أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - بيت العراق من يرممه ؟














المزيد.....

بيت العراق من يرممه ؟


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6757 - 2020 / 12 / 10 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيت العراق من يرممه ؟ 

عادت نغمة البيوتات العراقية مرة اخرى . وتاتي الدعوة إلى الاصطفافات الطائفية والقومية في مواسم الانتخابات لاستثمار الفوز عن طريق دغدغة عواطف الناس لتحشيد جمهور اوسع لاحزاب العملية السياسية كلها بلا استثناء . وتأتي هذه المرة لقطع الطريق على شباب انتفاضة تشرين من تحقيق اهدافهم العادلة .

الدعوة الى ترميم البيت الشيعي تاتي مع دعوات الاقليم السني . وبذلك فقد اختفت مع الاسف الدعوة للبيت العراقي ووحدة العراق ارضا وشعبا . ويبدو ان هذه الدعوات تهدف الى الاستقطاب الطائفي . وهي بذلك ليست سياسات مبدأية ، وانما مرهونه بمصالح حزبية واجندات اقليمية . 
ومن هنا تظهر قوة انتفاضة تشرين الوطنية التي هددت عروش الطائفيين اصحاب المحاصصة الفاسدة . فعادوا للدعوة الى ترميم البيوت الطائفية . 

ولكن هل هناك حقا بيوتات  متماسكة ؟
فالاحزاب الشيعية مختلفة فيما بينها في سباق محموم للحصول على منصب رئيس الوزراء الذي هو من حصة البيت الشيعي . 
والبيت السني كتل مختلفة تجمعها المصالح الشخصية وتقسيم المناصب . فكل كتلة تهدد الاخرى من اجل المغانم القادمة . 
والبيت الكردي فيه حزبين رئيسين اضافة الى التغيير . والصراعات المخفية في اقليم كوردستان برزت الى السطح بعد اتهامات الاحزاب بالاستئثار في موارد النفط والمنافذ الحدودية .

ان الدعوات الطائفية التي عفا عنها الزمن ماهي الا محاولة للعودة الى النهج القديم في استغلال الطائفة والدين والقومية لاغراض انتخابية اكثر منها وطنية ، او دينية خالصة .

ولكن واقع الحال قد تغير كثيرا ، ولم تعد هذه الدعوات تنطلي الا على الجهلة والمغفلين . فقد انكشفت اللعبة ، والبيوتات الطائفية والقومية لم تعد قابلة للترميم ، حيث قسمت الى قيادات وزعامات مختلفة تتصارع فيما بينها وهي تبحث عن المكاسب والمغانم على حساب مصالح الشعب المغلوب على امره .

وجائت انتفاضة تشرين لتزيد الوعي من خلال الدعوة الى وحدة العراق والابتعاد عن البيوتات القائمة على المحاصصة في المغانم والمكاسب التي لم يستفد منها الشعب العراقي بكل طوائفه واثنياته .
لقد كانت البيوتات والتحالفات الثنائية والثلاثية من اجل تقسيم الثروة والمناصب . ولم تكن في اي يوم من الايام من اجل وطن مزدهر . وقد اوصلت العراق الى الافلاس والتقسيم نتيجة انتشار  المفاسد والمكاسب باسم الدين والطائفة والقومية . ومازالت التيارات والاحزاب والكتل الحاكمة تنظر الى مصالحها الذاتية بدعوى المحافظة على الدين والمذهب . ولو كانت كذلك لقامت هذه الاحزاب والكتل على مشروع وطني يوفر فرص العمل للطبقات الفقيرة والنهوض بالاقتصاد ، وتقديم الخدمات الى المواطنين ، ولكان التنافس على مقدار الخدمات المقدمة ، لا على اقتسام الثروات والمناصب  . 

ان انتفاضة تشرين الباسلة قد عرت اولئك الفاسدين ، ونشرت الوعي الوطني ، حتى بات الشعب ينظر بتوجس كبير لمثل هذه الدعوات الطائفية والقومية .
وكان يتوجب على من يدعو للاصطفاف الطائفي الذي نبذه الشارع العراقي بكل اطيافه ان يدعو الى روح المواطنة والتآخي بين ابناء الشعب الواحد ،لا التماهي مع المخططات الدولية والاقليمية لتمزيق العراق وتقزيمه خوفا من نهوضه مجددا .
ومن هنا جاء شعار نريد وطن صرخة  مدوية في وجه الدعوات الطائفية ، فهذا هو التعبير الحقيقي عن الوطنية .
ان الانتماء الى العراق وحده هو الانتماء الوطني الوحيد القادر على تخليصنا من المحاصصات القائمة على المغانم باسم نصرة الدين والمذهب .
وبذلك فان الهوية الفرعية لايمكن ان تحل محل الهوية الوطنية ، فالعراق الواحد هو بيتنا الآمن الذي يجمعنا على اختلاف الواننا وتنوعنا .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - بيت العراق من يرممه ؟