أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل














المزيد.....

انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل

بعد أكثر من عام على انتفاضة الشباب التشرينية ، تم رفع الخيم من ساحة التحرير في بغداد ، وفتحت الشوارع لإعادة حركة السير .
وساحة التحرير كما هو معلوم تعد موقعا رمزيا للانتفاضة .

وقد سيطر جو من الإحباط على بعض الناشطين نتيجة فض اعتصام التحرير بالقوة ، ولكن الانتفاضة استمرت في البصرة حيث تم قمعها بالقوة باستخدام الرصاص الحي ، وكذلك في مدينة الناصرية ، التي مازالت جذوتها تتقد باستمرار رغم محاولات اطفائها بالعنف المفرط . 

تحاول بعض الاحزاب الحاكمة وميليشياتها المارقة تسويق القناعة بانتهاء وموت الانتفاضة، عبر الإشارة إلى أن هناك من باعها بالدولار او بمراكز وظيفية في حكومة الكاظمي او انقطاع الدعم الشعبي عنها .

وهنا يتبادر الى الذهن ما الذي يجعل ثورة واحدة تنجح واخرى تفشل؟ ولماذا يحقق البعض أهدافًه من خلال الانتفاضة ، بينما يخفق الآخر في تحقيق مطاليبه؟
وانتفاضة تشرين العراقية هل مازالت جذوتها مشتعلة رغم مظاهر القمع والنكوص الظاهرة ، ام انها انطفأت واكتفت بتحقيق بعض مطالبها ، واذا فشلت ما هي اسباب تراجعها...؟

قبل كل شئ يجب التفريق بين الانتفاضة والثورة ، فالاخيرة تكون نتائجها سريعة ، فاما ان تقمع وتنتهي ، او تنتصر وتحقق اهدافها على عكس الانتفاضة التي تمتد لفترة زمنية أطول .

ولذلك فانتفاضة تشرين لم تكن ثورة بالمعنى الحقيقي ، كما لم تكن فقاعة ، او موجة طارئة ، بل كانت ولم تزل انتفاضة نابعة من رحم الشعب المقهور ، بعد ان كسرت الجماهير حاجز الخوف ، واعطت مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين . والانتفاضة تبقى مابقيت اسبابها ، وبذلك فانها لن تموت .
وبالرغم من القمع الوحشي ، وجائحة كورونا وماتسببته في توقف الانتفاضة ، فانها ظلت مشتعلة في عقول وصدور الشباب . . الشباب الواعي تماما بالاهداف المطلوبة ، وبضرورة ازالة الطغمة الفاسدة . وتسقيط العملية السياسية كلها .
ان ماتسبب في نوع من التردد في عودة الانتفاضة الى سابق زخمها هي الوعود التي قدمها رئيس الوزراء المعين مصطفى الكاظمي مما جعل المشهد رماديا ، في انتظار مدى صدق هذه الوعود من عدمه .

لقد اراد الكاظمي استيعاب الانتفاضة من خلال وعوده الكثيرة غير المنفذة . ومحاولته تشكيل حزب او تكتل من بعض قيادات الانتفاضة وشبابها ، لدخول الانتخابات القادمة . الا انه فشل في ذلك ، فالشباب المنتفض على دراية تامة بماجريات الامور ، وهم اذكى من خداعهم في محاولة مفضوحة كهذه . كما انهم انتظروا رئيس الوزراء المعين لتنفيذ وعوده في محاسبة قتلة المتظاهرين ، والسيطرة على السلاح المنفلت . ولكنه صرح بانه يسير على الحبال ويريد ترويض الافاعي ، فردوا عليه اننا نريد قائد يقطع رؤوس الافاعي لاترويضها .

ربما يدرك الكاظمي ان استمراره بالسلطة مرهون بتحقيق مطالب المنتفضين فهم الذين اوصلوه الى سدة الحكم ، وان "التغليس" على عمليات الاغتيال والخطف وقتل المتظاهرين ومؤيديهم سوف لن تخدمه ، خصوصا وان شعارات اخذت تلوح بالافق تطالب بازاحة الكاظمي وتشكيل حكومة انقاذ وطني .

اذا اردنا استقراء مستقبل الانتفاضة علينا الرجوع الى الاسباب المؤدية  لها ، فهي نابعة من الفساد والاستبداد والمعاناة على مدى سنوات من حكم احزاب دينية لم تقدم للعراق سوى الخراب والافلاس . . وهذه الاسباب مازالت قائمة ، بل زادت استفحالا باغتيال وتغييب الناشطين وتجاهل دماء المنتفضين ، اضافة الى الوعود الزائفة .
وبذلك فاننا ان لم نر مظاهر الانتفاضة اليوم ، فانها ستعاود الانطلاق مجددا طالما استمر قادة الاحزاب الحاكمة في غيهم وتجاهلهم لمطالب الشعب المحقة والعادلة ، وهم غافلين عن المعاناة اليومية للمواطن المسحوق ، بل التعمد بافقاره واضطهاده ، وهي ادوات الانفجار القادم .
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
- اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
- ادارة الازمات . . والسياسة العراقية


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل