أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة














المزيد.....

ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(صفعة ترامب) وليست صفقة القرن كما يزعمون، ما هي إلا حماقة سياسية، دبلوماسية وأمنية مقصودة، وقُصرُ نظر كارثي لطبيعة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المعقد، بل هي ضرب من العبث، وإتجار بالأوهام؛ تم توظيفها إعلاميا، وتداولتها وسائل الإعلام على علاتها، وعلى اختلاف اتجاهاتها دون الانتباه إلى خطورة مدلولاتها الجيوسياسية، وأبعادها الاقتصادية على المدى البعيد لذلك، ووفق معطيات تهوره فكرياً وسلوكياً، ومن منطلق احتياله السياسي المشهود؛ يكنّى ترامب باللهجة العراقية بـ(القَفَّاص) لتكون العبارة (ترامب قفّاص القرن)، والقفّاص هو صانع الأقفاص، أو بائعها، الذي يُسهم في وضع الطيور والحيوانات في الأقفاص، لذا تطلق العبارة في العراق على من يمتهن الاحتيال والمخادعة.
أما الصفقة فهي تعني (العقد) أو (البيعة) فهي دس مخابراتي خطير، ومقصودة اقتصادياً، وإلا فإن القدس ليست صفقة تراد المساومة عليها بين ترامب طباخ الصفقات المشبوهة في المنطقة، وبين الأخوة الفلسطينيين؛ ليحسم الأول الأمر بمفرده، ويقرر ملكية القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة (بجرَّة قلم). وتفسير ما يسمى بصفقة القرن المشبوهة الأحادية الجانب، كما هو معروف من سير مراحلها، لا يحتاج إلى عقل عبقري لأي مراقب سياسي؛ كي يعرف أن هذه المؤامرة الشيطانية ليست سوى تدبير دولي مقصودُ ظاهرها - وبالاسم فقط - تأييد مبدأ حل الدولتين، ولكن وعلى أرض الواقع، هي أفضل صفقة وخطة سلام كانت تحلم بها إسرائيل. لذلك فإن هذه الصفقة الدولية المفتعلة سوف تمنح إسرائيل الحق في ضم مناطق كبيرة من الضفة الغربية المحتلة، ومدينة القدس كعاصمة غير مقسمة إلى الكيان المسخ إسرائيل دون منازع.
إزاء هذا التطور الاستراتيجي الخطير، والمتغيَّر الدولي الصعب، وما ينتظره المجتمع الدولي من تداعيات محتملة؛ ما كان من قاداتنا الأجلّاء كالمعتاد إلا التعبير عن ردود أفعال خجولة، مثل التأكيد على الوقوف خلف خيارات الشعب الفلسطيني، والتحذير من التبعات الخطيرة لأية إجراءات أحادية الجانب من جانب إسرائيل، وخوف بعضهم على أن لا تؤدي هذه الصفقة الخيانية إلى الاحتلال وشرعنته. أما المعنيُّ الأول بالموضوع (محمود عباس) الرئيس الفلسطيني، فهو يصف ما يسمى بصفقة القرن، برغم خطورتها، بأنها تنكُّر للاتفاقيات الموقعة بينهم وبين إسرائيل، وتعد تجاوزاً على الشرعية الدولية، فعلى المجتمع الدولي رفض التعاطي مع بنودها الكارثية، بل وقطع العلاقات مع أمريكا وإسرائيل بما في ذلك العلاقات الأمنية. بهذه الردود الهزيلة يرسل الجانب العربي رسالة مفادها أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وأن القرار الفلسطيني له ظهير عربي، بينما من جهة أخرى يؤكدون على الجانب الفلسطيني والإسرائيلي أن يتفاوضا من أجل حل سلمي، يستطيع كل منهما التعايش معه أو القبول به، لأن البعض من قاداتنا حمل هم توطين اللاجئيين بما يحمله من تبعات اقتصادية وديموغرافية؛ لأن طباخ الصفقات المشبوهة ترامب رفض بشكل قاطع أية عودة للاجئيين، وأسقط مطالب مستقبلية بهذا الاتجاه، وهذا الإجراء القسري والخياني يستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض.
أما الهدف الحقيقي لهذه الطبخة السياسية المشبوهة فهو هزيمة الرواية التاريخية، وشطب الحق الفلسطيني الطبيعي، السياسي والقانوني في فلسطين المحتلة والاعتراف فقط بالرواية اليهودية المستحدثة صهيونياً. فمن أجل مواجهة الكثير من التداعيات المحتلمة الأخرى دولياً وعربياً؛ لا بد من توظيف كل طاقات الشعب الفلسطيني، وعلى قياداته الوطنية المخلصة حصراً مغادرة الانقسام بموقف موحد، وضمن برنامج نضالي متفق عليه، وفق استراتيجية نضالية بعيدة المدى، لأن توحيد البيت الفلسطيني هو الرد الأقوى على تلك المخططات الدولية التدميرية.
هنا تظهر نبؤة (المصطفى) صلى الله عليه وسلم، حين قال: "لتَتْبَعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرَاً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعَاً بِذِرَاعٍ، حَتَى لَوْ دَخَلُوْا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوْهُمْ. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فَمَنْ؟". رواه البخاري/ 7320.
... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار سلطة الصدفة الكارتونية في العراق
- مقتل (البغدادي) وسذاجة العقلية السياسية الأمريكية
- العراق ينتفض في وجه الفساد
- لعبة التصنيفات، سياسة لتركيع الأحرار
- التلميع الإعلامي ما بين النفاق الاجتماعي وتضليل الرأي الجمعي
- الاستقالة دليل على حفظ الأمانة وحب الوطن
- الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة
- (فارا) لعبة مخابراتية لابتزاز الاعلام وتفريغ محتواه المهني
- امريكا وصناعة العدو الافتراضي لتشكيل المستقبل
- قِممٌ تُعلن الطوارئ، وتزفُّ الفشل والانهزام
- الهبوط الناعم نذير هزيمة وانكسار المستبدين العرب
- من أجل صحافةٍ نظيفةٍ ديمقراطيةٍ
- (ترامب) وطعنة العصر في خصر الإنسانية
- (بومبيو) سفير الشر إلى الشرق الأوسط!
- زيارة (ترامب) اللصوصية إلى العراق... وما خفي أعظم
- (الإرهاب) شماعة لأخطاء الكبار
- الديمقراطية الموهومة عماد حريات الغرب... فرنسا نموذجاً
- التغطية الإعلامية ما بين المهنية والنكاية السياسية
- فلسطين... ما بين خبث اليهود وتنازلات العرب
- الحكومة العراقية ما بين ترقيع الحال وتركيع الرجال


المزيد.....




- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد
- مصر تعتبر المظاهرات أمام سفاراتها لا تدعم القضية الفلسطينية ...
- مصدر: إسرائيل وأمريكا قد تغيران استراتيجيتهما بشأن غزة بعد ا ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين.. ودمشق تعتبر ...
- واشنطن وعشر دول حليفة تتهم إيران بتنفيذ سياسة -اغتيالات وعمل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة