أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟















المزيد.....

هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6677 - 2020 / 9 / 15 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل مدة نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرا  بعنوان نهاية الامل في الشرق الاوسط . اعده الباحث ستيفن كوك ، يرسم صورة جديدة وقاتمة عن الشرق الأوسط ، حيث يتوقع انهيار دول في المستقبل القريب . 

وأوضح أن الجماعات المسلحة في الدول التي وصفها كوك بأنها على وشك الانهيار مثل "ليبيا، اليمن، سوريا، العراق"، من المرجح أنها لن تصل الى نقطة إلقاء السلاح، ولا يزال البعض يرى أنه يمكن تجزئة بعض هذه الدول .  
وهذا التقرير ليس تخمين من الباحث ، وانما يستند على معطيات وخطط كانت مرسومة منذ امد للوصول الى هذه النتيجة .
كما ان بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في عهد كارتر، كان قد تبنى نظرية تقسيم الدول العربية والشرق اوسطية . وهي نفس نظرية هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق .

في كتابه "الخروج من فوضى   الأزمات في منطقة حوض المتوسط "، يؤكد الباحث الفرنسي، جيل كيبل، أن منطقة الشرق الأوسط لم تستقر على حال قط، وأنها شهدت حالات متكررة من التصعيد السياسي والعسكري إلى درجة أضحت الحرب في أبعادها السياسية والعسكرية والدينية هي العامل المهيمن في تاريخها الحديث.
(انتهى) .

ان كل مراقب للوضع المضطرب وحالة الحروب غير المعلنة في المنطقة يدرك انها لاتقتصر على الدول العربية فقط بل تشمل ايضا كل من تركيا وايران نتيجة تدخلهما في كثير من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا . وبالتالي فانهما غير بعيدتان عن التحليلات الراهنة حول مشاكل ومآل دول الشرق الاوسط .

ان مايجمع هذه الدول كلها هو عامل الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي الذي ادخل الى المنطقة واضعف الروح الوطنية ، اضافة الى صراع المصالح ألاجنبية الذي جعل حضورها ظاهرا بقوة بسبب الطاقة (النفط والغاز) .
كل ذلك دفع كثير من الباحثين للاعتقاد بان الفوضى القائمة بالشرق الاوسط وشمال افريقيا ستؤدي الى اعادة رسم خارطة الدول بعد تقسيمها . حيث ينظر بجدية الى تنفيذ المخططات المعلنة وغير المعلنة في السيطرة على مصادر الطاقة من جهة وضمان امن وسلامة الدولة الصهيونية من جهة اخرى .

وهذا مالاحظناه فعلا بعد ثورات الربيع العربي من تغيير السلوك الشعبي الوطني والقومي وتحويله الى الطائفية والمذهبية وجعلها الهوية الجديدة للناس في كثير من الدول  العربية .
وتم البدء بتنفيذ ذلك عند الاحتلال الامريكي للعراق . ومازالت احزاب المحاصصة الطائفية مستمرة في تقسيم المجتمع العراقي على الرغم من مقاومة الشعب لها .

وجرى تجربة هذا المخطط في مصر عن طريق احداث فتنة بين المسلمين والاقباط . وبوعي الشعب المصري تم احباط هذا المشروع . ومازالت محاولات اعادة انتاج هذه الفتنة مستمرة الى الوقت الحاضر وبطرق متعددة .
كما جرت ، وتجري محاولات عديدة لاحداث فتن طائفية في تونس يتم احباطها في كل مرة .

اما سورية فمازالت تعاني من حروب اهلية طائفية وقومية مفتعلة . بعد شيطنة الربيع العربي وتغيير اهدافه التحررية .

واحدث شاهد على محاولات تقسيم
الدول العربية مايجري حاليا في ليبيا وتقسيمها عمليا الى شرقية وغربية (بنغازي وطرابلس ) .
وهناك محاولات متعددة في الاردن والجزائر والسودان . ولم تسلم السعودية ودول الخليج العربي منها .

ان نشر الفوضى واثارة النعرات الطائفية كان بهدف اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط على غير ما اتفق عليه في اتفاقيات سايكس بيكو ولوزان . ويستند المشروع الجديد على استغلال التنوع الطائفي والعرقي في المنطقة .

