|
التواصل الانساني من الإيماءات الى الهواتف الذكية
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 6895 - 2021 / 5 / 11 - 13:11
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
بدأ الانسان التواصل مع اخيه الانسان باستخدام الإيماءات والأصوات من أجل نقل المعلومات . وفي إفريقيا ، كانت الطبول وسيلة شائعة للاتصال ، مما أتاح نطاقًا أكبر للتواصل الاجتماعي .
ادرك الناس المعرفة بالعقل المجرد والتصورات الخاصة ، ونقلها الى الآخرين من خلال التواصل فاصبحت الحاجة ملحة الى اللغة التي عززت مفهوم الاتصالات لنقل المعلومات .
وبعد ذلك تطورت وسائل الاتصال عبر التاريخ . وانتقل الانسان من التواصل شفهيًا الى الكتابة .
فاخذت المجتمعات القديمة تنشر الاخبار عن طريق تلاوة البيانات على الجمهور مباشرة في الساحات العامة ، وقد كانت الوسيلة الأساسية للاتصال السياسي في المدن .
وبعد انتشار صناعة الورق دخل العالم في عصر المعلوماتية الواسعة . فشهدت بعض المدن نوعًا من الصحف المنشورة على الجدران كوسيلة من وسائل الاتصال . وانتشرت الصحافة كافضل وسيلة اتصال جماهيرية ، قبل ظهور الراديو ، الذي كان عن حق ثورة في عالم الاتصالات عبر الاثير . ويعد الراديو من أهم وسائل الاتصال التي عرفها الانسان منذ قديم الزمان .
وتمكن الراديو من نشر الاخبار العالمية ، وبث مختلف البرامج الثقافية والموسيقية والرياضية والفنية ، اضافة الى الحوارات والمقابلات . وقد كان الراديو وسيطا إعلاميا مهما منذ بدء أول بث في أوائل العشرينيات من القرن الماضي . وقد مدح المنلوجست العراقي عزيز علي الراديو بقوله الراديو ينور الأفكار الراديو يفتح الأبصار الراديو ينقل الاخبار الراديو يفضح الأسرار ما دام يفضح الأسرار ، يعني يضر الاستعمار... يحيا الراديو
ويعتبر الراديو وسيلة اتصال أحادي الاتجاه بين المرسل والمستقبل . وهو يسمح للمرسل بالتأثير على الجمهور من خلال برامجه المتنوعة .
ثم جاء التلفزيون كوسيلة اتصال متطورة حيث يعرض بالصورة والصوت برامج إعلامية وتثقيفية ، مثل الأخبار والأفلام الوثائقية والأحداث الرياضية ، اضافة الى البرامج الترفيهية على اختلاف انواعها . ورغم انحسار البث الحي للتلفزيون ، الا انه مازال يؤثر على حياة كثير من الناس منذ أن تم تطويره قبل أكثر من 80 عامًا . وهو وسيلة مهمة لقضاء وقت الفراغ وتشكيل الآراء حول مختلف القضايا .
اما الهواتف السلكية للتحدث مع الاخرين فقد ظهرت عندما أجرى جراهام بيل مكالمته الهاتفية الاولى عام 1876.
وقطعت الاتصالات بعد ذلك شوطا كبيرا منذ ذلك التاريخ .
ثم تحولت الهواتف السلكية الى اجهزة لاسلكية بعد فترة من اختراع اجهزة استقبال الراديو المستخدمة في الحرب العالمية الثانية .
ولم تكن الهواتف المحمولة شائعة الاستخدام الا في التسعينيات . حيث بدأ المزيد من الناس في شراء هذه الهواتف التي أصبحت تتطور سنة بعد اخرى . وبظهور الانترنت على اجهزة الكومبيوتر ، انتقلت ثورة المعلومات هذه الى الهاتف المحمول فتمكن الأشخاص من التواصل عن طريق الاحاديث بالصورة والصوت ، والبريد الإلكتروني وبث مقاطع فيديو باستخدام الكاميرات .
وانتشر إنتشارا واسعا بعد شيوع وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها .
ولعل فائدة الهاتف المحمول الفائقة تكمن في قدرته على الحركة. حيث يمكننا اصطحاب الهاتف في كل مكان ، وبذلك يمكن التواصل مع الغير في الشارع وفي المركبات، وأصبح من السهل التحدث مع ألاهل والاصدقاء في الهواء الطلق .
وادخل للهاتف المحمول ميزات ذكية ، ووظائف متعددة مثل البحث عن طريق الإنترنت وكاميرات الصور فائقة الجودة والملاحة وما إلى ذلك.
وبذلك لم يعد الهاتف المحمول وسيلة اتصال فقط بل غير مجرى حياتنا الشخصية والاجتماعية ، واصبح جهازا لاغنى عنه لانجاز الاعمال والتواصل والتسوق وتسديد الفاتورات والقراءة والتسلية . .
كما اصبح الهاتف المحمول اكثر وسائل الترفيه انتشارا بسبب تنوع وظائفه ، ودخوله في مختلف ميادين الحياة .
وبالمقابل وجد في استخدام هذه الهواتف ومخرجاتها العديد من السلبيات التي تترتب عليها مشاكل نفسية وسلوكية وصحية .
وبالرغم من هذه السلبيات فلا احد يستطيع الاستغناء عن الهواتف المحمولة . حيث اصبحت جزء" لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، وهنالك العديد ممن ادمن عليها . لقدأصبحنا ننظر إلى العالم الواسع من خلالها . وهي وسيلة فعالة للعلاقات العامة ، والتواصل الاجتماعي مع الاخرين في محيطنا المحلي والعالمي .
ان الهاتف المحمول قد خلق عالماً جديدا في حياتنا ، يتعذر الاستغناء عنه لاي سبب كان . رغم اننا مازلنا نحلم بالزمن الجميل .
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو با
...
-
فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها
-
الاستغلال السياسي للدين والطائفة
-
فنجان القهوة . . وماوراءه
-
العلمو نورن
-
في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
-
هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
-
استبداد الاغلبية
-
الدين التوحيدي الجديد
-
الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
-
توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
-
الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو
...
-
الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
-
اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
-
الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
-
ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
-
بيت العراق من يرممه ؟
-
رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
-
انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
-
عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
المزيد.....
-
بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير
...
-
تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو
...
-
11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف
...
-
لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
-
-كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
-
هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
-
عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
-
أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
-
أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود
...
-
عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|