حلم الهجرة وتداعياتها الحقيقية

عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تناقلت وسائل الاعلام العالمية من قنوات فضائية ؛ ومنصات التواصل الاجتماعي خبر معاناة ثلة من الشباب العراقيين العالقين بين حدود ( بلاروسيا ) و ( بولندا ) في طقس شديد البرودة وصل الى درجات التجمد مخاطرين بحياتهم في ظروف قاسية من اجل حلم الهجرة ...
الغريب في الامر ان لا احد يسأل حكومتنا ماالذي دفع مواطنيها الى ركوب المخاطر من اجل الحصول على حق اللجوء في اوربا ؟
نحن نسأل : هل طردهم العراق ؟ واذلهم واضطهدهم ومارس التعسف في حقهم ليطفح الكيل بهؤلاء الشباب مبررين تصرفهم ؟ يأتي الجواب ضمنيا ب ( نعم ) لانهم في بلدهم اغراب حيث لا سكن يأويهم ؛ ولا وظيفة يعتاشوا منها ؛ ولا اسرة تحميهم ؛ ولاخدمات من الحد الادنى كي تشعرهم بوطنيتهم ...
يكاد يكون العاملان – الاقتصادي والامني –ابرز العوامل التي دفعت بالشباب الى الهجرة من بلدانهم الاصلية ليكون الامرالاخطر شيوعا هو الهجرة غير الشرعية اذ لايكاد يمر شهر دون ورود اخبار عن غرق مجموعات من شبابنا فيما بات يعرف ب ( قوارب الموت ) ؛ وهي في طريقها الى سواحل اوربا ...
لاتقف المعاناة عند تلك الحالات الماساوية بل تتعداها لتشمل اسبابا سياسية واجتماعية مثل غياب الرؤية المستقبلية ؛ غياب الاستراتيجيات ؛ الخطط الكفيلة بتأمين ولو الحد الادنى من المعيشة ؛ وغياب العدالة والمساواة وهما من ابرز اسباب ظاهرة الهجرة المؤلمة لشريحة الشباب ...
سبب اخر غفل عنه المسؤولون او تغافلوا عنه هو( مهربوا البشر) مافيا الاوهام المضللة في المجتمع من الذين يستغلون الاوضاع ويخدعون الشباب باوهام فرصة الاعتراف بهم كلاجئين ثم القيام بتهريبهم عبر الحدود باساليب غير شرعية مقابل الكثير من المال والمخاطرة بأنفسهم ...
من هذا المنطلق نناشد اصحاب صنع القرار؛ واصحاب الحل والعقد ان يحتضوا الشباب لانهم امانة في اعناقهم ؛ وعلى حكومتنا الرشيدة اعادة بناء العراق بشكل جدي ؛ توفير فرص العمل ؛ فرص الحياة الكريمة وسبل العيش المناسب ؛ ومنحهم فرصة امل حقيقية ليتشبثوا بوطنهم ويتفانوا في خدمته بدلا من الهجرة وتداعياتها الموحشة لان هؤلاء الشباب يحملون اسم ( العراق ) فهم عراقيون اينما كانوا وحيثما حلوا فهل من مدكر ؟ ... قال الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ... وللحديث بقية

#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل