أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - انهم اعداء الحياة والفرح














المزيد.....

انهم اعداء الحياة والفرح


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7116 - 2021 / 12 / 24 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما اقيم حفل لمحمد رمضان المصري في بغداد احتج عدد من الاشخاص بإقامة الصلاة قرب مكان الحفل . وبغض النظر عن مستوى اداءه ، سواء كان  هابطا ام فنيا ، فانه اتخذ ذريعة للهجوم على الحفلات الغنائية والموسيقية بصورة عامة . 
وقبلها عندما اعيد افتتاح مهرجان بابل
لاول مرة بعد الغزو الامريكي للعراق ، اعتصم المئات من رجال الدين وطلبة المعاهد الدينية أمام بوابة مدينة بابل الأثرية، رفضاً لـمهرجان بابل الدولي تحت ذريعة حرمة  الأغاني التي يشهدها المهرجان ، وانبرى رجال الدين يهاجمون المهرجان ، ودعوا لاقامة الصلاة قرب المسرح البابلي، الذي ستقام عليه فعاليات المهرجان .
وعلق احد ابناء المدينة التاريخية على ذلك قائلا  "صدق او لا تصدق لم يخرج هؤلاء من اجل المطالبة بحقوقهم المنهوبة منذ 18 سنة ولم يخرجوا من اجل كل الشهداء الذين سقطوا مطالبين باستعادة البلد بل خرجوا من اجل إيقاف مهرجان غنائي ترفيهي .

ولا زالت الاحتجاجات في بغداد قائمة على كل الحفلات ورفعوا لافتات كتب عليها :"نرفض ونستنكر إقامة حفلات الفساد  التي تمس مشاعر الناس وتخدش حياءهم".

وهكذا نرى الاعتراضات تتكرر على المهرجانات الفنية بدعاوى دينية . ففي نيسان/أبريل الماضي ، أقام عدد من الأشخاص صلاة جماعية في مكان رقص فيه شابان بمحافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، على اعتبار فعل الرقص في مكان عام يمثل "إساءة للإسلام" .

ان الاحتجاجات على الحفلات الغنائية اخذت تثير جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض .
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب كلامية، وقليلا مانجد متفهما منصفا لهذه الحفلات او الاعتراضات المفتعلة .

ان العيش مع الفقر وانعدام الصحة والتعليم والبطالة والامية وانتشار المخدرات لاتلقى مثل هذه الاحتجاجات .

بل هي دعوات لتقييد الحريات المدنية عن طريق الترهيب وممارسة الوصاية الفكرية وفرض الآراء والمعتقدات على الآخرين ، وتحويلها إلى قواعد إلزامية ، وبالتالي مصادرة الحريات والحقوق المشْروعة في الاختيار والقبول اوالرَّفض .

ان الدفاع عن الحرية الفكرية والدينية ، وحرية التعبير يجب ان يشمل المهرجانات الثقافية والترفيهية لانها تشيع التفائل والفرح . ومن حق المواطن التمتع بالحياة بالكيفية التي يراها مناسبة ، وليس من حق احد تقييد حريته  بناء على اعتقاداته الخاصة التي هي بالاساس محل خلاف فقهي ومدني وثقافي .

والأمر لايتعلق بالحرص على الدين او الاخلاق العامة كما يتم تصويره واضهاره ، بل هي دعوة للاستبداد والتدجين المتعمد ، لفرض الرأي ومصادرة الرأي الآخر ومنطق العيش السليم .

ان التطرف الديني من اي جهة كانت يؤدي الى الارهاب والانحراف عن كل معايير العدالة والعقلانية، وله الأثر الكبير في تشويه صورة الإسلام أمام العالم . 
انها محاولات لنشر الفكر الداعشي الاسود تحت مسميات اسلامية او مقدسات وهمية . والاسلام برئ من هذه التوجهات التي اساءت اليه بدعاوى الحرص والتشدد .

إن الآداب والفنون والموسيقى هي خلق مستمر للفرد والمجتمع ، وقوة دافعة الى التقدم والحضارة التي تعتمد على الحركة المستمرة والتغيير الدائم ، على عكس الركود الذي يمثل الموت والفناء . كما إن الثقافة والفنون على اختلاف انواعها تمثل ثروة كبيرة تعزز الوجود الانساني وتبني المستقبل .
أن شعباً بلا ثقافة او فن لا يمكن أن يكون له وجود بين أمم العالم التي تتنفس الحياة . 
واغلب شعوب العالم تعد الفن والموسيقى من أكثر طرق التعبير شيوعًا في حياة الانسان . وتمثل نشاطًا خلاقا ممتعًا في حد ذاتها .
وليس من حق أيا كان أن يفرض وصايته على المواطن، أو يصادر حقه في الفرح والحياة .

ان الناس بحاجة فعلا إلى الترفيه  بحفلات ومهرجانات موسيقية وثقافية ، بدلا من اشاعة العنف والمخدرات والخرافات ..
ومن لايعجبه حفلا او مناسبة ثقافية او فنية فبامكانه الامتناع عن الحضور لا ان يفرض رأيه على الآخرين تحت اي ذريعة كانت .

وهنا لابد من التذكير بان الثقافة والفنون على اختلاف انواعها بحاجة الى الحرية للتعبير عن المشاعر المكبوتة ، وتعد من اهم الوسائل القادرة على   توحيد الناس على اختلاف معتقداتهم ، وتشيع جوا من الحب والسلام والتآخي بين افراد المجتمع .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب فشل الديموقراطية في العراق
- التجهيل الممنهج في الفضائيات العربية
- شبح الطرف الثالث
- رئيس الوزراء القادم
- عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة
- مسلسل لعبة الحبار يعكس ازمة النظم الرأسمالية
- الانتخابات العراقية الفرصة الاخيرة للنظام السياسي
- الأحزاب الإسلامية من الخطاب المضلل الى السقوط
- العراق بين الديكتاتورية السابقة والدكتاتوريات الجديدة
- سلوك بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعكس مدى الانحدار في الاخ ...
- النفق المظلم الذي دخلنا به هل هناك ضوء في نهايته ؟
- الانسحاب الأمريكي من افغانستان. . دروس وعبر
- الناصرية مدينة الحضارة والادب والبطولة
- تأثير العقل الباطن في حياتنا
- تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي
- التهافت والتجهيل في الفضائيات العراقية
- المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في ...
- الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - انهم اعداء الحياة والفرح