|
الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 13:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر المسيرة مازالت مستمرة منذ ألاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 والى يومنا الحاضر ، اصبح نظام الحكم في العراق مجرد اقطاعيات ميليشياوية فاسدة ، بددت وسرقت مليارات الدولارات من ميزانيات الدولة ، اضافة الى اتاوات الاحزاب ومكاتبها الاقتصادية في ابتزاز المواطنين والاستحواذ على الموارد الحدودية اضافة الى النفط السائب دون رقيب . ولم نشهد اي منجز لصالح الطبقات الفقيرة والمعدومة من الشعب العراقي حتى اصبح اكثر من 40% من السكان دون خط الفقر في بعض المناطق . بل تم تخريب الصناعة والزراعة والتعليم ، وانعدمت الخدمات العامة من ماء وكهرباء في كثير من المناطق ، ناهيك عن المتطلبات الصحية والاساسية . حتى وصل الشعب إلى مستوى من الظلم لم يعد بإلامكان تحمله. وفي خضم هذا الظلم والخراب اضافة الى الفقر والقهر ، ظهر جيل جديد من الشباب المؤمن بالوطن وبعدالة قضيته واستحقاقه من الثروة التي يزخر بها البلد . فخرجت طليعة من الشعب بانتفاضة عارمة لم تطالب بالخدمات الاساسية فقط بل طالبت بوطن حر مستقل ، واسقاط نظام الحكم الفاسد . فاندفع الشباب في الاول من تشرين / اكتوبر 2019 في انتفاضة عظيمة اجتاحت المدن في جنوب العراق ووسطه اضافة الى العاصمة بغداد ، حيث اصبحت ساحة التحرير والمطعم التركي رمزا وطنيا لانتفاضة شعب ثار على من خدعوه من احزاب وميليشيات عميلة حكمت تحت غطاء الديموقراطية المشبوهة والانتخابات المزورة وبشعارات دينية زائفة . واستمرت هذه الاحتجاجات العفوية لاشهر عديدة رغم جرائم السلطة ومحاولاتها اليائسة لقمع الانتفاضة . فاعطى الشباب الثائر خلال الايام الثلاث الأولى من الانتفاضة اكثر من سبعين شهيدا ، ثم استمرت حكومة عادل عبد المهدي ومن ورائها الاحزاب الفاسدة العميلة في استخدام العنف المفرط حتى بلغ عدد الشهداء والمغيبين اكثر من الف شاب في عمر الزهور . وعدد الجرحى والمعوقين اكثر من 30 الف . واستمرت اغتيالات الناشطين والناشطات حتى بعد توقف الانتفاضة نتيجة جائحة كورونا . . كما تم اغتيال العديد من المثقفين المساندين للانتفاضة . ولم يتحرك العالم (الحر) لوقف هذه المجازر المستمرة لاسكات الناشطين ، والنخب الوطنية العراقية . كما لم تتحرك امريكا وحلفائها الا بعد ضرب السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء . ويبدو ان الامريكان قد امتعضوا لان من جلبتهم الى السلطة من الرعاع والفاسدين قد آثروا الاستحواذ على موارد البلد مع كبيرهم القابع في طهران وزمرته .
هكذا انتفض الشعب العراقي في الشوارع والساحات العامة وكانت ثورة شعبية رائعة هزت كراسي الفاسدين واسقطت رئيس وزراءهم خادم الاجنبي . واجبرت الاحزاب وميليشياتها العميلة لاستبدال مفوضية الانتخابات ، والاقرار بمطالب الشعب في انتخابات مبكرة تقوم على الدوائر الانتخابية المتعددة للخلاص من هيمنة الأحزاب الفاسدة العميلة .
والاكثر من هذا وذاك ان الانتفاضة التشرينية الباسلة قضت على الطائفية وكسرت حاجز الخوف عند الجميع ، بعد عودة الوعي الوطني العراقي ، فأصبح المد الشعبي قويا ، ويتقوى يوما بعد يوم نتيجة رفده باجيال جديدة تتطلع الى فجر عراق جديد ومستبقل زاهر .
إن المتظاهرين السلميين مقتنعون تماما بأن استمرارية الانتفاضة وتصعيدها هو الخيار الاوحد للانتصار الناجز على السياسيين الذين جاءوا على الدبابات الامريكية واصبحوا دمى بايدي حكام طهران .
ان انتفاضة أكتوبر المستمرة تمثل نقلة نوعية في تاريخ العراق الحديث ، وقد اعطت درسا في اساليب النضال والاحتجاج الجماهيري السلمي ، وفي حجم التضحيات الجسام التي قدمتها .
في الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة ندرك جيدا ان ماتم تحقيقه لايمثل سوى مقدمات نحو تحقيق الاهداف السامية للشعب المنتفض ، وان التضحيات الجسام التي قدمت يجب ان تكافأ بمنجزات ثورية للتخلص نهائيا من الميليشيات المافيوية المتحكمة بمقدرات الناس ومستقبلهم .
ان تجديد الانتفاضة في عامها الثاني يتطلب تحشيد مزيد من الجماهير الغاضبة والارتقاء الى مستوى الاهداف والشعارات السامية التي خرجت الانتفاضة لاجلها ، وادامة زخم الاحتجاجات للخلاص نهائيا من الطغمة الحاكمة الجاهلة ، ومن يقف ورائها ، وتحقيق الاستقلال الناجز للعراق وطننا المبجل وبيتنا الذي يأوينا .
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
-
الحسد وصيبة العين
-
هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
-
تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
-
ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
-
سياسة التطبيع مع اسرائيل
-
اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
-
اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
-
اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
-
ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
-
التغلغل الايراني التركي في المنطقة
-
الملابس والهوية
-
اغتيال الفكر الوطني
-
مشروع ضم اراضي فلسطينية
-
شيوع الايمان بالمؤامرة
-
نكسة حزيران بداية نكوص العرب
-
نشأة العقائد اليهودية
-
الخيارات المتاحة امام الكاظمي
-
زراعة الشرائح الالكترونية والاخ الاكبر
-
سمات المجتمع العراقي . . وعودة الوعي
المزيد.....
-
من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو
...
-
من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي
...
-
لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
-
بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس
...
-
بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
-
ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
-
إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب
...
-
الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
-
-بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
-
لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|