أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة














المزيد.....

عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7061 - 2021 / 10 / 29 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نسعى لتحقيق اهدافنا بوسائل عديدة . ولكن ذلك لايجب ان يكون باي ثمن . فالنتيجة الايجابية لاي هدف سوف لن تكون جيدة اذا كانت الأساليب المستخدمة ضارة بالآخرين او غير اخلاقية .  
ولذلك فان الغاية لايمكن ان تبرر الوسيلة .

هذا المنطق الانساني لاينطبق كثيرا في حياتنا العامة مع الاسف ، فهناك العديد من الأشخاص يسعون لتحقيق اهدافهم بغض النظر عن الوسائل المستخدمة ، وهم يبررون أفعالهم غير الأخلاقية، والخاطئة تمامًا بدعوى تحقيق اهدافهم .

هذا المبدأ غير الاخلاقي واللاانساني اكده نيكولو مكيافيلي، السياسي الإيطالي الشهير في القرن السادس عشر . حيث كان يعتقد أن صاحب الهدف باستطاعته أن يستخدم الوسيلة التي يريدها أيا كانت وكيفما كانت دون قيود أو شروط . 
وهو بذلك يكون أول من أسس قاعدة الغاية تبرر الوسيلة .
واعتبرت هذه القاعدة الانطلاقة الأولى لكل سياسي وصولي ، حيث يضعها نصب عينيه ويتبناها لتبرير هدفه في الوصول الى السلطة .
 انه يرى في السلطة الشرف والجاه المحروم منهما .
وهذا مع الاسف مايجري عندنا هذه الايام ، كما في العصور الوسطى والانظمة الديكتاتورية .

ان المنطق الميكافيلي هذا يستخدمه الساسة المخادعين بغض النظر عن اتجاهاتهم الفكرية . 
فمن يتبع الأساليب غير الأخلاقية للوصول إلى السلطة، ما هو إلا شخص أناني يفتقر الى الامانة والاستقامة .

والخطورة تكمن عندما تنقلب الوسيلة الى غاية . فالاحزاب السياسية وجدت لتحقيق اهداف سامية لجمهورها وبالتالي لمجموع الشعب . وبدلا من ان تكون السلطة وسيلة لتحقيق هذه الاهداف تتحول السلطة الى غاية . فتكون غاية الحزب الوصول الى السلطة باية وسيلة ،
وبذلك ستركز الاحزاب على الاستيلاء على السلطة أو الحفاظ عليها ، فتصبح الوسيلة هدفا قائما بذاته فتقوم بتعبئة الناخبين حتى يمنحوها أصواتهم ويوصلونها إلى السلطة.!

ومن هذا المنطق فان هدف تطبيق الديموقراطية في بلد ما لايمكن ان يتم بقتل وتهجير آلاف الاشخاص واساءة معاملة الملايين .

وبالتالي فان القاعدة وداعش وغيرهما من الجماعات المتطرفة ماهي الا وليدة هذا المنهج السلوكي الشاذ واللااخلاقي .

ان مانشاهده الان من الحروب العبثية وعمليات التهجير والتغيير الديموغرافي لغايات طائفية، ماهو الا توظيفا للمنهج الميكافيلي في ان الغاية تبرر الوسيلة .

وينطبق ذلك ايضا على مانشاهده
من توظيف الدين والمذهب  للسرقة والفساد ونهب اموال
الدولة بحجة تحقيق اهداف دينية ، او الحفاظ على المقدسات .
ان تحقيق اهداف الحزب لايمكن ان تتم عن طريق نهب الدولة او سرقة المواطن فمثل هذا المنطق لايمكن القبول به تحت اي ذريعة . 

ويندرج تحت هذا المفهوم ايضا القمع المنظم للدولة تجاه شعبها  بكل الوسائل المتاحة ، ودون أي وازع ديني او أخلاقي لكون الساسة يعملون للحفاظ على مناصبهم وامتيازاتهم على وفق المفهوم الميكافيلي الذي يتعارض مع المنطق الأخلاقي والديني السليم .

ان علينا التذكير ان الهدف السامي لايمكن تحقيقه الا بوسائل مشروعة واخلاقية . اما من سار على المنهج الميكافيللي في كون الغاية تبرر الوسيلة فلا يرجى منه خيرا .
ادهم ابراهيم






Sent from my Galaxy



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل لعبة الحبار يعكس ازمة النظم الرأسمالية
- الانتخابات العراقية الفرصة الاخيرة للنظام السياسي
- الأحزاب الإسلامية من الخطاب المضلل الى السقوط
- العراق بين الديكتاتورية السابقة والدكتاتوريات الجديدة
- سلوك بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعكس مدى الانحدار في الاخ ...
- النفق المظلم الذي دخلنا به هل هناك ضوء في نهايته ؟
- الانسحاب الأمريكي من افغانستان. . دروس وعبر
- الناصرية مدينة الحضارة والادب والبطولة
- تأثير العقل الباطن في حياتنا
- تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي
- التهافت والتجهيل في الفضائيات العراقية
- المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في ...
- الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث
- القضية الفلسطينية. . المشكلة والحل
- التواصل الانساني من الإيماءات الى الهواتف الذكية
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو با ...
- فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها
- الاستغلال السياسي للدين والطائفة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة