أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق














المزيد.....

في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6856 - 2021 / 4 / 1 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


  في 19 آذار/مارس 2003 ، شنت الولايات المتحدة الامريكية ، إلى جانب حلفائها ، الحرب على العراق . 

مع بدأ الهجوم على العاصمة بغداد ، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطاب متلفز ، "في هذه الساعة ، القوات الأمريكية وقوات التحالف في المراحل الأولى من العمليات العسكرية لنزع سلاح العراق وتحرير شعبه ".
 بنى بوش قضيته للحرب على كذبة أمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل .

أطاح الغزو الامريكي بالحكومة العراقية التي وصفت بالمستبدة ، لكنه قوض الدولة العراقية وأطلق العنان لتفشي الارهاب ، واشعال حروب أهلية  على نطاق واسع .

 عين الامريكان السفير بول برايمر حاكما عسكريا للعراق . وقد اصدر امرا بتشكيل مجلس الحكم ، الذي كرس الطائفية السياسية والمحاصصة .
 وفي عام 2005 وتحت لافتة الديموقراطية ، تشكل نظام سياسي يقوم على أسس عرقية وطائفية.
وعانى المجتمع العراقي من ظاهرة عدم الاستقرار نتيجة غياب دولة المواطنة .

وادى النهج السياسي الطائفي لنظام الحكم في  العراق الى فوضى عارمة ، دفعت للهجرة
 الجماعية . وفر حوالي مليوني شخص إلى سوريا والأردن وحدهما .

كما تم شرعنة الفساد على نطاق واسع ، واحتل العراق المرتبة 166 من مجموع 176 في مؤشر الفساد واصبح ضمن الدول العشر الأكثر فسادًا في العالم حسب مؤشر مدركات  الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية .

وتم تشويه الوجه الحقيقي للديموقراطية في العراق من خلال الترهيب والتزوير .
حيث لم يقدم الامريكان نموذجا ديموقراطيا يستند على النخبة في حكم الشعب . بل عملوا على تأسيس نظام حكم متخلف يقسم الشعب العراقي الى طوائف واثنيات تحت لافتة الديمقراطية .
ربما كان ذلك من مهمات الاحتلال الامريكي للعراق . . القضاء على الوحدة الوطنية, بعد حل الجيش وتدمير البنية التحتية للدولة .

وكنتيجة طبيعية لحل الجيش العراقي سيطر تنظيم الدولة (داعش) على ثلاث مدن عراقية كبرى ، وتسبب في قتل وتهجير مئات الالوف من ابناء الشعب العراقي من مختلف الطوائف والقوميات .

وجرى تدمير ممنهج للبنية التحتية الصناعية للقطاع العام والخاص ، بعد اغلاق آلاف المعامل الحكومية والخاصة ، وتسريح عمالها .

 وتدهور القطاع الزراعي والثروة الحيوانية  الى حد كبير ، واضحى العراق يستورد  كل شيء من الفواكه والخضار الى المنتجات الحيوانية المختلفة .

كما انحسر التعليم ، نتيجة نقص المدارس ومستلزماتها ، وعانى قطاع التربية من غزو الخرافات التي وصلت الى بعض المناهج المدرسية . واصبح الفكر المتخلف بديلا عن الثقافة العراقية ، وعانت المؤسسات الثقافية من الدمار الشامل ، وانعكس ذلك على كل المبادئ والعلوم الفكرية والحضارية للمجتمع العراقي .

وانتشرت البطالة . واصبح العراق من أسوأ البلدان العربية  بالنسبة لحقوق المرأة .

ومن تداعيات الاحتلال الامريكي فقدان الدولة لهيبتها وانتشار السلاح والميليشيات في كل مكان ، بعد ادعاء  الولايات المتحدة أنها جاءت لتحرير البلد ، ونشر الحرية في ربوعه .
وقد كان احتلال العراق بداية الفوضى والحروب الاهلية التي عمت المنطقة العربية .

ثم استكملت امريكا مخططاتها بتسليم العراق الى ايران مقابل
توقيع الاتفاق النووي . لتديره من خلال عملائها في رأس السلطة ليكملوا مسلسل التخريب والنهب، حتى وصل العراق الى هذه الحالة التي يرثى لها .

ان الاحزاب الموالية للولي الفقيه القادمة مع الغزو الامريكي للعراق  ، تسللت الى المجتمع العراقي باسم الطائفة والدين حتى تستقطب المواطنين البسطاء من ذوي الاصول الريفية والقبلية الذين يفتقرون الى الوعي السياسي . 
ثم عملت على تزوير الانتخابات وانتهكت حقوق الانسان وخنقت الصحافة والاعلام الحر ، واقدمت على قمع الاحتجاجات السلمية للمواطنين بالذخيرة الحية والخطف والترهيب . وجردت منظمات المجتمع المدني من محتواها الوطني والانساني . فانعدمت المعارضة الحقيقية . وانتشرت المظالم واصبح السكان تحت خط الفقر في كثير من المحافظات . وهكذا تم تغييب حرية الارادة للمواطنين على يد ميليشيات عميلة تعيث فسادا وتخريبا في المحافظات كافة .

اليوم ونحن نستذكر الغزو الامريكي للعراق ، لابد من التأكيد بان الولايات المتحدة الامريكية تتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع الالام والمإسي التي عانى منها الشعب العراقي منذ عام 2003 والى يومنا الحاضر .

ونحن على ثقة تامة بان عودة الوعي للشعب العراقي ستدفعه الى امام نحو تحقيق استقلاله الناجز ، وتحقيق حلمه في تغيير النظام السياسي الفاسد ، كما سيجبر كل القوى الغاشمة الدولية والاقليمية الطامعة بارض العراق لاحترام هذا البلد العظيم بشعبه وتاريخه وقدراته .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
- استبداد الاغلبية
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة


المزيد.....




- ترامب يشعل ضجة بفيديو وأغنية -سأضع آية الله في صندوق وأحول إ ...
- قطر.. جملة قالها وزير الخارجية لأشخاص -يتحججون بسبب الحرب- و ...
- إيران تعلن نهاية الحرب مع إسرائيل بعد الاتفاق على هدنة بوساط ...
- جيش الاحتلال يقر بمقتل ضابط و6 جنود في كمين خان يونس
- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق