أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ادهم ابراهيم - العلمو نورن














المزيد.....

العلمو نورن


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6862 - 2021 / 4 / 7 - 11:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تخلف التعليم وتفشي الجهل في العراق ليس حالة طارئة . بل هو عمل مخطط ، يهدف الى تدمير البنية الاساسية للمجتمع . وقد كان احد اهم أسباب التخلف الاجتماعي والحضاري في العراق .
صحيح ان الحروب والحصار الاقتصادي قد اضعف النظام التعليمي . الا ان الضربة القاصمة لقطاع التعليم في العراق جاءت بعد عام 2003 . حيث تم تقويضه بالكامل ، بعد ان كان من أفضل انظمة التعليم في المنطقة . وقد عملت الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعد الغزو الامريكي للعراق على افشال التعليم سواء بتهديم المدارس تحت ذريعة اعادة بناءها . او ضعف المناهج التعليمية والتغيير المستمر لها ، يقابلها عدم تطوير الكوادر التدريسية ، او الارتقاء بمستواها .
وقد بينت منظمة اليونسيف التابعة للامم المتحدة "انخفاض النمو في العدد الإجمالي للمدرّسين وعدد ونسبة المدرّسين المؤهلين في العراق في كافة المستويات التعليمية .
وأنّ الأطفال خارج المدرسة هم أكثر عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، بما في ذلك عمالة الأطفال والتجنيد من قبل الجهات المسلحة والزواج المبكر .
وإنّ البنية التحتية لقطاع التعليم في حالة خرابٍ ودمار في أجزاء كثيرة من البلاد .اضافة الى ان الميزانية الوطنية للعراق في السنوات القليلة الماضية كانت أقل من 6% للقطاع التعليمي، ممّا يضع العراق في أسفل الترتيب لدول الشرق الأوسط" .


يعتبرالتعليم حجر الزاوية الأساس لكل مجتمع متطور . وهو أحد أهم الاستثمارات التي يمكن لأي بلد أن يقوم بها من أجل مستقبله .

والتعليم عامل قوي للتطور والتغيير . إنه يسمو بالمجتمع ويحسن سبل العيش ويساهم في الاستقرار الاجتماعي ويحفز النمو الاقتصادي على المدى الطويل . والتعليم ضروري أيضًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .

يقول نيلسون مانديلا ان التعليم أقوى سلاح يمكن استخدامه لتغيير العالم .

عندما يذهب الأطفال إلى المدرسة ، تتطور أدمغتهم وتتوسع عقولهم وتنفتح أعينهم .

ولكن ماالذي نراه في العراق بعد الغزو الامريكي والحكم الفاسد ، حكم المحاصصة الاثنية والمذهبية ؟

هناك آلاف المرافق المدرسية بحاجة إلى الادوات اللازمة لتزويد الأطفال بتعليم لائق .
فكثير من المدارس تفتقر الى العدد الكافي من الرحلات المدرسية ، مما يضطر الطلاب للجلوس على الارض . وان اكثر من ثلث المدارس الابتدائية في العراق تعاني من نقص في إمدادات المياه ، وأن نصفها تقريبًا بدون مرافق صحية .

يقول ممثل اليونيسف في العراق "كان لدى العراق أحد أرقى أنظمة المدارس في الشرق الأوسط". الآن لدينا دليل واضح على مدى تدهور النظام . اليوم يذهب ملايين الأطفال في العراق إلى مدارس تفتقر للمستلزمات الأساسية ، والجدران المتهدمة ، والنوافذ المكسورة ، والأسقف المتسربة ".

ان الاضعاف المستمر للدولة العراقية ادى الى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وبالتالي فشل نظام التعليم .
ويعتبر العام الدراسي في العراق من أقصر اعوام الدراسة في العالم .
وقد تضررت 2751 مدرسة بشدة ، لم يجر العمل على إعادة تأهيلها .
وهناك 2400 مدرسة تعرضت للنهب والسلب فاصبحت خاوية على عروشها .
كما تم غلق مدارس عديدة نتيجة النزاعات المحلية ، وهجرة السكان .
وتعرضت الكوادر التدريسية الى الخطف والاغتيال . اضافة الى التهديد الامني للمعلمين والتلاميذ ، وخصوصا الفتيات.

واصبحت المدارس والمعاهد والجامعات بؤر للصراعات السياسية ، نتيجة تدخل الاحزاب المتنفذة ، وتأثر العملية التربوية والمناهج الدراسية بالتوجهات الدينية والطائفية على حساب الرصانة العلمية .
واصبح الغش وبيع الاسئلة الامتحانية سائدا في كثير من مراحل التعليم وعلى الاخص في الصفوف المنتهية .

ونتيجة لذلك اتجهت العوائل المتمكنة ماليا نحو المدارس الاهلية لتعليم أبنائها ، مما سيؤدي الى الغاء التعليم المجاني السائد في العراق منذ امد ليس بالقصير .
كما تم إلغاء كثير من المواد في المناهج الدراسية ، واصبح النظام التعليمي غير قادر على الايفاء بالحد الادنى من المتطلبات التعليمية ، مما حد من قدرات الطلاب على التعلم .

يضاف الى ذلك سوء العلاقة التربوية بين الاستاذ وطلابه حتى وصلت الى درجة توجيه الاهانات والإساءة الجسدية للمدرسين والمعلمين .


ان واقع التعليم الحالي في العراق يمثل انعكاساً لما اعترى الدولة من فشل نتيجة الفساد السياسي والاداري ، والمحاصصة المبنية على اسس اثنية وطائفية . وما ساد النظام التعليمي من تفكك وتداعٍ هو نتيجة طبيعية للفكر المتخلف السائد في كل مرافق الدولة .

هناك عدو خفي اسمه الجهل قادر على تخريب العائلة والمجتمع والدولة ، وعلاجه الوحيد التعليم والتعلم .
وبقدر ما يُجَهّل المجتمع يتم التحكم فيه ، وتوجيهه بما يخدم مصالح السلطات الحاكمة .

لايمكن اصلاح النظام التعليمي الا بتوفر الارادة السياسية في احداث التغيير
وان بقاء الحكم بيد احزاب متخلفة تشيع الخرافة ولا تؤمن باهمية الثقافة والتعليم ، يعرقل اي عملية اصلاح او تطوير في هذا القطاع الحيوي ، حيث ان التعليم وزيادة الوعي الجمعي سيكون وبالا عليها .
ولذلك فإن التعليم في العراق بوضعه الحالي لا يمكن ان يشهد اي تطور ، الا اذا حصل تغيير جوهري في ادارة الدولة والنظام السياسي الحالي .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
- هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
- استبداد الاغلبية
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ادهم ابراهيم - العلمو نورن