العقوبات الاقتصادية ثقافة عدوانية اميركية لفرض الامر الواقع

عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الأغريق هم اول من نفذوا العقوبات الاقتصادية عندما فرضوا عقوبات تجارية على ( ميغارا ) عام 432 ( ق . م ) ؛ وهي اجراءات مقيدة للسلوك لأقناع فاعل ما بتغيير سلوكه ؛ ولم يتغير اسلوب عرب قريش بفرض العقوبات الاقتصادية عندما كتبوا صحيفة فيها قرارات جائرة بحق المسلمين منها منع البيع والشراء ؛ ووقف التجارة معهم لا لشيء سوى لثبوتهم على الدين الجديد الذي يسفه عقيدة قريش الشركية حتى وصل الدور الى بؤرة الارهاب والعدوان اميركا التي اضافت بعدا اخطر ممن سبقهم ليكون مفهوم العقوبات اساسا لمعالجة امراء الحرب والمتشددين بحسب تقييمهم ؛ وهذه الاداة انما جاءت لتنفيذ سياساتهم الخارجية بحيث تحدث ضغطا اقتصاديا على الشعوب كي تثور وتعصي الانظمة الحاكمة الجمهورية الاسلامية الايرانية مثالا على تلك السياسة الخاسرة منذ عقود بسبب سهولة اتخاذ قرار فرض العقوبات مع غياب المخاطر والخسائر التي توجد في وسائل اخرى لتنفيذ السياسات الخارجية التي تهدد بوقوع حروب لكنه فعليا لاتتخذ خطوة تهدد بوقوع حرب مباشرة ...
من محاسن القدر ان هذه العقوبات العدوانية فشلت ولم تؤت اكلها لاسباب كثيرة منها انتشار العملات الرقمية ؛ ومنصات الدفع البديلة اللتين اوجدتا ثغرات جديدة حول العقوبات الاقتصادية ما اتاح للمستهدفين فرصة الاحتفاظ بالاموال ؛ وتحويلها خارج النظام التقليدي القائم على الدولار ...
من هذا المنطلق نرى ان العقوبات الاقتصادية نفذت فعاليتها في عالم تسوده العولمة ؛ وكذلك بروز الصين باعتبارها ( الفارس الاسود ) متدخلة لتقديم تحويل التجارة وغيرها من الاغاثة للكيانات الخاضعة للعقوبات ...
المشكلة هي ان الذي يدفع الثمن هم الشريحة الاكبر من الشعب في اكثر الدول التي تعرضت للعقوبات بل واصبحت تؤدي في كل مكان الى نتائج معاكسة للاهداف التي تريدها اميركا والغرب ...
فشل العقوبات الاقتصادية اصبح واضحا بما يكفي لتجنب اي جدل حول نجاعتها كوسيلة للتغيير السياسي مثل العقوبات الاميركية ضد كوبا التي استمرت اكثر من ستين سنة دون ان تنجح في تحقيق اي شيء لانها لم تؤد لتحسن اوضاع حقوق الانسان في( كوبا) ولا تسببت في تغيير النظام الحاكم ...
مما سبق تبين ان العقوبات دفعت بالمستهدفين الى المزيد من التمسك بمواقفهم بل صاروا اكثر قدرة وقابلية على الاعتماد على انفسهم بشكل كبير لان تلك العقوبات الغادرة تفرض التكاليف على الابرياء وتقودهم الى ايجاد بدائل للنظام المالي الاميركي ما يقوض تفوق الدولار على المدى القريب ... وللحديث بقية

#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات