أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - آيا صوفيا... ايقونة سلام ما بين الشرق والغرب














المزيد.....

آيا صوفيا... ايقونة سلام ما بين الشرق والغرب


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف قرار إعادة فتح (آيا صوفيا) كمسجدٍ الكثيرَ من المواقف، وأثار العديد من السيناريوهات، ووجهات النظر ما بين مؤيد للقرار ومعارض له، بما لم يستقر على حقيقة ترضي العقل والشارع.
تركيا صاحبة الشأن الأول في الموضوع، اعتبرت القرار شأناً وطنياً مرتبطاً بهيبتها، وأعدَّته انتصاراً للحق من منطلقاتها الدينية، وإجراءً طبيعياً مارسته مختلف الديانات والحضارات، وذكرت أمثلة حية عبر التاريخ، على مساجد تحولت إلى كنائس في أوربا مثل (جامع كتشاوة) في الجزائر، حينما عمدت فرنسا بعد احتلالها إلى حرق جميع المصاحف والكتب، واعتصم على إثر ذلك المصلون في ساحة كتشاوة الأمامية، فلم تتوانى الآلة العسكرية الفرنسية عن حصد أنفُس أربعمائة ألف من المصلين الأبرياء، لتتحول الساحة بعد الاستقرار إلى (ساحة الشهداء)، وحولتها إلى كنيسة عنوةً. وتلك إسبانيا، بعد انتهاء حكم المسلمين العرب للأندلس، قامت بتحويل مساجدها إلى كنائس؛ كمسجد (قصر الحمراء) في (غرناطة) إلى كنيسة (سانتا ماريا)، وتطول القائمة لتشمل أيضا (جامع قرطبة الكبير) الذي حُوِّل إلى (كاتدرائية سيدة الانتقال)، و(مسجد المرابطين) إلى (كنيسة خان خوسيه)، و(جامع إشبيليا الكبير) الذي حُوِّل إلى (كنيسة ماريا).
من هذا المنطلق يتساءل الشارع التركي: اين كانت تلك الضمائر والنداءات الإنسانية من هذه الاعتداءات الصارخة والصريحة بحق الإسلام والمسلمين في العالم؟ فتصر الحكومة التركية على قرارها وترى أن هذا الإجراء هو إعلان لمرحلة جديدة تنهي هوية تركيا العلمانية، وتمضي بها نحو أسلمة الدولة من جديد، لترضي بها شريحة واسعة من الأتراك، حيث يرى المراقبون للشأن التركي أن هذا الإجراء إنما أريد به ضمان الفوز في الانتخابات القادمة لحزبها وجمهورها.
أما جبهة المعارضة فترى أن من تداعيات هذا القرار تخطى النقاش فيه إلى سجال ديني سياسي يُذكِي خطاب الكراهية الديني ضد المسلمين في العالم ومساجدهم، باعتباره قراراً استفزازياً لمسيحيي العالم، فيحدث بالتالي شقاقاً كبيراً ما بين الشرق والغرب، بل وانتهاكاً غير مقبول لحرية الدين.
إن هذا الشقاق والنفاق في بعض مفاصل الدوافع التي أثارت هذه النقطة الخلافية ما بين المسلمين والمسيحيين في العالم، وفي هذا التوقيت الصعب والحرج؛ إنما أريد به افتعال أزمات وهمية ما بين المسلمين والمسيحيين، وإثارة الفتن، والدخول في حروب دينية عقائدية بإشعال النيران التي لا يعرف أحدٌ نهاياتها في عالم ضجر من العبث والفوضى والحروب، وأسباب الدمار والخراب.
من باب المسؤولية التاريخية، وبالاعتماد على المنطق السليم، يتوجب على الجميع الاهتمام بقضايا ذات صلة بحياة الناس، وفي ظل ما خلفتها (جائحة كورونا) من أزمات ومشكلات اقتصادية - معيشية، وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة؛ بغض النظر عن القرار، ليبقى مَعْلم (آيا صوفيا)، تلك التحفة المعمارية التاريخية، والقيمة الثقافية الإنسانية رمزاً للسلام والتسامح والأخوة الإنسانية ما بين المسلمين والمسيحيين في العالم، والحفاظ على أهميته الرمزية العابرة للأزمنة والحضارات والأديان، لأن تركيا دولة عامرة بالمساجد والجوامع؛ القديمة منها والحديثة البناء، وأن نتعامل مع الأحداث والمتغيرات بروحية الإسلام.
من هنا نذكر أنفسنا قبل غيرنا بتلك الضوابط والقواعد الشرعية التي يمليها علينا ديننا السمح في الشدائد، وعند الخلاف، وحين تنخلط الأوراق زوراً وبهتاناً، وما يفيدنا هنا من قاعدة هي: (درء المفاسد أولى من جلب المصالح)، ويعزز بعد ذلك مطلبي قول الله تعالى: (... لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ...). وهذا وحي السماء يأمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بهدم (مسجد ضِرار) الذي بناه المنافقون ضراراً وتفريقاً لشق صفوف المسلمين، وهكذا كل مسجد يراد به ذلك... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار ضم (الضفة) ترجمة عملية لصفقة القرن الخيانية
- الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق
- ترامب مُنَظِّر العنصرية، وزاهق روح الإنسانية
- اليوم وغداً يا قفاص العصر (ترامب)
- الصلاة من أجل الإنسانية
- في ظل جائحة كورونا؛ العالم إلى أين؟
- العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا
- (كورونا) والرهاب الصيني المفتعل أمريكياً
- ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة
- انهيار سلطة الصدفة الكارتونية في العراق
- مقتل (البغدادي) وسذاجة العقلية السياسية الأمريكية
- العراق ينتفض في وجه الفساد
- لعبة التصنيفات، سياسة لتركيع الأحرار
- التلميع الإعلامي ما بين النفاق الاجتماعي وتضليل الرأي الجمعي
- الاستقالة دليل على حفظ الأمانة وحب الوطن
- الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة
- (فارا) لعبة مخابراتية لابتزاز الاعلام وتفريغ محتواه المهني
- امريكا وصناعة العدو الافتراضي لتشكيل المستقبل
- قِممٌ تُعلن الطوارئ، وتزفُّ الفشل والانهزام
- الهبوط الناعم نذير هزيمة وانكسار المستبدين العرب


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - آيا صوفيا... ايقونة سلام ما بين الشرق والغرب