العربية ، حيث سقطت في فخ السلطة بديلا عن الشعب .
وظل الفكر العقائدي العربي اسير انظمة استبدادية تستمد شرعيتها من احزاب قومية تتحدث باسم  الجماهير الشعبية ، فتحولت التنظيمات الحزبية الى اجهزة قمعية بيد السلطة الحاكمة التي
احتكرت العمل السياسي بعيدا عن النخب الشعبية من مفكرين ومناضلين .
وقد رافق السلوك الديكتاتوري هذا
عقودا من الفساد الاداري والسياسي ، فاصبحت السلطات الحاكمة بعيدة كليا عن مصالح وتطلعات الجماهير العربية .

اضافة الى انتشار المحسوبية ، والبطالة وتجاهل حقوق الانسان نتيجة الملاحقات الامنية والمخابراتية للمعارضين . ورافق  ذلك تزوير الانتخابات ، وعدم مصداقية الشعارات والاهداف المعلنة ، حيث ان واقع الحال يدحض الشعارات الثورية الطنانة التي ابتلى بها المواطن العربي . مما سحق كرامة الشعوب العربية وجعلها تعيش في حالات غضب دائم تجاه هذه الانظمة .

وجرى تقسيم  ثروات البلاد على كبار القادة الحزبيين والعسكريين والعوائل المقربة ، وحرمان الجماهير منها الا بالنزر اليسير ، فحرمت الطبقات الفقيرة من العيش بكرامة .  
وانقسم المجتمع الى طبقة سياسية مرفهة وطبقة فقيرة معدمة تمثل السواد الاعظم من الشعب .

كما شكل الحكم الفردي المستند
على الحزب الواحد نموذجا للاستئثار بالسلطة وعدم التخلي عنها لاي سبب كان .

وقد ساعدت التقاليد والافكار المتوارثة على فرض التعايش مع الاستبداد والرئيس الواحد ، والقائد الاوحد . .

وهذا هو ديدن اغلب الانظمة العربية قبل سقوطها في انتفاضات الربيع العربي وماقبله .

أن انفتاح الشارع العربي على التجارب العالمية في السياسة والفكر والاقتصاد قد اعاد الوعي للشعوب العربية . فاصبحت أكثر فاعلية نتيجة وسائل التواصل الاجتماعي ، التي مكنت الشباب من تبادل الخبرات والمعلومات والتنسيق فيما بينهم .

وبذلك فان مبررات ثورات الربيع العربي كانت تتفاعل في ضمير الشعوب العربية منذ امد ليس بالقصير ، نتيجة الاستبداد وفشل الانظمة في معالجة المشاكل  السياسية والإقتصادية والإجتماعية لشعوبها التي سبق ذكرها .
فاندلعت الثورات كحركات احتجاجية سلمية بادئ ذي بدء ، ثم اجتاحت  العالم العربي موجات التغيير مطالبة بالحرية والديموقراطية ، ودولة المواطنة .

ولكن هذه الثورات الشرعية والعادلة قد تم استغلالها من قبل الاسلام السياسي الذي سارع بركوب الموجة بتبني النهج الديموقراطي . .ساعدته ودعمته دول غربية معروفة ، حتى اصبح البديل الرسمي والشعبي الظاهري عن الانظمة العربية .
فانتكست الثورات نتيجة تصاعد الاستقطاب الديني الطائفي بعد عمليات واسعة لتغيير السلوك العربي من مبدأ المواطنة الى الطائفة ، فتصاعد الخطاب الطائفي  مع تنامي تدخلات الدول الغربية والاقليمية ، بهدف الاستيلاء على مصادر الطاقة من النفط والغاز ، وضمان امن اسرائيل .

وكان الفاعل الرئيس لهذا التحول الحركات والتنظيمات الإسلامية الطامعة بالسلطة ، ومحاولتها السيطرة الشاملة على المنطقة بطرح شعارات مظلله هدفها التمويه على مطالب الشعوب الحقيقية .

ونتيجة لذلك ، زادت الصراعات المحلية ، كما تفاقمت المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الى درجة باتت تنذر بتفكك بعض الدول العربية ، بعد تحولها إلى دول فاشلة وظيفياً .

وهكذا عمت الفوضى في المنطقة العربية وعاد الاستبداد السياسي بوجه جديد اكثر من السابق باسم الدين والطائفة والمقدسات المزعومة ، وقد ادى هذا النهج الى شيوع الجهل وفساد الأخلاق و انحراف رجال الدين عن جوهر العقيدة الدينية السمحاء .

هذا هو واقع حال الدول العربية اليوم ، حيث بدل الإسلام السياسي الهوية الوطنية بالهويات الطائفية الجزئية ، التي ترفض الآخر ، للاستحواذ على الثروة والسلطة مما جعل الانتماء الوطني يذوب داخل الانتماءات الجزئية .

ان الاسلام السياسي الذي مني بهزيمة تاريخية في مصر ، قد شهد تراجعا تنظيميا وسياسيا مستمرا في بقية الدول العربية ، خصوصا بعد انهيار الدولة الاسلامية الراديكالية في العراق وسوريا . وقد تمظهر ذلك في العراق حين انتفض الشعب على الاحزاب الاسلامية الحاكمة في تشرين /اكتوبر من العام الماضي ، وهناك تراجع شعبي ملحوظ للاسلام السياسي على عموم الدول العربية في الفكر والسلوك الاجتماعي .

كما ان هناك تراجعا ملحوظا من الولايات المتحدة والدول الغربية في دعم الحركات الاسلامية ، الذي امتد لسنوات .

وقد ساعد على تراجع الحركات الاسلامية ايضا ، عدم قدرتها على تجديد الخطاب الاسلامي التقليدي .

تتميز مرحلة مابعد الاسلام السياسي ببروز شرائح شبابية واعية لاترفض الدين الاسلامي ، ولكنها ترفض الخلط بين العقائد الدينية للفرد مع مشروع الدولة الحديثة التي تستند على الادارة العلمية والتوزيع العادل للثروة .
 
ان العمل على مشروع سياسي استراتيجي جديد قد اصبح ملحا اكثر من اي وقت مضى . على ان يتم وفق برنامج سياسي يستند على الفكر الوطني الديمقراطي البعيد عن تقديس الفرد . ويؤمن بتبادل السلطة والتعددية الثقافية ، واحترام الرأي الاخر . اضافة الى تحديد حقوق وواجبات المواطن . ويستند على دستور حديث يضمن تحقيق المساواة لكل فئات المجتمع .

ان الايمان بالوطنية لكل دولة عربية لا يتعارض مع الروابط العربية المشتركة البعيدة عن الشوفونية . روابط تستند على نظام عربي جديد بديل عن النظام القديم القائم على هياكل شكلية كالجامعة العربية والمنظمات والاتحادات العربية القائمة . نظام ديناميكي فاعل ، يحتوي الخلافات العربية والاقليمية ، ويتفادى النزاعات المسلحة . نظام يرفض الاستبداد ، ويقوم على مبدأ الاقتصاد والمصالح المشتركة .

ان هناك مصلحة عامة في  تضامن الدول العربية على وفق أرضية مشتركة تجمعهم في كل مايتعلق بالسياسة والحياة الاجتماعية والاقتصادية ، اسوة بالسوق الاوربية . وبعيدا عن العقائد  المظللة التي اقتصرت على شعارات وهمية لامكان لها في ارض الواقع ، ولم نجن منها سوى الاستبداد والخذلان . 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
- اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
- ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
- التغلغل الايراني التركي في المنطقة
- الملابس والهوية
- اغتيال الفكر الوطني
- مشروع ضم اراضي فلسطينية
- شيوع الايمان بالمؤامرة
- نكسة حزيران بداية نكوص العرب
- نشأة العقائد اليهودية
- الخيارات المتاحة امام الكاظمي


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية