أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (الإرهاب) شماعة لأخطاء الكبار














المزيد.....

(الإرهاب) شماعة لأخطاء الكبار


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6101 - 2019 / 1 / 1 - 05:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش العالم في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، وصارت الصفات والدلالات لا تخضع لمعايير دقيقة محددة، وذلك لقوة المطابخ السياسية التي تعمل ليل نهار في أوكار الظلام؛ لتعتيم الحقيقة. فقصتنا الخبرية هي الانسحاب العسكري الأمريكي غير المدروس من سوريا وتداعياته؛ كونه خطوة مفاجئة، وسابقة لأوانها، في هذا التوقيت الحرج من المعركة الفاصلة ضد تنظيم (داعش) الإرهابي.
إن هذا الحدث سيفتح الباب على مصراعيه أمام مرحلة جديدة من العنف، والفوضى الخلاقة كسابقتها في ثورات (الربيع العربي)، لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا برغم أنف الجميع، وعلى مرأى من العالم، ودون أي اعتبار لأحد مهما كان ثقله وبعده في العالم. بالتالي؛ سيعطي هذا الحدث زخماً سياسياً وميدانياً للإرهابيين، والداعمين لهم للانتعاش مجدداً، والقيام بعمليات إرهابية معاكسة في المنطقة، في حين أن مكافحة الإرهاب لم تنته بعد من مهامها، بل هي تمر بمرحلة حاسمة ومصيرية.
إن لهذا الحدث تداعيات ستكون خطيرة، تمتد آثارها السلبية إلى أبعد من ذلك، لأن أمريكا لم تكن الوحيدة في هذه المعركة المصيرية مع داعش، بل تحالفت معها دول كبيرة لها موقعها ودورها المؤثر على العالم، إضافة إلى وحدات قتالية حليفة معها، كوحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، التي مثـّلت حجر الزاوية ميدانياً لمقارعة الإرهاب، كما وصفها الرئيس الفرنسي (ماكرون) وقال "إن المجتمع الدولي مدين لتلك الوحدات، لذلك نشعر بالصدمة"، وشاطره الرأي (ماتيس) وزير الدفاع الأمريكي المستقيل، حيث وصف رؤيته بأنها أفضل من رؤية رئيسه (ترامب)، وأكد على ضرورة معاملة الحلفاء باحترام، ومشاركتهم إدراك بواعث الخطر، وأثنى على ذلك السيناتور (ليندسي) واصفاً الانسحاب بالخطأ الكبير.
أفرزت هذه السيناريوهات تناقضات خطيرة على أرض الواقع، فهذه تركيا تصف (وحدات حماية الشعب الكردي) بأنها حليفة واشنطن في مكافحة الإرهاب بتنظيمات إرهابية، وامتداداً للتمرد المسلح ضدها، ولا بد من القضاء عليها، بل يجب دفنها لأنها - بحسب الخارجية التركية - متعاطفة، ومساندة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، لذلك أسرعت انقرة بتعزيز وجودها على الحدود مع سوريا، بل واخترقت سيادتها الوطنية بتوغلها كيلومترات داخل أراضيها.
من هذا المنطلق، وصف بعض المراقبين الدوليين ذلك الانسحاب (العنتري) بصفقة تجارية مع تركيا لتبادل المواقع وملء الفراغ، لاجتثاث داعش من سوريا، في حين وصفت الخارجية الإيرانية حليفة تركيا القوي الوجود الامريكي في المنطقة بالخطأ، لأن واشنطن مصدر توتر وعدم استقرار؛ بل عدوان موصوف، واحتلال ينتهك ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
في خضم هذه التناقضات والمهاترات التي يعيشها العالم بين ما هو حقيقي وبين ما هو مصطنع وموضوع من الأوصاف والمعاني، وجب على الجميع ان يكونوا على كلمة سواء لتعريف الإرهاب، ومن هو الإرهابي، لأن هذه الصفة أخذت معاني مطاطية الأبعاد، يستخدمها الجميع، كل بحسب مصلحته، وضد خصمه حتى أصبحت صفة تسع الجميع، فالكل داعم له من حيث لا يدري، والكل مستفيد من مطاطيته؛ إلا من رحم ربي... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الموهومة عماد حريات الغرب... فرنسا نموذجاً
- التغطية الإعلامية ما بين المهنية والنكاية السياسية
- فلسطين... ما بين خبث اليهود وتنازلات العرب
- الحكومة العراقية ما بين ترقيع الحال وتركيع الرجال
- قد نأتي فجأة... ذات ليلة !
- انتفاضة العراق وثقافة الاتهام
- انتخابات ديمقراطية ام بيع للاوهام
- الإعلام الموجه وصناعة الغباء المجتمعي
- مخاطرٌ أصابت الأمة في قلبها
- يا (أبا رغال) إرفع عنك القناع
- مايقولون الا غرورا
- أخوةٌ أم مواجهة؟
- (ترامب) يقرع طبول حرب سُنيّة شيعية
- امراء التطرف يتصدرون المشهد السياسي الاوربي
- مشكلات الشباب والمستقبل المجهول
- (داعش) يجمعنا والمحبة تقوينا والأخوة تنصرنا
- كذب الكذب عقوبة الجبناء
- دور المراة في حل النزاعات وبناء السلام والتوافقات
- محاربة الفساد فريضة وضرورة وطنية
- داعش؛ فرانكشتاين أمريكي بامتياز


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (الإرهاب) شماعة لأخطاء الكبار