ورغم المحاولات المتكررة لاثارة النزاعات والفتن ، الا انه تعذر تقسيم الدول العربية بشكل عام . كما اثبت الواقع ان تقسيم المنطقة على اسس عرقية وطائفية  سوف لن يجد نفعا ، ولن يحقق النتيجة المرجوة منه . بل اصبح مستحيلًا في بعض الدول العربية ، حيث هناك العديد من الاعراق والطوائف  تعيش بعضها مع البعض في نفس المدن ، ويتعذر فصلهم ، او نقلهم الى اماكن اخرى .

ومع ذلك فان هذا لم يمنع من محاولات مستمرة لتقسيم بعض الدول العربية مثل اليمن التي انشطرت فعليا الى نصفين نتيجة التدخلات الاقليمية والاجنبية والحرب الأهلية المستمرة فيها . 

وكذلك في سورية حيث ادت  الحرب الاهلية الى قطيعة شبه نهائية بين الاطراف المتنازعة ، نتيجة التدخلات الدولية والاقليمية الطامعة بالنفط ، والصراع حول انابيب الغاز المارة في اراضيها ، اضافة الى ضمان امن اسرائيل .  .

وان الاستقواء بالاجنبي لم يقتصر على سوريا فقط ، بل ان بعض دول الشرق ألاوسط وشمال افريقيا تعاني من ازمات نتيجة استعانة قادتها بالاجنبي على حساب مصالح شعوبها ووحدة اراضيها .

وفيما يتعلق ببقية الدول العربية التي تشهد اضطرابات وفوضى نتيجة السلوك الطائفي للاحزاب الحاكمة فيها ، فأنه من السابق لأوانه الحديث عن تقسيمها ، ففي العراق ولبنان مثلا برهنت انتفاضتي تشرين /اكتوبر فيهما على قدرة الشعوب العربية على مقاومة مخططات التقسيم ، وراهنت على عودة الوعي العربي والهوية الوطنية على حساب الولاء الطائفي الذي انخدع فيه كثير من الناس ابتداء" .
أن الحدود التي رسمتها اتفاقيات مابعد الحرب العامة الأولى في المنطقة العربية قد اصبحت حقيقة واقعة شأنها شأن الدول الاوروبية، ومن الصعب تغييرها دون ردود فعل عنيفة . وان تبعات اعادة رسمها ستكون بالغة الخطورة ليس على المنطقة حسب بل على العالم اجمع . لانها ستكون كالرمال المتحركة ولن يسلم احد منها .

ان دول المنطقة العربية على اختلافها وتنوعها الديموغرافي ، فان لديها قواسم مشتركة تجمعها وتحافظ على تماسكها الوطني ، كتاريخها الوطني والثقافي المشترك ، إضافةً إلى اللغة والمصالح الاقتصادية .
أن التماسُك الوطني للدول العربية يعطيها قوة ورفعة للمضي قدما ، ومازال اطار الدولة الواحدة يمثل وعاء لكل الاطياف والمكونات .
ونأمل أن يتواصل الوعي بخطورة الاطروحات الطائفية الهادفة الى تقسيم وتمزيق المجتمعات العربية ،خصوصا بعد ان نزل الشباب إلى الشارع مطالبين بوطن يحميهم ويجمعهم .
وان محاولات التفتيت والتقسيم سوف لن تكون امرا حتميا امام ارادة الشعوب المتطلعة الى الحرية والتعايش الانساني المتمدن .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
- اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
- ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
- التغلغل الايراني التركي في المنطقة
- الملابس والهوية
- اغتيال الفكر الوطني
- مشروع ضم اراضي فلسطينية
- شيوع الايمان بالمؤامرة
- نكسة حزيران بداية نكوص العرب
- نشأة العقائد اليهودية
- الخيارات المتاحة امام الكاظمي
- زراعة الشرائح الالكترونية والاخ الاكبر
- سمات المجتمع العراقي . . وعودة الوعي
- سياسيو السلطة بين الأقوال والافعال
- اسباب انتشار covid19 في مناطق دون اخرى
- مصطفى الكاظمي وكابينته الوزارية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