أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ادهم ابراهيم - اسباب فشل الديموقراطية في العراق














المزيد.....

اسباب فشل الديموقراطية في العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 13:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


اربكت نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة الوضع السياسي بشكل كبير .
واظهرت تباين واضح في وجهات النظر بين قوى ومكونات الفائزين بالانتخابات وبين المعسكر الرافض لنتائجها ، هذا المعسكر الذي ضم الميليشيات الولائية والقوى التقليدية الماسكة لزمام السلطة ، فانتظم تحت ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي ". يقابله انصار السيد مقتدى الصدر الفائزين باكثرية المقاعد . وكذلك الاحزاب الكردية بالتنسيق مع الكتل والاحزاب السياسية السنية . 
كان ذلك نتيحة متوقعة رغم انها متأخرة للاخطاء الكبرى التي وقعت فيها الإدارة الأمريكية، وقادت إلى الحالة الراهنة بعيدا عن الصورة النمطية للعراقيين .

حيث نجح السياسيون الاوائل عند تأسيس الدولة العراقية في بناء دولة قادرة على الازدهار والتطور . فجرها الأمريكيون عام 2003 بديمقراطية مفروضة مزيفة ، تسببت في جعل العراق  مجتمعات قبلية وطائفية .

إن التحليلات تُـشير إلى أخطاء مُـميتة في الطريقة التي اتُّـخذت بها الولايات المتحدة قرار الحرب على العراق ، والتقديرات الخاطئة لرد فعل العراقيين، وعدم وجود تصور أو خطة للكيفية التي تُـدار بها مرحلة ما بعد نهاية العمليات العسكرية، يضاف الى ذلك فشل استخباراتي لا حدود له في الحصول على المعلومة وتحليلها، ثم أخطاء ترتبط بقرارات كبرى، كالاجتثاث وحل الجيش والشرطة دون التفكير في البدائل أو العواقب المترتبة على ذلك ، اضافة الى العجز عن التعامل الانساني مع بعض المكونات ، والاساءة في التعامل مع القوات  المسلحة .

إن ما يحدث داخل العراق في الوقت الحالي يُـمثل مشكلة بنيوية حقيقية للنظام السياسي الذي تشكل بعد سقوط نظام الحكم السابق ، حيث لم يسقط النظام وحده بل سقطت مؤسسات الدولة العراقية بما فيها الإدارية والصناعية والزراعية والصحية والتعليمية والخدمية وغيرها من الفعاليات اللازمة لبناء واستمرار الدولة .

أن هدف التحول الديمقراطي الذي استند اليه مشروع الاحتلال العسكري للولايات المتحدة في العراق ظل معطلا ، خلف واجهة ديموقراطية مضللة تفتقر الى منظمات المجتمع المدني او الحريات العامة ، واستندت على انتخابات مشوهة ومزورة لاتعبر عن ارادة حقيقية للناخب العراقي .

ولم تحقق الديموقراطية الزائفة في العراق سوى العنف الطائفي ، والإرهاب ، والفقر ، وانتشار السلاح ، والجريمة المنظمة ، وعدم الاستقرار السياسي ، والفوضى وتدني القيم الاجتماعية .
 لكن هذا الفشل لا يمكن فهمه على أنه نتاج بسيط للحرب والعنف الشديد الذي رافقها فقط ، بل هو ايضا نتاج النظام الطائفي والمحاصصاتي ، والتمزقات السياسية ، والفشل المؤسساتي والفساد والمحسوبية . وتسييس القضاء واضعافه .
كيف يمكن تبرير عدم القدرة على إدانة المتورطين في جرائم بسبب انتمائهم الحزبي أو الميليشياوي؟ كيف نصف نظاما يدعي الديمقراطية وهو يقود حملة إعدامات واسعة النطاق ضد مئات الشباب لتنظيمهم احتجاجات سلمية وعفوية؟ 
وهل يعقل أن سياسيين ووزراء  يعلنون جهارا نهارا بيع وشراء مناصب في الدولة . والتبجح باختلاس اموالها بلا خوف او عواقب !

إنّ الفساد المستشري والبطالة والفشل الكبير في مفاصل الدولة المختلفة ، والفقر وانحسار  المشهد الثقافي والعلمي ، وعدم إيجاد حلول للبنى التحتية وتسييس الدين ، وغيرها تسببت في فشل الديموقراطية في العراق ، ويتجه النظام السياسي  يوما بعد يوم نحو الاستبداد نتيجة هيمنة السلاح المنفلت على حساب كرامة المواطن وهيبة الدولة ، حتى اصبحت الديموقراطية العراقية محل تندر واستهزاء .

وسوف تظل المشكلة قائمة، طالما لم يتم التوصل إلى حلول سياسية ناجعة تتسامى عن النزعة الانانية والمصالح الضيقة .
ويبدو ان تجاوز الازمات وايجاد الحلول بعيد كل البعد عن الطبقة السياسية الحاكمة وان الامر يتطلب معالجات حاسمة تؤدي الى تغيير شامل للعملية السياسية القائمة .

وعلى المجتمع الدولي أن يفهم ان  شعار " نريد وطناً " الذي رفع في انتفاضة تشرين/ أكتوبر 2019. كان يدعو إلى نظام سياسي نزيه وامين يوفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة لمواطنيه . 

ان على السياسيين ان يدركوا
ان موازين القوى اليوم تختلف عن تلك التي كانت سائدة ابان الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003  . كما تبدلت التحالفات التقليدية وظهرت قوى اجتماعية فتية قادرة على التحدي وتطوير اداءها سياسيا واجتماعيا . واحداث نقلة نوعية في التفكير الجمعي بالتزامن مع ازدياد الوعي السياسي والاجتماعي ، وستشكل في المحصلة النهائية قيادات تؤمن بالديموقراطية وحقوق الانسان ، وتعمق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات المتنوعة ولديها الامكانات اللازمة لاعادة الدولة الى مسارها الصحيح .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجهيل الممنهج في الفضائيات العربية
- شبح الطرف الثالث
- رئيس الوزراء القادم
- عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة
- مسلسل لعبة الحبار يعكس ازمة النظم الرأسمالية
- الانتخابات العراقية الفرصة الاخيرة للنظام السياسي
- الأحزاب الإسلامية من الخطاب المضلل الى السقوط
- العراق بين الديكتاتورية السابقة والدكتاتوريات الجديدة
- سلوك بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعكس مدى الانحدار في الاخ ...
- النفق المظلم الذي دخلنا به هل هناك ضوء في نهايته ؟
- الانسحاب الأمريكي من افغانستان. . دروس وعبر
- الناصرية مدينة الحضارة والادب والبطولة
- تأثير العقل الباطن في حياتنا
- تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي
- التهافت والتجهيل في الفضائيات العراقية
- المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في ...
- الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث
- القضية الفلسطينية. . المشكلة والحل


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ادهم ابراهيم - اسباب فشل الديموقراطية في العراق